عملية استقبال المواطنين وقطع الجوازات تسير بانسيابية عالية دونما اشكالات أو عراقيل لاسيما بعد الاجراءات التي اتخذت وآليات العمل الجديدة مكنت الفرع من استقبال «65» ألف معاملة وطلب جواز خلال فترة شهرين، كانت هذه أول كلمات مدير فرع مصلحة الهجرة والجوازات والجنسية بمحافظة عدن العميد الركن محمد أحمد عباد البطاني، في حوار لصحيفة “26 سبتمبر”.
وقال: “أصدر المكتب ومنذ استئناف عمله نحو (433617) جواز سفر حتى نهاية 2019م”، مشيراً أن المكتب كرس جهوده، لتلبية طلبات المواطنين في الحصول على وثيقة الجواز.
وأكد العميد البطاني أن الإجراءات اتخذها المكتب كان لها الاثر في انهاء ظاهرة السمسرة التي شاهدنا في وقت سابق.
آليات جديدة
واستطرد مدير عام فرع مصلحة الهجرة والجوازات بمحافظة عدن، بالقول»: إنه تم إقرار آليات جديدة وتسهيلات لإنجاز معاملات المواطنين؛ للتخفيف من الازدحام والضغط الحاصل عند التصوير المباشر.
وأوضح أن الآلية تتضمن حضور الشخص نفسه أو أحد أقاربه مع إحضار كافة الوثائق الثبوتية الأصلية، بحيث يتم تسجيل الشخص آلياً، بعد استكمال الإجراءات القانونية اللازمة للحصول على جواز سفر، ويحصل المسجل على استمارة التسجيل فوراً وخلال دقائق.
ولفت العميد البطاني إلى أن إقرار هذه الاجراءات تأتي في إطار جهود وتوجيهات رئيس مصلحة الهجرة والجوازات والجنسية اللواء محمد عبد القادر الرملي، للفروع لتقديم حلول للإشكاليات التي تبرز اثناء العمل.
وأكد أن كل تلك الحلول تقدم معالجات للضغط الحاصل بسبب الاقبال المتزايد، وكنتيجة لتوقف فرع عدن خلال الفترة الماضية والظروف الاستثنائية التي تمر بها بلادنا ومحافظة عدن بشكل خاص؛ بهدف تطوير الأداء وتخفيف العبء على المواطن.
ودعا العميد البطاني المواطنين إلى حماية أنفسهم من الابتزاز، ومباشرة معاملاتهم بأنفسهم والاستفادة من التسهيلات المقدمة، وعدم الانجرار وراء الوسطاء، والحضور في الموعد المحدد بالاستمارة، حتى لا يتم إلغاء الحجز، لافتاً إلى أن الآلية الجديدة تضمن سهولة ويسر في تقديم الخدمات من خلال الترقيم وتحديد مواعيد مضبوطة للمواطنين.
وأفاد أن إدارة الفرع تعمل بشكل مستمر لتطوير الآليات واعتماد التسهيلات الممكنة بشكل مستمر، التزاماً منها بمسؤوليتها في تقديم الخدمة بشكل أفضل وحماية المواطنين من الابتزاز بكل إمكانياتها وصلاحياتها المتاحة، رغم الضغط الحاصل، على فرع عدن، حيث يستقبل يومياً المئات من المواطنين من مختلف المحافظات.
معالجة الازدحام
وتابع العميد البطاني حديثه: ونظرا للازدحام الشديد وتوقف العمل لفترة، عاودنا العمل بآلية جديدة، تخفف من معاناة المواطنين، بتخصيص فترتي عمل صباحية ومسائية بما يمكن موظفو الادارة من استيعاب الطلبات الكثيرة وفحص وثائقها والتدقيق فيها. وهذه العملية معنية بفريق متكامل، ومنسجم، وبديناميكية وبما ينهي الازدحامات لعدد كبير من المتقدمين.
ويضيف: بأنه تم توفير الامكانات المساعدة لإنجاز اكبر عدد ممكن من المعاملات، وطباعة الجواز واصداره بصورة سريعة لا تتجاوز نصف شهر، اضف إلى ذلك استحداث بعض الاقسام وتزويدها بأجهزة تقنية تمكنها من الانجاز، وعدم التأخير، والتي كان يعاني منها المواطن سواء من عدن أو خارجها.
واكد مدير جوازات عدن ان مصلحة الهجرة مع خدمة المواطن بكل شفافية وروح وطنيه لا تفرق بينهم فالكل امام المصلحة مستحق ما دام تقدم بالطلب ومستوفيا لشروط طلباتهم، وان الأولوية للحالات الانسانية مثل الجرحى وغيرها من الحالات الاستثنائية.
وبالرغم من ان قرار الآلية الجديدة ليس له سوى ايام الا ان اثاره الإيجابية ظهرت للعيان من خلال الحد بشكل كبير من الازدحام الذي كانت تشهده المصلحة، وهذا ما عبر عنه عدد من المواطنين الذين التقيناهم ورصدنا آراءهم، حول إجراءات المصلحة ومدى سلاسة حصولهم على وثائق السفر.
لوحات جدارية، وأسعار رسمية
ونحن نجول في اروقة المصلحة اثار انتباهنا انتشار اللوحات الجدارية، الذي قال مدير الفرع العميد البطاني، ان ادارة المصلحة اولت هذا الجانب اهتماماً خاصاً، حيث قامت بوضع لوحات ارشادية على جدران باحة المصلحة وفي المكاتب وفي الساحة العامة حتى لا يتعرض المواطن للابتزاز والاستغلال من قبل البعض، وتبين تلك الارشادات ماهي الوثائق المطلوبة لاستيفاء معاملة الحصول على الجواز، وهذا ينطبق على كل من الرجل والمرأة والطفل إضافة إلى ارشادات لمن يريد قطع بدل فاقد،، إلى جانب قيمة الجواز وسعر الاستمارة وكل ما تتطلبه معاملة الحصول على وثيقة الجواز وهو سعر رسمي، وذلك حتى يتجنب المواطن الوقوع في فخ السماسرة ويجنب نفسه المحاذير التي تؤخر من معاملاته أو توقفها لأي سبب أو نقص.
وهذا من شانه حسب مدير المصلحة بعدن، يوفر الجهد المادي والوقت، للمواطن في متابعة معاملته في المركز أو الادارة.
ولمتابعة وتلمس هذه الاجراءات اكثر التقينا بعدد من المواطنين المستفيدين، لاستطلاع آرائهم وسألنا مهيب عبدالله عن رايه في القرار الجديد والاجراءات قال: بطبيعة الحال يتطلب الحصول على جواز سفر بعض الاجراءات مثل تعبئة البيانات ومن ثم الفحص والتأكد من الوثائق وهو ما يسير بسهولة متناهية والحمد لله استطعت انجاز معاملتي في اقل من ساعة وهذا بعكس ما كنا نسمع عنه، ربما ان الاجراءات الجديدة التي اعتمدتها قيادة مصلحة الهجرة والجوازات بعدن المتمثلة بتفعيل نظام الحجز المسبق حلت جزءاً من الإشكالية ونتمنى لو تنتقل المصلحة إلى مقر كبير لان هذا المقر ضيق وبمجرد تجمع عشرات المراجعين يختنق المكان ويشعر المراجع بالضيق والازدحام الشديد.
ونحن نجوب اروقة المكتب تعترضنا مشاهد غاية في الانسانية والحرص الشديد على الانجاز، والاسراع بمعاملات الناس طالبي الخدمة.
تخفيف الازدحام
لاحظنا انتظام الطوابير وسير الأعمال بسلاسة لتذليل الصعاب امام حصول المواطن على وثيقة السفر، فيما كان يقف طالب الجواز قبل فترة لأيام طويلة في الطابور للوصول إلى المختص، وهذا ما ولد ارتياحا شعبيا واسعا على الاقل في اوساط طالبي الخدمة.
اجراءات سلسة
يعتبر سامي محمد علي من محافظة اب ان الاجراءات الاخيرة مكنته بسهولة من الحصول على جواز سفر، خلال ايام.
فيما يرى ان الاجراءات الاخيرة خففت عنه كثيرا الاعباء المالية وغيرها التي كان يتكبدها حينما جاء المرة السابقة مع اخيه لقطع جواز له.
ويؤكد هيثم صالح انه مكث في مارب ثلاثة ايام دون الحصول على الجواز، مما اضطره للانتقال إلى عدن بعد استئناف العمل مؤخرا وهو ما مكنه من الحصول عليه خلال ايام. مؤكداً ان المعاملة سهلة جدا، وسلسة لا تعقيد فيها ولا صعوبة.
اسامة محمد علي، من محافظة اب، التقيناه في باحة المصلحة بعدن وهو يفتش في وثيقة جواز ابن عمه بعد الحصول عليه، فسألناه عن انطباعاته فقال: قصدت عدن لاستقطاع جواز لابن عمي الذي أصيب بشلل، ويضيف انه تمكن من استكمال الاجراءات واتمنى استلام الجواز خلال اسبوع كما وعدونا باعتبار معاملتي ضمن الحالات المرضية والاستثنائية.
وبينما كنا نستطلع اجراءات سير العمل بمكتب المصلحة، ووسط الازدحام، التقينا احد المواطنين امين عبده علي من ابناء محافظة الحديدة، فتركنا له الحديث عن انطباعاته حيث يقول انه قدم إلى عدن بعد قطع مسافة كبيرة اولا إلى مارب ومن ثم إلى عدن.
ويضيف انه مكث في مارب اسبوعا كاملا لغرض الحصول على جواز سفر لكن دون فائدة فالازدحام الشديد جعله يلجأ إلى محافظة عدن حيث تمكن من انجاز وتسليم معاملته في يوم واحد، وبعد ايام سيستلم جوازه، وقال ان الاجراءات التي قام بها المكتب في عدن وتخصيص قترة ثانية «مسائية» للعمل مكنت جميع المواطنين أو طالبي الجواز من الحصول على جوازهم في اقل فترة ممكنه بدلا عن الفترة الطويلة التي كانوا يقضونها في المعاملة وفي الطوابير، وقد تمتد لنحو شهر تقريبا، لكن اليوم، الامور مبسطة، والاجراءات ميسرة فالتحية لكل عامل في هذه المنشأة الوطنية.
فيما عبر ابراهيم محمد الحزمي عن امنياته في استمرار هذه الاجراءات، والميزات، مطالبا بالاهتمام اكثر بتوفير الامكانات الفنية اللازمة للمكتب مثل اضافة عدد من كاميرات التصوير وغيرها من المستلزمات وفتح نوافذ اضافيه لخدمة الجمهور مثل الاستعلام عن معاملاتهم وغيرها من الامور الضرورية لإنجاز اكبر عدد ممكن من المعاملات.
اختفاء السماسرة
مختار علي أحد المتقدمين للحصول على جواز سفر اشار في حديثه لنا إلى اختفاء ظاهرة السمسرة أو الوساطات التي كانت موجودة وذلك نتيجة الاجراءات التي تمت كتمديد فترة العمل إلى فترتين، صباحية ومسائية، والحجز المسبق وهذا ايضا خفف الازدحام، وقال انه تمكن خلال يوم واحد من انجاز معاملة قطع جواز له ولابنه بعد ان حصل على حجز مسبق.