كشف مصدر في القوات المسلحة اليمنية الأسباب الرئيسية لدخول الحوثيين إلى الحزم عاصمة الجوف،
واشار الي ثلاثة أسباب رئيسية في مقدمتها، وجود خيانة من داخل الحزم والتعاون والتخابر لصالح الحوثيين، وتعزيز الحوثيين قواتهم من جبهات: نهم والفرضة وتطويق الجوف والالتفاف عليها من الجهة الشمالية، فضلاً عن الضغط الشديد والمتواصل على قوات الجيش لمدة 45 يوما.
وقال المصدر وفق جريدة »الوطن» السعوديه إن هناك متعاونين وخونة من داخل مدينة الحزم قدموا التسهيلات والمعلومات من خلال تواصلهم المباشر مع الحوثيين، حتى باتوا قريبين من المدينة مما استدعى التعامل مع الموقف من جانب قوات الجيش الوطني بالحكمة والانسحاب إلى خارج المديرية انسحابا تكتيكيا لعدة أسباب، أبرزها المحافظة على أرواح المدنيين، والحفاظ على البنى التحتية والمؤسسات والمنشآت. واضاف أنه رغم كل تلك الاحتياطات، فإن الحوثيين قاموا بممارسة عبثهم وتدميرهم لكل شيء داخل المدنية، وعمدوا إلى استباحة المستشفى الحكومي في الحزم وقتل أحد الأطباء، حينما وجدوه يقوم بعلاج أحد الجنود، إلى جانب تفجير المستشفى وعدد من المنازل في المدينة بطريقة همجية، وقتل خلال اليومين الماضيين عدد من الأطفال والنساء، قبل أن تباشر الميليشيات بسرعة زراعة الألغام في المدنية والممرات والطرق والمزارع.
أضاف المصدر أن مديرية الغيل تعتبر وكرا للميليشيات الحوثية منذ سقوط صنعاء انتماءً وولاءً لسكانها، وتابع: «لقد قاموا بدور في عملية دعم الحوثيين، من الجهة الشمالية لمديرية الحزم وتسهيل تقدم الميليشيات من جهة العقبة»،
واوضح أنه تم القبض على عدد من المتعاونين والمتخابرين مع الحوثيين، وأجريت تحقيقات مع تلك العناصر وثبت تورطها وحرصها على زعزعة الأمن وسيتم الإعلان عن تلك الأسماء قريبا.
بين المصدر أن التحالف العربي كان له الفضل ب، في حماية المدنيين من عبث هؤلاء العصابات، من خلال غارات جوية تجاوزت 13 غارة عرقلت تعزيزات حوثية لبعض المعدات والعربات والأسلحة
وقال: نشكر دول التحالف ونشكر السعودية ملكا وحكومة وشعبا على إسنادهم ومساندتهم للشعب اليمني، وهذا الموقف، والمواقف الخالدة لن تنسى وسوف تخلد مثل هذه المواقف الإنسانية والبطولية في ذاكرة كل اليمنيين.
أكد أن انسحاب الجيش انسحاب تكتيكي، ولا صحة لما يتم تداوله حول سقوط الجوف كاملة بيد الحوثيين، وتابع «هناك نحو 65% من المساحة تخضع لسيطرة أبطال الجيش الوطني، وفي أقصى شمال الجوف تدور معارك ضاربة حاليا في جبال الشعير وطيبة الاسم ومديرية العنان، لذا أبطال الجيش الوطني صامدون ومواجهون، وبإذن الله الانتصار حليفهم».
أضاف المصدر، أن هناك طبخات إعلامية تتم في المطابخ الحوثية، ويتم نشرها والترويج لها من خلال انسياق البعض خلفها دون عودة للحقيقة، أو التأكد من المعلومات الصحيحة، وتابع «من تلك المعلومات الدارجة والمتناقلة عن اللواء العكيمي وقبول وساطات حول مصيره، كل هذا الكلام غير صحيح، فالرجل يقاتل في الجبهات، وفقد أحد أبنائه وليس لديه أي نية للتراجع أو التفاوض مع الحوثيين وأن مطابخ الحوثيين الإعلامية تريد زعزعة الجنود وإحداث فجوات داخل صفوف المواطنين والقوات».
قال: إن هناك عددا من الألوية في المحور الشمالي منها اللواء السابع، واللواء الأول حرس حدود، واللواء التاسع، وأيضا هناك في المحور الأوسط عدد أربعة ألوية تم تدريب أفرادها لأربع سنوات، وهذه الألوية متواجدة حاليا بكامل قوتها وعتادها وجارٍ ترتيب أوضاعها لاستعادة الحزم والجوف.
ولفت المصدر إلى أن التهم التي يتم تبادلها والتراشق بها وتحميل مسؤولية سقوط الجوف طرف دون طرف أمر حاصل فعليا، ولكن أبطال الجيش الوطني يضم كل التيارات والأحزاب اليمنية
واشار إلى أن الجيش الوطني لا يمثل الإصلاح بل مكون شامل لكل القوى الوطنية، وتابع: الجيش وُجد من رحم معاناة وتشكلت خارطته من جميع المناطق اليمنية، لذا لا يمكن النظر لهذه التهم المتبادلة في هذا الوقت لأنها غير مجدية أو مفيدة.
أشار المصدر إلى أن الضغط الحوثي على الجوف استمر أكثر من 45 يوما، واستطاع الجيش أن يضرب أروع الأمثلة الدفاعية، لافتاً إلى أن الحوثيين اعتمدوا على عدد كبير من عناصر الجيش اليمني السابق من خلال وعدهم بصرف مرتباتهم في جهة الجوف، غير أن أعداداً كبيرة منهم تحولوا إلى جثث متناثرة بين الجبال والأودية ودون أن يوفي الحوثي بوعده.
أسلحة إيرانية
بين أن 24 ساعة الماضية شهدت نزوح أكثر من 24 ألف أسرة من هذه المدينة، فارين عبر الصحراء من بطش الميليشيات. كشف المصدر عن العثور على العديد من الأسلحة شملت قنابل إيرانية الصنع، وصواريخ موجهة، وقطع أسلحة أخرى مختلفة يتم تهريبها عبر ميناء الحديدة، مؤكداً أن تحرير الحديدة ستكون الخطوة الأولى نحو تحرير اليمن. طالب بضرورة التحرك الفوري من كافة الجبهات وفي آن واحد، واعتبار اتفاق السويد الذي يراهن البعض عليه انتهى وعفى عليه الزمن، وتابع «الميليشيات لم تلتزم بأي اتفاق أو هدنة، لذا يعتبر اتفاق السويد ملغيا ويجب عدم الالتزام به».
قال عضو مجلس الشورى وأحد مشايخ محافظة الجوف الشيخ باشا بن حزام: إن الجيش انسحب إلى معسكر لبنات لظروف تكتيكية، وإن الحرب كر وفر رافضاً تبادل التهم بين الأحزاب لأن الجميع في حرب مشتركة، وتابع: «هناك من يحاول توجيه التهم، وهو جالس في غرفة فندقية أو خارج اليمن، بينما من يتهمهم يقتالون في الجبهات».
أضاف ابن حزام بالقول: «لدينا القدرة على استعادة الحزم وسبق أن دخلوها في فترة ماضية، وسوف يخرجون منها صاغرين هذه المرة، بإذن الله»، وقال: «الشكر للتحالف العربي وجهوده لاستعادة الشرعية جابرة وقوية»، مشيراً إلى أن ألوية الجيش قاتلت بكل بسالة 45 يوماً، ولكن الجوف أرض واسعة، وبها جبهات متعددة.
لفت الشيخ ابن حزام أن سقوط نهم مهّد للحوثيين إرسال تعزيزات كبيرة منها إلى الجوف بعد سقوط الفرضة، إضافة إلى أن الجبهات النائمة لم تتحرك لمساندة الجوف خلال 45 يوما حينما كان يتعرض لمرحلة حصار شديدة، داعياً أهل الجوف إلى عدم اليأس ويجب الثبات والصبر ورص الصفوف، وأن استعادة الجوف وغيرها ستكون قريبة.