أُنشئت دائرة الرعاية الاجتماعية بوزارة الدفاع، منذ ثلاث سنوات، بقرار القائد الأعلى للقوات المسلحة المشير الركن عبدربه منصور هادي.
ورغم قصر فترة عملها إلا أنها حققت كثيراً من الإنجازات، وقدمت الكثير من الرعاية والاهتمام بأسر شهداء الجيش وكذا المعاقين في عدة مجالات، سواء ما كان منها معيشية أو تأهيلية أو صحية ورعاية نفسية، وغيرها من المجالات، ومؤخراً منح دراسية لأبناء الشهداء.
في الحوار التالي لـ«26 سبتمبر» يتحدث العميد الركن جميل أحمد عوض الأشول، مدير دائرة الرعاية الاجتماعية بوزارة الدفاع، بمزيد من التفصيل عن كل مشاريع الدائرة وإنجازاتها، وكذا خطتها لمشاريعها المستقبلية.
بداية لو تعطينا نبذة شاملة عن الدائرة.. نشأؤها، مهامها، إنجازاتها؟.
دائرة الرعاية الاجتماعية أنشئت مطلع العام 2017م بقرار القائد الأعلى للقوات المسلحة المشير الركن عبدربه منصور هادي، حيث جاء إنشائها في إطار اهتمام القيادة بتطوير البناء لمؤسسة الجيش والحرص على إعطاء أبناء القوات المسلحة مزيداً من الاهتمام والرعاية بشكل عام، وبشكل خاص لبعض الفئات من الجيش التي هي أكثر حاجة للرعاية الاجتماعية كفئة أسر الشهداء والمصابين.
وبالنسبة لمهام الدائرة فوفق ما نص عليه قانون إنشائها فإنها تختص بعدة مهام من أبرزها تقديم الرعاية الاجتماعية لمنتسبي القوات المسلحة والذين يقع على رأسهم الشهداء ورعاية أسرهم، والمصابين العسكريين بمختلف فئاتهم من مقعدين ومعاقين وجرحى، حيث تشمل الرعاية لهم متابعة حقوقهم المختلفة وتسهيل وتيسير الحصول عليها وكذلك تقديم الرعاية النفسية للمحتاجين إليها والرعاية التعليمية والصحية والإغاثية بالتنسيق والتعاون مع عدد من دوائر وزارة الدفاع والجهات ذات العلاقة.
فعلى صعيد البناء المؤسسي ولأن الدائرة ما زالت وليدة فمنذ نشأتها قامت باستكمال البنى التحتية والمؤسسية من إعداد الهياكل واللوائح المقترحة وفق المهام الرسمية ورفعها للجهات القانونية الرسمية لاعتمادها، كما تم توفير الكادر البشري اللازم من ضباط وصف ضباط وأفراد بحسب المهام والاختصاصات المطلوبة.
كما تم بناء قواعد بيانات شاملة وتحديثها بصورة مستمرة وأرشفة الوثائق والملفات للشهداء والمصابين ورقيا والكترونيا بصورة منظمة، ومتابعة وصرف مستحقات الشهداء من رواتب ومواساة وإكراميات وكذا مستحقات المصابين المحالين على الدائرة من مستحقات وإكراميات، كما يتم تقديم الرعاية النفسية عبر تأسيس عيادة الطب النفسي التي ما زالت قيد الإنشاء وإعداد البرامج والمشاريع في مجالات الرعاية الاجتماعية المختلفة، وتقديم الرعاية الإنسانية بالمواد الغذائية وأضاحي العيد لبعض أسر الشهداء بحسب الإمكانات المتاحة وبالتعاون والتنسيق مع الجهات المختلفة، وكذلك تنظيم وتنفيذ مكرمات الحج لأسر الشهداء المقدمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
* ما أوجه الدعم الذي تقدمه الدائرة للشهداء والمعاقين؟
تولي الدائرة أهمية كبيرة للشهداء والمصابين بشكل عام، حيث يشمل مصطلح المصابين المقعدين والمعاقين والجرحى، فعلى صعيد متابعة حقوق الشهداء والمصابين المحالين مالياً على الدائرة فقد دأبت الدائرة على متابعة الجهات المعنية لاعتماد وصرف مستحقات الشهداء والمصابين المحالين عليها من مواساة دفن ورواتب وإكراميات، وابتكار أساليب صرف سهلة وميسرة لذوي الشهداء والمصابين وأسرهم عبر الصرافات المنتشرة في أغلب المحافظات وفق ممارسات إدارية وقانونية صارمة تضمن سلامة إجراءات الصرف ووصول الحقوق لمستحقيها، كما تستقبل الدائرة بشكل يومي عشرات المترددين عليها من أسر الشهداء والمصابين وإنجاز معاملاتهم واستكمال الوثائق المطلوبة منهم أو إجراء التعديلات عليها كتبديل الوكلاء بحسب طلب أسرهم وفق الإجراءات القانونية، وكذا حل الإشكالات التي يواجهونها في استلام مستحقاتهم المختلفة، كما تتلقى الدائرة بشكل مستمر البلاغات الرسمية في تصحيح البيانات وتنظيم هذه العملية وفق إجراءاتها المعروفة، كما تقوم الدائرة بالتواصل والتنسيق المستمر مع الجهات ذات العلاقة في تقديم مقترحات وتصورات صرف الاكراميات والمستحقات المختلفة بما يسهل ذلك على أسر وذوي الشهداء والمصابين.
* ما أبرز المشاريع التي قامت بها الدائرة او تقوم بها حالياً؟
قامت الدائرة بالترتيب والإعداد لمكرمة الحج المقدمة من الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله لأسر الشهداء خلال عامين متتابعين في العام 1439هـ والعام 1440 هـ بالشراكة مع شعب الرعاية الاجتماعية في المناطق العسكرية وبالتعاون مع قيادة التحالف العربي، كما تقوم الدائرة حالياً بالترتيب والإعداد لمشروع الحج للعام 1441هـ إن شاء الله
كما أقامت الدائرة عدداً من البرامج التأهيلية للمصابين العسكريين كدورات الكمبيوتر واللغة والتدريب المهني لإعادة دمجهم في الجيش والمجتمع، حيث تعطي الدائرة أولوية في التعيين في شعبها وإداراتها من فئة المصابين الذين يمتلكون مهارات وقدرات تمكنهم من القيام بأعمالهم.
وعلى صعيد الرعاية النفسية فقد قامت الدائرة عبر الشعبة المختصة بإعداد برامج الرعاية النفسية لكل من: المصابين العسكريين، والأسرى المحررين، ولمنتسبي القوات المسلحة بشكل عام، كما أننا نستكمل حالياً تجهيز وتأثيث عيادة الطب النفسي بالدائرة.
وتوجد لدى الدائرة خطة طموحة للعام 2020م حيث أعدت مصفوفة من البرامج والمشاريع تشمل الرعاية التعليمية عبر التنسيق مع الجهات المختصة بتخصيص منح دراسية لذوي الشهداء والمصابين والإشراف على تعليمهم، وفي مجال الرعاية الصحية لتشمل التأمين الصحي لذوي الشهداء والمصابين والعاملين بالتعاون مع مختلف المؤسسات الصحية والطبية، وكذا الإسهام الفاعل بتقديم الإعانة الإغاثية والإيوائية بالتعاون مع المنظمات والجهات المهتمة.
* مشروع حج أسر شهداء الجيش من المشاريع البارزة فهل سيزيد العدد في الحج القادم؟
في العام الماضي خاطبنا قيادة التحالف والجانب السعودي بزيادة العدد الممنوح لأسر الشهداء حيث كان في الموسم الأول (1100) مستفيد، وقد استجابت القيادة السعودية لطلب قيادة وزارة الدفاع وتم زيادة العدد في الموسم الثاني لأكثر من (1700) مستفيد.. ونحن نعمل على زيادة هذا العدد خلال العام القادم ونثق في دعم القيادة السعودية ونشكرهم على ما قاموا به من خدمات جليلة وكرم ضيافة وحفاوة بالغة بالحجاج من أسر شهداء الجيش وهذا ليس بمستغرب على أشقائنا في المملكة.
* هل يقتصر عمل الدائرة على مناطق عسكرية معينة أم يشمل كافة المناطق العسكرية في المحافظات المحررة؟
تتلقى دائرة الرعاية الاجتماعية بلاغات الخسائر البشرية من الشهداء والمصابين والأسرى والمفقودين من كافة المناطق العسكرية في الجمهورية اليمنية وتحتفظ بإدامة قاعدة البيانات لجميع تلك الفئات من كافة المناطق العسكرية، كما أن مشروع الحج يشمل المستفيدين من أسر الشهداء من كافة المناطق العسكرية، وتقوم الدائرة بالإشراف على المشروع ومتابعة إجراءات تنفيذه ليشمل كافة أسر الشهداء الذين سقطوا على التراب اليمني في شمال اليمن وجنوبه وشرقه وغربه دون تمييز أو استثناء.
* هل تحتوي الدائرة في رعايتها على الشهداء والمقاتلين في صفوف الشرعية لكنهم خارج إطار الجيش؟
أولاً لا توجد أي قوة تقاتل مع الشرعية خارج إطار مؤسسة الجيش، حيث تم دمج ما يسمى بالمقاومة الشعبية وهم المتطوعون من أبناء اليمن الذين هبوا لنجدة الوطن في أصعب مراحله تم دمجهم بقرار القائد الأعلى للقوات المسلحة في إطار الجيش ووفق الأطر والتشكيلات العسكرية الرسمية، وبغض النظر عن هذا الأمر فإن دائرة الرعاية الاجتماعية جهة مستقبلة وليس من صلاحيتها إضافة أحد من الشهداء عليها إلا وفق بلاغ عملياتي من الجهة المختصة بوزارة الدفاع بحسب نظام وإجراءات محددة ولا داعي لتفصيل تلك الإجراءات.
* ماذا عن مشروع المنح الدراسية لأبناء الشهداء، وما الدول الموفدة وما الشروط؟
تم الرفع لمعالي وزير الدفاع الفريق الركن محمد علي المقدشي، بترشيحات المنح، كما تم التواصل مع مكتب الأخ نائب رئيس الجمهورية بخصوص المنح المدنية للبكالوريوس والماجستير للتوجيه للجهات المختصة كما تم اعداد استمارات للمستهدفين لتحديد التخصص المرفوع فيه ونوع الدراسة عسكرية أو مدنية، وسيتم البدء في تنفيذ واعتماد المنح قريباً ان شاء الله وسيتم الاعلان عنها في حينها.
* هل هناك من خطة لديكم لإقامة مشروع خاص بمساكن لأسر الشهداء؟
نتابع الجهات الرسمية على مستوى قيادة وزارة الدفاع وعلى مستوى السلطة المحلية لمحافظة مأرب وحصلنا على مساحة من الأرض خاصة بالرعاية الاجتماعية للأسر المستحقة، ونظراً لأن مساحة الأرض ليست كبيرة بينما عدد الشهداء كبير جداً ويصعب وضع معايير للمفاضلة بين شهداء المناطق العسكرية المختلفة فقد تم تخصيص هذه المساحة للمقعدين من مصابي الجيش وفق الضوابط والمعايير والشروط التي ينظمها مشروع خاص بذلك، وقد تم تسوير جزء من الأرض ونحن في طور استكمال الإجراءات المتعلقة بتخطيطها وتنظيمها للشروع في توزيعها على هذه الفئة بحسب معايير المفاضلة العادلة، ونحن نناشد السلطة المحلية بالمحافظة بالعمل على توفير مساحات سكنية خاصة بأسر الشهداء نظراً لأهمية وضرورة هذا المشروع.
* ما مدى دعم الحكومة للدائرة لتيسير عملها؟
قوم قيادة وزارة الدفاع بدعم وإسناد الدائرة بحسب الإمكانات المتاحة، ونحن نشكر معالي الأخ الفريق الركن/ محمد علي المقدشي وزير الدفاع ومساعديه والأخ رئيس هيئة الأركان العامة والأخ المفتش العام للقوات المسلحة على ما يقدمونه من جهد ودعم مادي ومعنوي، ونحن نقدر المرحلة الحالية التي تستوجب تكثيف الجهود الذاتية ومضاعفة الأداء للتغلب على كافة العوائق والوصول إلى تحقيق الأهداف الكبرى المتمثلة في استعادة البلاد وفرض هيبة الدولة وتحقيق الأمن والاستقرار في كافة ربوع الوطن.
* وماذا عن دعم التحالف العربي؟
والتحالف يقدم كافة أشكال الدعم والتنسيق في مختلف المجالات، وكذا مشروع الحج الذي كان له الأثر الإيجابي الكبير على نفسيات أسر الشهداء وعلى نفسيات المقاتلين في الجبهات، فلهم منا كل الشكر وعظيم الامتنان.
* هل من عوائق تواجه عملكم في الدائرة؟
هذه المرحلة التي يعيشها الوطن ليست هي المرحلة المناسبة للحديث عن العوائق بقدر ما هو المطلوب فيها من كل الدوائر والقيادات والأفراد القيام بواجباتهم والتغلب على كافة أشكال التحديات والنقص في الإمكانات لأننا في وضع معركة عسكرية تتطلب تظافر كافة الجهود، وإذا كان لدينا من عوائق أو طلبات فسنقدمها للجهات المختصة وليس محلها الصحف ووسائل الإعلام.
* كلمة أخيرة تودون طرحها؟
أترحم على شهداء الوطن الذين رووا بدمائهم شجرة اليمن، وادعو للمصابين والجرحى بالشفاء العاجل ولأسرى الجيش بالتحرر والشموخ ونعدهم ونعد أسرهم بأننا سنظل أوفياء لتضحياتهم وقد سخرنا أنفسنا لخدمتهم ورعايتهم بكافة ما نستطيع فعله، ونشكر فخامة الأخ المشير الركن عبدربه منصور هادي القائد الأعلى للقوات المسلحة ونائبه الفريق الركن/ علي محسن صالح، ومعالي وزير الدفاع الفريق الركن/ محمد علي المقدشي على اهتمامهم ومتابعتهم المستمرة وتقديمهم لكافة اشكال الدعم والإسناد والتشجيع.
كما لا يفوتني أن أشكركم في صحيفة 26 سبتمبر هذه الصحيفة العملاقة التي كانت وما زالت هي الحامل الإعلامي لقضية الوطن والتي تواكب كثيراً من مشاريع الدائرة وتغطي فعالياتها المختلفة مثلها مثل غيرها من دوائر وهيئات وزارة الدفاع.