من المؤكد أننا لا نحتاج إلى تأكيد ما ترسخ في اذهان ووجدان العالم وحفر في عمق الذاكرة الجمعية اليمنية عن فداحة وقبح وإجرام ودموية الكيان الإمامي الكهنوتي على مدى الف عام ونيف من تمرده وطغيانه في حق الشعب اليمني العظيم فكتب التاريخ ومرويات الأحداث وما تناقلته الأجيال عن الحروب والمذابح الجماعية والمآسي المروعة والدمار الشامل للأرض والإنسان التي عاشها ابناء اليمن منذ وفد هؤلاء القوم على ارض السعيدة وحولوا مدها الحضاري المشرق الى مآسي وجراحات هي الأكثر بشاعة في سفر التاريخ البشري وأن الجرائم الإنسانية المروعة هي متلازمة حتمية لذلك الكيان وأحفاده ومخلفاته ماضيا وحاضرا وستبقى ما بقي هذا الفكر الكهنوتي الرجعي العفن بل انه زاد قبحا وطور من أساليبه ووسائله بما اكتسب من تحالفه الحديث مع قوى الشر الصفوية واذرعها الموغلة في دماء المسلمين وأنه من السذاجة بمكان ان نعتمد على الموروث الحضاري والقيمي لليمنيين في تقييم سلوك هذه المليشيات والتي ترتكب كل انواع الجرائم في حق ابناء هذا الشعب.
إنها تعتمد على سلوكيات الغدر وتطور من أساليب الإجرام بحيث تأتي بكل جديد لا يتوقعه من يحمل ذهنية أخلاقية في التعامل مع الأعداء والخصوم في وقتي السلم والحرب على السواء لا تعطي اي قداسة لأماكن العبادة او احترام لتجمعات البشر وليس لها من أخلاق الحرب في الاسلام او قيم العروبة في التعامل مع الاعداء والخصوم أي شيء يذكر ناهيك عن أن تملك اليسير من المشترك الإنساني في هذا المضمار.
كل ذلك يجعلنا نلقي بجزء كبير من اللائمة على ضعف الاجراءات الامنية والاستخباراتية والاحترازية في التعامل بشكل استثنائي وبحذر، فيه الكثير من المبالغة التي توجبها المعرفة الحقيقية بكنه وطبيعة التكوين النفسي والفكري المتطرف والاكثر حقدا وبشاعة في التعامل مع المخالف له في قت السلم فما بالك في قت الحرب إنه قصور كبير في معرفة العدو وأساليبه القذرة في إدارة الصراع وهو ما يوجب على القيادات العسكرية والأمنية وكل ذي مسؤولية ان يتحلوا بقدر عال من الفهم والادراك لطبيعة المعركة ووسائل الوقاية من مكر وكيد وخساسة العدو وأن تكرار تلك الحوادث دون اتخاذ اجراءات وقائية وتغير أساليب التجمعات وأماكن وحجم الأنشطة يندرج تحت طائلة المسؤولية الأخلاقية وحتى القانونية لأي تقصير أو خلل في المستقبل وأن ما حدث من مجزرة مروعة لاستهداف جامع الاستقبال والذي راح ضحيتها المئات من الشهداء والجرحى من اكرم واعز وانبل ابناء هذا الوطن الجريح هي رسالة واضحة جلية لكل اصحاب المشروع الوطني اليمني الخالص مفادها أن تكلفة التحرير والنصر واستعادة كرامة الدولة وتراب الوطن والانتصار لقيم الحرية والسيادة والمواطنة هي أقل بكثير من حالة المراوحة بين اللا حرب واللا سلم ووصفة الموت البطيء للكل .
حفظ الله اليمن من كل سوء ورحم كل شهداء الوطن الأعزاء وشفى الله الجرحى الميامين انه ولي ذلك والقادر عليه.