ما حدث من مبادرة ترامب هو خطوة حقيقية نحو ترسيخ الفوضى في العالم وتشجيع التطرف حسب المعايير التي استند عليها هو في ما يعتقده خطة للسلام في الشرق الأوسط وإنهاء قضية فلسطين.
والأمر غير ذلك حتما بل تعزيز لأول خطوات الفوضى العارمة وبدء نظام ينهي منظومة العمل الدولي الذي استمر منذ الحرب العالمية الثانية حيث نجد الآن أن المبادرة تعمل على مايلي :
اولا :- ضرب النظام الدولي وقواعد القانون الدولي الذي تستند عليه الحلول في إنهاء النزاعات وأصبح النموذج هو الذي يُقترح الآن
أي القوة ومن يستطيع أن يضم أي أراضي أو يستولي على أي حقوق فهي له وعلى العالم مباركة ذلك مستندا لمبادرة ترامب كسابقة تسن عرفا بتمجيد الفوضى.
ثانيا :- في الشرق الأوسط ستعمل خطة ترامب على إعادة الروح لمعسكر إيران ولكل فصائل التطرف السياسي والديني فهي مبادرة تعيد لهم الحياة وتنفخ فيهم الروح ليقولوا للبسطاء نحن من يعبر عن حقوقكم و عليكم الإيمان بنا.
كون خطة ترامب لا تعطي لأي رأي منطقي يبحث عن السلام العادل ويطالب بالعيش المشترك ولم تعطه أي فرصة ليقول كلمة أمام موجة الغضب العارمة.
فلا صوت لأي منطق عند فتح عنابر الجنون لتكون في صدارة المشهد
وترامب فتح المسرح لكل خطاب متطرف لا أكثر.
لهذا فإن ما يجري لن يقف عند الفلسطينيين وحدهم ولا الشرق الأوسط فقط بل سيغير نمط نظام عالمي لابد أن يولد.
حيث ينهار أمامنا الآن آخر ما تبقى من دعائم النظام العالمي الذي بقي منذ الحرب العالمية الثانية ينظم كيفية الخروج من الصراعات
ويولد نظام جديد يضرب عرض الحائط بكل قواعد القانون وقيم الحق.
بالنسبة للفلسطينيين ليس هناك ما يخسرونه مع رفضهم لأن المطلوب منهم هو انتحار جماعي لا يقدرون عليه حتما.
أما التلويح ببعض الرشاوى فأمر يدعو للضحك حزنا !! كون القضايا لا يعبر عنها هكذا.
لكننا في زمن الطارئين على كل شيء من السياسة إلى الثروة لذا اختلت المعايير والقيم.
خلال العقود الماضية الطويلة مرت على الفلسطيني كوارث أكبر من مجرد تهديد بقطع العيش وخرج منتصرا وسينتصر.
عزالدين الاصبحي
سفير اليمن في المغرب