نشر سبتمبر نت، تقريرًا مطولًا سرد فيه معاناة المرأة اليمنية، في وجه الطغيان الحوثي، ووقوفها ثائرة، وذلك تحت عنوان: “المــرأة اليمنية.. نضال مستمر”
للمرأة اليمنية دورها الأشد إشراقاً في صناعة المجد ورسم أنصع صفحات التاريخ اليمني قديما وحديثاً، وهو ما يتكرر كل يومٍ في حياة أمتنا اليمنية، بدأ من مشاركة المرأة في ثورتي سبتمبر وأكتوبر، وليس انتهاء بحضورها الأبرز في المشهد الحديث من نافذة ثورة الحادي عشر من فبراير الشبابية السلمية.
و حرصت نساء اليمن -خلال المظاهرات الثورية- على أن يكون لألوان العلم الوطني أعمق الدلالات، وهو مرفوع على رؤوسهن ومرسوم على أكفهن ووجوههن، حيث رسمن خلال الثورة الفبرايرية أزهى الصور السلمية والمتقدمة عن مجتمع لطالما تعرض للظلم وربطته وسائل الإعلام الخارجية بالتخلّف والعنف.
شهيدات في درب الثورة
تصدرت المرأة اليمنية سجل التضحيات، فقدمت شهيدات وجرحى الثورة صورة أدق لمدى انخراط النساء في الفعل الثوري الشبابي لتخلد أقلام المؤرخين أسماء عملاقة لنساء دفعن ارواحهن ثمناً لأهداف الثورة التي آمنّ بها وانخرطن فيها منذ بواكيرها الأولى، ووصل عدد شهيدات الثورة 19 شهيدة منهن الشهيدات عزيزة وتفاحة العنتري وزينب الحزمي وياسمين الأصبحي وجريحات لا يتسع المجال لذكرهن.
ثائرات على الدرب
وكما كان للمرأة حضورها في سجل التضحيات في ثورة 11 فبراير، كان لها شرف المشاركة في حماية مخرجات الثورة ومقاومة مشروع التمرد الحوثي الإمامي الكهنوتي، حيث أنتجت ساحات الثورة ثائرات خضن بشجاعة دروب النضال ضد المحاولة المتمردة، وبرزت أسماء عدة في خضم سنوات الحرب منهن الشهيدتين ريهام البدر وغادة العبسي، اللواتي شاركن في مقاومة التمرد من خلال إمداد الجيش وإدخال المواد الغذائية إلى المحاصرين في مدينة تعز والعمل الحقوقي لرصد انتهاكات وجرائم المليشيا الحوثية، وأخريات كثر سيدون التاريخ أسماءهن بأقلام من نور.
في وجه الطغيان
من ابرز من أنتجته ثورة 11فبراير هو الوعي الثوري والحقوقي في أوساط المرأة اليمنية التي عانت لعقود طويلة من التهميش والإقصاء والاستخفاف بقدراتها، فكانت الحرب مع المليشيا الحوثية هي المحك الحقيقي الذي أظهر بوضوح عظمة ما أفرزته الثورة الشبابية من وعي.
أمهات اليمن
وشهدت الساحة اليمنية، حركة نسائية وحقوقية متفردة، تجليها الأبرز هي رابطة أمهات المختطفين -التي أسستها عدد من ثائرات ثورة فبراير السلمية- بكل ما تقوم به من نشاط حقوقي ثوري، تمثل في عملها على صعيدين أولهما الاحتجاجات السلمية، وثانيهما الرصد الحقوقي والعمل الإعلامي المرافق للفعلين الثوريين، وهو ما أسهم بإيصال أصوات آلاف المعتقلين في سجون المليشيا الحوثية إلى العالم.
تحت التعذيب
لم تثن الحرب المرأة عن الاستمرار في نضالها الثوري ضد الطغيان والكهنوت، فظهرت أسماء عدة لنساء وقفن في وجه آلة الإرهاب الحوثية، لكن المليشيا لا تحترم أي عرف أو قانون فشهدت المناطق الخاضعة لسيطرتها حملات قمع واسعة بحق النساء وصلت حد اختطاف أكثر من 300 امرأة يتعرضن لأبشع أنواع التعذيب والاعتداءات.