كشفت مصادر عسكرية أن القيادات الحوثية أصدرت قراراً سرياً يقضي بالقبض على كافة القناصين الذين عملو بالجيش اليمني في النظام السابق سواء من كانوا على رأس العمل أو الذين تقاعدوا أو تركوا العمل لأي أسبابخوفا من تكرار تجربة قناص صنعاء الذي أرعب القيادات الانقلابيةمنذ عامين
وقال المصدر وفق جريدة»الوطن» السعوديه إن هذا القرار السري الذي أصدرته القيادات الحوثية لقوات ما يسمى الجيش والاستخبارات، والأمن هو من أجل تكثيف الجهود والعمل في آن واحد لإحضار كافة القناصين بشكل عاجل لأسباب متعددة أبرزها الاستفادة من خبراتهم لأعمال يريد الحوثيون تنفيذها خلال الفترات القادمة، وضمان السيطرة عليهم من أي أعمال أو مهام يخططون لها داخل أماكن سيطرة الحوثيين، إلى جانب الخوف من انضمامهم لصفوف الشرعية، أو قيامهم بأي أعمال تهدد الحوثيين في صنعاء وغيرها.
وبيّن أن ما يسمى الأمن السري مارس مهامه في القبض على كل الأشخاص الذين كانوا يمارسون أعمال القنص ولديهم خبرات في ذلك، أو كانوا يقومون بأعمال تستدعي مهارة القنص، واقتيادهم إلى سجون سرية في العاصمة صنعاء استعدادا لعقد جلسات معهم تتعلق بمنعهم من مغادرة مواقعهم تجاه أي محافظة، إلا بتصريح وإذن مسبق، إلى جانب منعهم من السفر للخارج، وفرض الرقابة عليهم.
وقال المصدر، إن الحوثيين يعيشون قلقاً متزايداً وعدم استقرار وعدم ثقة وشكوكا ومخاوف يومية، ما يجعلهم يصدرون قرارات وتوجيهات يومية تعكس شعورهم الدائم بأن سقوطهم قادم لا محالة، وتابع «نجدهم يحاولون إخافة الناس وتهديدهم وإشعارهم بأن الجميع تحت السيطرة والرقابة والمتابعة، تارة يواجهون طلاب الجامعات وتارة يواجهون الأكاديميين وتارة المشايخ ورجال القوات المسلحة والجيش، ولم ينج حتى المتقاعدين وكبار السن من اعتداءات وتهديدات الحوثيين».
وأشار إلى أن الحوثيين توفرت لديهم معلومات حول التخطيط لانقلاب داخل صنعاء، وأن هناك ترتيبات لهذا العمل، إلا أن تحقيقاتهم لم تؤد إلى أي معلومات حول مزاعمهم، وأماكن التجمعات، وتابع «رغم الحرص والمتابعة والأعمال العسكرية والحصار الكبير من خلال النقاط الأمنية التي يوزعونها في كل مداخل ومخارج العاصمة صنعاء، إلا أن ذلك لم يغن ولم يفدهم، مقابل دهاء وذكاء شباب صنعاء الذين شكلوا قلقلاً دائما للحوثيين».
وأوضح المصدر أن «قناص صنعاء» الذي ظهر في منتصف العام 2017، أحدث موجة خوف داخل صفوف الحوثيين، بعد أن نجح في اختراقهم وإسقاط قيادات كبيرة منهم في الميدان، بل استطاع أن يحدث حالات رعب في صفوفهم، دفعتهم إلى التوجيه لقياداتهم بعدم الخروج إلا في المساء أو بحالات تمويه،
وتابع جعل ذلك وزير الرياضة والشباب حسن زيد يتنقل من خلال دراجة هوائية في مواقع متفرقة وبهيئات مختلفة، وكذلك عضو المجلس السياسي محمد علي الحوثي الذي استعان أيضا بدراجة مماثلة هروبا من قناص صنعاء».
وأضاف أن الحوثيين قدموا عرضا مالياً وحوافز أخرى مختلفة لمن يقدم معلومات عن قناص صنعاء، إلا أن أحداً لم يستطع القيام بذلك، لعدم معرفتهم به، بعد أن ضرب قناص صنعاء وعداً قال فيه «إن رأس عبدالملك إن كان موجوداً في صنعاء سيكون هديتي للشعب اليمني ولكنني أشك أنه في اليمن، لذا فإنني سوف أواصل استهداف عناصره وقياداته حتى يحدث الله أمراً».
ولفت المصدر إلى أن قناص صنعاء لايزال في العاصمة، وأنه يختفي ويظهر فترات متباعدة، ولكنه في كل ظهور يقدم صيدا ثميناً لليمنيين من الرؤوس الحوثية، ويفيد ما توفر من معلومات أن عودته القادمة ستكون برأس قيادي كبير، وهو الأمر الذي يترقبه الجميع».
وبين المصدر أن لا أحد يملك معلومات دقيقة حول قناص صنعاء «هل هو عسكري أم ماهر في القنص»، ولكن رسائله وهدفه واضح، وتابع «الحوثيون بهذا الإجراء والقبض على القناصين ما هو إلا خوف ينتابهم وشعور يساورهم بأن الجميع سينتفض ضدهم، ولن يكون القبض على القناصين نهاية مخاوفهم أو استقرارهم فجميع اليمنيين يعرفون كيف ينتفضون ويخرجون الحوثي».