مدد مجلس الأمن الدولي، اليوم الاثنين، مهام بعثة السلام الأممية بخصوص اتفاق الحديدة لمنتصف يوليو القادم، في خطوة وصفها مراقبون بأنها لا تغير شيئاً من واقع السلام المأزوم في الساحل الغربي منذ التوقع على اتفاق ستوكهولم قبل عام تقريباً، بل أن هذا القرار يعني استمرار الصمت الأممي على الانتهاكات الحوثية.
وأُنشئت البعثة الأممية لدعم اتفاق الحُديدة في 16 يناير الماضي، بموجب قرار مجلس الأمن رقم “2”، قبل أن يعلن مجلس الأمن تمديد عملها 6 أشهر إضافية في يونيو الماضي، ليقرر اليوم تمديد عملها 6 أشهر جديدة إلى شهر يوليو القادم.
وأعلن مندوب دولة فييتنام لدى الأمم المتحدة، رئيس مجلس الأمن لهذا الشهر، موافقة دول المجلس الخمس عشرة على مشروع القرار رقم 2505 الذي تقدمت به المملكة المتحدة لتجديد ولاية البعثة الأممية لمدة ستة أشهر تنتهي في 15 يوليو 2020.
ومنذ أن قرر مجلس الأمن تشكيل البعثة كان مقرراً أن تشرف على تطبيق اتفاق السويد غير أن ما حدث أنها لم تحقق أي تقدم ملموس على الأرض بل أن البعثة تعرضت للمضايقات الحوثية في مرات عدة، ما جعلها تقدم على تنظيم مؤتمراتها في عرض البحار حشية من استهداف المليشيات الإرهابية.
وخلال الشهر الماضي تعرضت بعثة الأمم المتحدة المكلفة بمراقبة وتنفيذ اتفاق السلام في محافظة الحديدة، لاعتداءين من قبل ميليشيات الحوثي الانقلابية وسط صمت وتغاضي المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، ورئيس بعثة المنظمة الدولية في الحديدة، الفريق أبهيجيت جوها، واللذان تعاملا مع تلك الاعتداءات كأنها لم تكن.
وقبل أيام أكد المتحدث باسم القوات المشتركة في الحديدة، العقيد وضاح الدبيش أن أفراد البعثة الأممية المكلفة بمراقبة وتنفيذ اتفاق السلام في المحافظة يخضعون لرقابة شديدة من قبل ميليشيات الحوثي الإرهابية.
وأوضح الدبيش أن مهام البعثة الأممية في محافظة الحديدة مقيدة بموافقة قيادات ميليشيات الحوثي التي تتحكم بتحركات جميع أفراد البعثة المتواجدين في السفينة الأممية قبالة سواحل الحديدة، مؤكداً أن البعثة الأممية عاجزة عن القيام بمهامها بسبب تعسفات الحوثيين الذين يمنعون المراقبين الأمميين من النزول إلى نقاط المراقبة المشتركة التي تم استحداثها في أكتوبر الماضي على أطراف المدينة.
وذكر العقيد الدبيش أن أفراد البعثة الأممية مهددون بالاستبعاد فوراً في حال تجاوزهم للقيود التي فرضتها الميليشيات الحوثية ، متهماً رئيس البعثة الأممية الفريق أبهيجيت جوها، والمبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، بـ التواطؤ مع ميليشيات الحوثي التي ترفض منذ أكثر من عام الانسحاب من مدينة وموانئ الحديدة، أبرز بنود تنفيذ اتفاق السويد الذي توصلت إليه الحكومة اليمنية والميليشيات الانقلابية في 13 ديسمبر 2018.
وكانت ميليشيات الحوثي استهدفت، مؤخراً، قافلة إغاثية تابعة للصليب الأحمر الدولي، أثناء مرورها إلى مركز مديرية الدريهمي، جنوب الحديدة. واتهمت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أورسولا مولر، في وقت سابق، ميليشيات الحوثي، بنهب المساعدات ومنع تنفيذ نصف مشاريع المنظمات غير الحكومية العاملة في المجال الإنساني وطرد بعض موظفي تلك المنظمات وموظفي الأمم المتحدة من دون أي أسباب.
وبالتوازي مع قرار مجلس الأمن، اليوم الاثنين، استهدفت مليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران، مواقع القوات المشتركة في منطقة الجاح التابعة لمديرية بيت الفقيه جنوب الحديدة.
وأفادت مصادر عسكرية، أن المليشيات أطلقت النار على مواقع القوات المشتركة بالأسلحة الثقيلة بشكل متواصل خلال ساعات النهار، وأضافت المصادر، أن عناصر المليشيات عاودت استهداف المواقع مساء اليوم بالأسلحة المتوسطة.
وأشارت المصادر،إلى أن مليشيات الحوثي تواصل شن عمليات قصف واستهداف على مواقع القوات المشتركة في مختلف مناطق محافظة الحديدة في محاولة منها للقضاء على عملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة .
وجددت مليشيا الحوثي مساء أمس الأحد، قصفها المدفعي على مواقع القوات المشتركة في مديرية الدريهمي جنوب محافظة الحديدة، مستخدمةً قذائف مدفعية الهاون الثقيل، فيما فتحت نيران أسلحتها على مواقع أخرى للقوات المشتركة بالأسلحة الرشاشة المتوسطة.