إدانات عربية ودولية واسعة عقب الهجوم الإرهابي الصاروخي الذي شنته الميليشيات الحوثية على مسجد في أحد معسكرات الجيش اليمني بمحافظة مأرب (شرق صنعاء) .
وكانت الجماعة الموالية لإيران استهدفت مسجداً بمعسكر النصر في محافظة مأرب بصاروخ باليستي، وفق تصريحات يمنية رسمية، مساء السبت الماضي؛ ما أدى إلى مقتل نحو 116 عسكرياً ومدنياً وإصابة العشرات أثناء أدائهم صلاة المغرب.
وأعربت المملكة العربية السعودية عن إدانتها واستنكارها الشديدين للاعتداء الإرهابي الآثم الذي نفذته الميليشيات على مسجد في محافظة مأرب، راح ضحيته عشرات القتلى والجرحى.
وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان رسمي أمس: «إن هذا الهجوم الإرهابي، الذي لم يراعِ إلاً ولا ذمة في استهداف دور العبادة واستباحة دماء اليمنيين، يعكس استهانة تلك الميليشيا الإرهابية بالمقدسات واسترخاصها للدم اليمني».
وجددت الوزارة التأكيد على وقوف المملكة إلى جانب اليمن إنساناً وأرضاً، وعدّت أن «هذه الأعمال الإرهابية البشعة تعتبر تقويضاً متعمداً لمسار الحل السياسي».
من جهتها، أدانت دولة الإمارات العربية المتحدة بشدة الاعتداء، وأكدت في بيان رسمي لوزارة الخارجية والتعاون الدولي أنها «تعرب عن استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية، ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف الذي يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار ويتنافى مع القيم والمبادئ الدينية والإنسانية».
ودعت الوزارة الإماراتية المجتمع الدولي إلى «التكاتف لمواجهة الإرهاب مهما كان مصدره، والذي يقوض من فرص السلام والاستقرار والأمن».
وأعربت البحرين عن بالغ التعازي والمواساة لأهالي وذوي ضحايا مسجد مأرب، وتمنياتها بالشفاء العاجل لجميع المصابين، «جراء هذا العمل الإرهابي الآثم الذي يتنافى مع جميع المبادئ الدينية والقيم الأخلاقية والإنسانية».
وشددت الخارجية البحرينية على أن الأعمال الإرهابية تعكس إصرار الميليشيات الحوثية على «مواصلة العنف والإرهاب وعرقلة الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي يحفظ لليمن وحدته وسلامة أراضيه ويحقق تطلعات الشعب اليمني الشقيق في الأمن والاستقرار والرخاء».
كذلك، عبّر مجلس الوزراء الكويتي عن استنكاره وإدانته الهجوم الحوثي ضد معسكر للجيش في مأرب، وأعرب عن «رفضه القاطع لهذا العمل الإجرامي بما یعكسه من تعنت وإصرار الجماعة الحوثیة على مواصلة زعزعة الأمن والاستقرار وترويع الآمنين في اليمن الشقيق».
ودعا مجلس الوزراء الكويتي المجتمع الدولي إلى «التحرك الجاد لوضع حد لهذه الأعمال الإجرامية وللصراع القائم في اليمن».
في السياق ذاته؛ أدانت مصر بـ«أشد العبارات» الهجوم،
وأكد بيان صادر عن وزارة الخارجية أمس «رفض مصر التام لكافة أشكال الإرهاب والعنف والتطرف، وتضامنها مع الجمهورية اليمنية الشقيقة في هذا المُصاب الأليم».
كما أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الهجوم الحوثي، وعدّ في بيان أن الهجوم، الذي يعدّ الأكثر دموية منذ اندلاع الحرب اليمنية، «يشير مجدداً إلى محاولة أطراف خارجية تسخين الجبهة اليمنية لصرف الأنظار عما تواجهه من مشكلات وتحديات داخلية».
وشدد أبو الغيط على أن الهجوم «يأتي في توقيت دقيق، وهدفه تقويض حالة الهدوء النسبي التي سادت خلال الفترة الماضية على الساحة اليمنية، ومن ثم تعطيل أي تحركات جدية نحو الحل السلمي، والاتجاه بدلاً من ذلك إلى التصعيد الذي لا يخدم سوى أجندات قوى إقليمية تسعى لاستخدام الحوثيين كمخلب قط».
وأدان رئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل السلمي بـ«أشد العبارات» الاعتداء الحوثي الذي وصفه بـ«الإرهابي والجبان»، وأكد أنه «يُعد جريمة بشعة تُنافي كل الشرائع السماوية والقيم الإنسانية، بسفك الدماء المعصومة، وانتهاك حرمة بيوت الله، وترويع المصلين الآمنين».
وطالب رئيس البرلمان العربي الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي باتخاذ «إجراءات فورية وعاجلة لمحاسبة ميليشيات الحوثي الانقلابية على هذه الجريمة اللاإنسانية النكراء التي كشفت الوجه الإجرامي لها».
وجدد السلمي في بيان رسمي «دعم البرلمان العربي وتضامنه الكامل مع الجمهورية اليمنية في كل ما تقوم به من إجراءات للتصدي لهذه الميليشيات الانقلابية».
وفي سياق ردود الفعل الدولية، دان السفير الأميركي لدى اليمن كريستوفر هِنزل الهجوم الذي استهدف معسكر الاستقبال في محافظة مأرب، وتقدم بالتعازي لأُسر الضحايا. وحث السفير الأميركي عبر تغريدة له على «تويتر» الأطراف كافة على الخفض الفوري لتصاعد الأنشطة العسكرية، والعمل معاً على حلٍ سياسي ليمنٍ موحدٍ ومستقرٍ لكل اليمنيين.
كما ندد الاتحاد الأوروبي بالهجوم الحوثي على مأرب، وأكد بيان لـ«خدمة العمل الخارجي الأوروبي» في بروكسل، أن هذا العمل «يهدد باستمرار التصعيد العسكري ويقوّض العملية التي تقودها الأمم المتحدة في البلاد»، وأنه «يجب على جميع الأطراف التحلي بضبط النفس والمشاركة البناءة مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة لإنهاء النزاع».
وأوضح البيان الأوروبي، الذي تزامن مع وجود 3 سفراء أوروبيين في صنعاء للقاء الميليشيات الحوثية، أن «لدى اليمن فرصة لتحقيق السلام الذي يجب ألا يضيع». وقال إن الاتحاد الأوروبي «سيواصل دعم الأمم المتحدة في تحقيق ذلك بكل الأدوات المتاحة له».
من جهتها، أدانت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء في السعودية «بشدة الاعتداء الإرهابي الآثم الذي قامت به عصابات الحوثي تجاه بيت من بيوت الله في محافظة مأرب»،
وعدّت في بيان رسمي أنه «عدوان وقتل وترويع وتدمير وتخريب وجرأة على المقدسات، وهو لا يستغرب من هذه العصابات الحوثية التي تقوم سياستها على نشر الفوضى، وإهدار الحقوق، وإرخاص الدماء والنفوس».
كما أكد الأمين العام لهيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور فهد بن سعد الماجد أن «إرهاب جماعة الحوثي لا يحمل مشروعاً غير التخريب والإفساد». وقال: «إن الإرهاب لم ولن يفلح في أي مكان من العالم في تحقيق أهدافه، بل إنه يقضي على أصحابه، وهو يؤكد الطبيعة العدوانية والدموية لتوجهات أصحابه الفكرية».
وجاء الهجوم الحوثي على مسجد في معسكر الاستقبال والتدريب بمأرب في الوقت الذي تحقق فيه قوات الجيش الوطني انتصارات في جبهة نهم من محافظة صنعاء وبوابة العبور إلى العاصمة،
وبزخم زادت وتيرته خلال اليومين الماضيين على كل محاور الجبهة، وحررت خلالها عدداً من التباب وأسقطت مواقع للميليشيات وكبدتها خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات.
وأقدمت ميليشيات الحوثي على الانتقام، فقصفت بصاروخ باليستي مسجداً يؤمّه أفراد من الجيش الوطني في المعسكر، ما أدى إلى مقتل 116 يمنياً وإصابة 80 آخرين، فيما توجد 7 حالات في العناية المركزة؛ وفق إحصائية لوكيل وزارة الصحة اليمني؛ عبد الرقيب الحيدري.
وقال الحيدري لـ«الشرق الأوسط» إن «المستشفيات استقبلت أعداداً إضافية من الجرحى وصلت إلى 80 جريحاً، وساءت أحوال بعضهم ليتم تنويمهم في غرف العناية المركزة».
وأضاف أن «هذه ليست المرة الأولى التي تقصف فيها ميليشيات الحوثي المساجد ودور العبادة في اليمن؛ إذ استهدفت قبل ذلك مسجداً للجيش الوطني أثناء خطبة الجمعة في معسكر كوفل بجبهة صرواح من محافظة مأرب، راح ضحيته عشرات الضباط والجنود… وكما هو دأبها في تفجير ونسف المساجد على طول خط مسيرتها التدميرية على طول اليمن وعرضه».