شتد المعارك في جبال وسهول محافظة الجوف بين القوات المسلحة والمليشيا الحوثية المتمردة المدعومة من إيران، هذه المواجهات والتي تعتبر الأشد منذ أعوام،
حشدت المليشيا قوة كبيرة بغية تحقيق نصر وهمي يرفع معنويات مقاتليها، لكن أبطال القوات المسلحة في المنطقة العسكرية السادسة تصدوا لهجماتها ووقفوا امامها بكل ثبات وحزم.
المعارك الأخيرة تكبدت فيها المليشيا خسائر كبيرة، ولقي قيادات وعناصر مصرعهم بنيران الجيش، وجرح وفر عدد آخر.
ورغم خسائر المليشيا الحوثية الكبيرة في العدة والعتاد، لم تحقق أي تقدم على الأرض، بل ظلت تحصي أعداد جثث قتلاها المتناثرة في الوديان وجبال الجوف.
وتعتقد المليشيا الحوثية المتمردة أن الجوف ستكون سهلة المنال، لكنها تفاجأت باستعداد قتالي كبير لأبطال القوات المسلحة على الرغم من فارق التسليح.
جبهة متماسكة
وقال محافظ الجوف اللواء أمين العكيمي قائد المحور: إن جبهات المحافظة متماسكة.. مضيفا: إن أبطال القوات المسلحة ثابتون في مواقعهم بإسناد من قبائل المحافظة التي توافدت إلى الجبهات للدفاع عن محافظتهم ومكتسباتها وما توصلت إليه من تنمية خلال السنوات الثلاث الماضية.
وحيا اللواء العكيمي أبطال القوات المسلحة الذين تصدوا لمحاولات تقدم المليشيا باتجاه مركز المحافظة وبعض المديريات.. وأضاف: “اعتقدت المليشيا أنها ستدخل المحافظة ولم تكن تعتقد أن الناس سيقاتلونها، لكن ما وجدته كان العكس، فقد هبَّ الناس إلى جانب أبطال القوات المسلحة وصدوا هجومات المليشيا، بل إنها خسرت في جبهات الجوف الكثير من المعدات التي تفودها القوات المسلحة أو التي تم إحراقها بواسطة طيران التحالف أو المدفعية”.
مضيفا: “خيار الحرب على المليشيا لا رجعة فيه، لقد قدمنا الشهداء من أجل الدولة ومشروعها الكبير ولا تراجع في هذا الخيار”.
وكان اللواء العكيمي قد أدلى بتصريحات من الخطوط الأمامية بالجبهات أكد فيها أن العمليات العسكرية في الجوف تسير وفق الخطط المرسومة، وأن أبطال القوات المسلحة لديهم القدرة الكاملة على الدفاع عن الوطن واستكمال تحريره.
وأكد المحافظ العكيمي أن القوات المسلحة والقبائل والمشايخ والأعيان يد واحدة متكاتفين في صف واحد تجاه الهجمات اليائسة للمليشيا الإرهابية، داعياً أبناء المحافظة إلى المزيد من الالتحام بأبطال القوات المسلحة للدفاع عن كرامتهم ومكتسباتهم.
انتحار المليشيا
قائد عمليات المنطقة العسكرية السادسة العميد ركن علي محسن الهدي، قال إن الجوف عصية على الحوثي، والحوثي يعرفها ويعرف مقاتليها الذين أذاقوه الويلات منذ بدأ بحربه على المحافظة في2009م، ومنذ ذلك الحين والجوف تلتهم كل مقاتليه دون أن يمرر فيها شيئاً من مشروعه الفارسي.
وأضاف أن أبطال القوات المسلحة في المنطقة السادسة كسروا شوكة الحوثي ولقنوه دروساً قاسية، والهدف استعادة كل شبر في الجمهورية وليس الجوف فحسب.
خسائر المليشيا متواصلة
وكانت الأيام الماضية قد شهدت مواجهات شرسة بين القوات المسلحة والمليشيا الحوثية ابتدأت من جبال الجرشب وهي الجبال المطلة على مديرية مجزر بمأرب والمحاذية للجوف.
ومن هناك تحدث العميد عبدالله الحمزة الذي أكد سقوط قتلى وجرحى واغتنام أطقم عسكرية وأسلحة متوسطة وثقيلة تابعة للمليشيا في ذات الجبهة.
ويرى العميد الحمزة أن خسارة المليشيا لهذه السلسلة الجبلية الاستراتيجية دفعها للتوغل في منطقة واغرة بمديرية مجزر محافظة مأرب، لكنه كان أشبه بالانتحار والزج بمقاتليها إلى محرقة أخرى، كون هذه المنطقة محاطة بالقوات المسلحة من جميع الاتجاهات، “المدفعية ضربت بقوة والطيران كذلك، حتى تم إحراق معدات وآليات عسكرية حوثية بلغت العشرات”.
معارك مستمرة
المعارك لم تتوقف، لكنها انتقلت إلى جبهات المصلوب التي بقت المعارك فيها على شكل مواجهات دون أن تستطيع المليشيا الحوثية أن تحرز أي تقدم ، حسب مدير شرطة المصلوب أحد القادة الميدانيين في الجبهة العقيد محمد جعفر.
أما في مديرية المتون فقد تصدت القوات المسلحة لترسانة المليشيا واستعادت مواقع متعددة.
العقبة هي الجبهة الأخرى، والتي تبعد عن مركز المحافظة 20 كيلومتراً، شهدت مواجهات قوية خسرت فيها المليشيا عدداً من عناصرها، وآليتين عسكريتين بقصف لطيران التحالف الذي استهدف طقماً مليئاً بالأفراد في ذات الجبهة.
استدراج عناصر المليشيا
بالعودة إلى غرب المحافظة، فقد خسرت المليشيا الحوثية عدداً من مقاتليها في معركة واحدة بعد استدراجهم من قبل قوات الجيش.
يقول النقيب محمد النقيب، عمليات الكتيبة الثالثة: إن المليشيا لن تستطيع أن تحقق أهدافها مهما زجت بعناصرها، ودفعت بعرباتها وصواريخها.. موضحا أن أبطال الجيش يذيقونهم العذاب في شعاب الجبهة ووديانها.