القوات المسلحة هي العمود الفقري لليمن، ولأي سلطة، هي سياج متين للمجتمع وأمنه، عملية تطبيع الحياة في تعز متقدمة وتتقدم كل يوم بتجاوز الإشكالات، بدعم من أبناء تعز.. كلمات قالها اللواء الركن خالد فاضل قائد محور تعز خلال حوار له، لـ«26 سبتمبر».
وقال اللواء الركن خالد فاضل إن إنجازات كبيرة تحققت في عملية بناء ألوية المحور في البناء الهيكلي والتنظيمي وعمليات التدريب والتأهيل القتالي والمعنوي. مضيفاً: أن عملية دمج المقاومة في الجيش تمت وفق نظام صارم وتدريب وتأهيل مكثف، كما كانت هناك استجابة كبيرة واستيعاب سريع للنظام العسكري وقوانين الضبط والربط بحسب القوانين العسكرية.
وأوضح أن المحور يعمل على رفع مستوى الجيش في كل المستويات، مؤكداً أن أبطال القوات المسلحة في محور تعز في حالة استعداد دائم وجهوزية قتالية مستمرة، ويخوضون معارك لا تتوقف مع مليشيا الحوثي المتمردة في مختلف الجبهات والمواقع، فهم يحملون قضية وطن وهوية، وهم مستعدون للقتال والتضحية في كل الأحوال والظروف.
وقال اللواء فاضل: إن الجيش في تعز يقاتل بأظافره وأسنانه وروحه العالية، وحسم المعركة يحتاج إلى أسلحة ومعدات كافية بما يتناسب مع المهمة الموكلة ومسرح الأعمال القتالية، وقد تمكنا من حسم معركة الدفاع ومنع حدوث أي اختراق من قبل العدو الحوثي.
وعن تنفيذ قرار دمج المقاومة واستيعاب قادتها في مؤسسة الجيش بصورة كاملة ونظامية أكد اللواء فاضل بأنه تم تخطي بعض الإشكالات والصعوبات بتعاون من الجميع، رغم أن هناك من حاول إبقاء تشكيلات خارج أطر الجيش بدعم خاص وتسليح خاص إلى وقت قريب، والبعض مازال يراوح بين الانضمام والتشكيل المليشاوي ويتلقى دعماً من جهات معينة، لكن هذه المشكلة هي محدودة وتتلاشى كل يوم.
ويقول اللواء فاضل: إن الإمكانات المادية الأساسية شرط أساسي لخوض المعركة، فالجيوش لا تحارب بدون إمكانيات، مشيراً إلى شحة الدعم في المحور وقلة الإمكانات.. أما عن القرار السياسي فقد صدر منذ انقلاب الحوثي على الشرعية، مؤكداً تحسن ما يخص انتظام صرف مرتبات الجيش.
وأشار إلى أن مظاهر الدولة في محافظة تعز طبيعية على الرغم من الحملة الموجهة ضد الجيش وضد تعز عن طريق حملات إعلامية مهمتها تشويه المحافظة وشيطنتها وتصويرها كمدينة أشباح بتضخيم الأحداث التي تحدث وبعض الحوادث الأمنية بهدف تصويرها على غير حقيقتها وكجزء من المعركة ضد تعز التي تواجه حرب من المليشيا الحوثية المتمردة.
وقال: إن هناك مشاكل وظواهر تربك مسيرة الأمن «لكننا تخطينا الكثير منها، بل أكثرها خطراً مثل الاغتيالات، التي كانت بشكل يومي وتخلصت منها تعز بفضل الله ثم الجيش والأمن، وقدمنا شهداء لترسيخ الأمن وتبقى هناك بعض الظواهر المتعلقة بحمل السلاح ومشاكل الأراضي وبعض الاختلالات ذات الطابع الجنائي وهذه في طريقها الى الحل عبر خطة ستنفذها الأجهزة الأمنية والقضائية، بتعاون كامل من الجيش والسلطة بقيادة الأخ محافظ المحافظة».
وأضاف: أن هناك إنجازاً كبيراً في ملف الاغتيالات، الذي كان يمثل قلقاً حقيقياً وكاد ينسف كل شيء, ولقد استطاعت الأجهزة الأمنية وبتعاون كامل وإسناد من الجيش من تأمين المجتمع وأفراد الجيش من الاغتيالات بإخراج العصابات التي انتشرت في المدينة وسيطرت على مربعات بأسلحة ضخمة، مؤكداً بأن المدينة منذ فترة لم تسجل فيها عملية اغتيال واحدة.
وقال: إن الاغتيالات التي تمت ضد أفراد الجيش انتهت ببسط نفوذ الدولة منذ أكثر من عامين تقريباً، وكانت تقف وراء هذه الاغتيالات عصابات منفلتة ومطلوبة أمنياً تعادي وجود مظاهر الدولة، وهناك استغلال وتوظيف لهذه العصابات والعناصر من أعداء تعز وأعداء الشرعية.
وعن قضية اغتيال العميد عدنان الحمادي، قائد اللواء 35 مدرع، لفت اللواء ركن خالد فاضل أنه تم تشكيل لجنة رئاسية للتحقيق في الموضوع، مطالباً سرعة الإعلان عن نتائج التحقيق، ومؤكداً أن العميد الحمادي يعد من أبرز القادة ممن تصدوا للمليشيا الحوثية في المحافظة وأوقفوا زحفها
وأضاف: «نعمل على ظهور الحقيقة عبر اللجنة بعيداً عن أي توظيف لدم الشهيد الذي قد يسيء لتعز وله وقد مثّل غيابه خسارة كبيرة وعزاؤنا أن الشهادة طريق العظماء».
ويرى الواء فاضل أن قضية الجرحى من مظاهر المأساة في تعز وهي تؤرق الجميع، كونها ملفاً يمثل وصمة عار حسب تعبيره، مضيفاً بأن هناك إجراءات إسعافية تمت منها تقسيط مبالغ شهرية من مرتبات الجيش والأمن وأن محافظ المحافظة نبيل شمسان بذل ويبذل جهوداً كبيرة في استخراج المبلغ المحول من فخامة رئيس الجمهورية، وكذلك المبلغ المحول من دولة رئيس الوزراء لإسعاف الجرحى العالقين في الخارج إلا أن وزارة المالية تعرقل صرف المبلغ إلى اللحظة.
وأكد أن محافظ المحافظة أصدر توجيهات أخرى بخصم مبلغ ألف ريال من مرتبات الجهاز المدني أسوة بالجيش والأمن كحل إسعافي أيضاً، إلا أن هذا الإجراء لن يحل كامل المشاكل التي نعاني منها في استكمال علاج الجرحى، لهذا نطلب من فخامة الأخ رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة بإصدار توجيهاته إلى الجهة المعنية بسرعة صرف المبلغ المخصص ومساواة جرحى محور تعز ببقية المناطق.
كما أكد أن المحور يعمل على إنصاف الشهداء، وعوائلهم من خلال الترقيم واستخراج التعزيز المالي للمتأخرين منهم، ويزيد عددهم عن 500 شهيد مشيراً إلى أن هناك توجيهات من دولة الأخ رئيس الوزراء بسرعة اعتماد مرتباتهم.
وعن مشكلة الألغام التي تزرعها المليشيا الحوثية أوضح اللواء فاضل بأن لدى المحور شعبة الهندسة العسكرية لكنها تمتلك أجهزة بسيطة لا ترقى الى المستوى المطلوب، مع ذلك حققت الشعبة نجاحاً ملحوظاً وأكثر ما تفتقر له الشعبة هي عربة كاسحات ألغام لتقوم بالواجب المطلوب
وأكد اللواء فاضل تعاطي المحور بإيجابية مع كل المبادرات التي تتحدث عن فتح المعابر، مشيراً إلى أن الموقف الثابت جراء إغلاق مليشيا الحوثي الطرقات في وجه تنقلات المواطنين والمركبات والبضائع بأنه جريمة حرب فالمحور يقاتل من أجل تحرير وفك الحصار عن المدينة، مذكراً بأن المتمردين الحوثيين هم من يحاصرون ويقتلون ويغلقون الطرقات بعد فشلهم في اقتحام المدينة.
وقال: إن ما يحدث في مدينة التربة، تم تضخيمه من قبل أجندة سياسية وإعلامية لها موقف معادي للجيش والشرعية، وترى مكاسبها في وجود توتر، ولأنهم عجزوا عن شق الجيش وألويته أخذوا يعملون على بث الكراهية وإثارة المناطقية ونشر الشائعات، وهو أمر تصدت له الحاضنة الاجتماعية في التربة وما حولها لأنها مدرسة الوعي الوطني ومنطقة الثورة والدولة.
وأضاف في ختام تصريحه أن تعز هي بوابة النصر الاستراتيجية مخاطباً القيادة الشرعية والتحالف بأن يعملان على دعم القوات المسلحة فيها، لأن الخطر الذي تواجهه المحافظة واليمن، خطر يتهدد المنطقة والأمة ضمن مشروع طامع وعنصري لا ينتهي إلا بالتحرير ودعم القوات المسلحة عبر السلطة الشرعية والقيادة السياسية.