حققت اليمنية سارة إبراهيم (27 عاماً)، التي تقيم في ماليزيا منذ 3 سنوات ونصف، حلمها من خلال تصميم الأزياء، بعد أن شارك في بازار دولي في العاصمة الماليزية كوالالمبور، مثلته السفارة اليمنية في ماليزيا وعرضت من خلاله أزياء من التراث اليمني. وارتدت عارضات أزياء سوريات الموروث اليمني في تلك الفعالية التي وقد شاركت في البازار 50 دولة.
وتم تصميم الموروث اليمني بلمسة عصرية جذابة كالأزياء التي انتشرت مؤخراً في وسائل التواصل الاجتماعي، ونالت إعجاب الكثيرين، سواء من عرب أو أجانب
وتقول سارة أن بعد المشاركة في البازار الدولي، انهالت عليّ العروض والطلبات من دول مختلفة حول العالم، الشيء الذي جعلني أشعر أن علينا مسؤولية جسيمة في تعريف شعوب العالم بثقافتنا وأزيائنا التراثية”.
تعلمت حياكة الملابس من والدتها التي ورثت منها حب ماكينة الخياطة وأدواتها، وبعد تخرجها من الجامعة كمهندسة، لم تجد نفسها في ذلك التخصص، وعادت الرغبة في تصميم الأزياء
في ماليزيا كانت البداية
بدأت سارة في تعلم حياكة الملابس من والدتها التي ورثت منها حب ماكينة الخياطة وأدواتها، وبعد تخرجها من الجامعة كمهندسة، لم تجد نفسها في ذلك التخصص، وعادت الرغبة في تصميم الأزياء تلح عليها، لكنها تقول: “للأسف لم أجد أي أكاديمية أو معهد في اليمن يدرس ذلك الفن بطريقة علمية واحترافية”.
وفي بداية الحرب التي اندلعت في اليمن، نهاية مارس 2015، سافرت سارة إلى الأردن لعلاج والدتها، وهناك التحقت بمعهد GSC، وهو تابع لوكالة تصميم أزياء إيطالية تدعى Burgo Italian Institute، ونالت منه درجة الدبلوم بتفوق في مجال تصميم الأزياء، وفق قولها، مضيفة: “كانت هذه خطوتي الأولى في مستقبلي المهني”.
بعدها تنقلت سارة مع أسرتها بين عدة دول، منها قطر والهند وتايلاند، وهناك انخرطت في دورة تدريبية لمدة 3 أشهر، لدى واحدة من أشهر المصممات على مستوى العالم، قبل أن تحط الرحال بهم في ماليزيا “لأنها البلد الوحيد الذي أحسسنا فيه بأن وجودنا مرحب به”؛ تقول سارة.
تصميم الأزياء التراثية
“رغم أن لديّ تصاميم كثيرة ومتنوعة، إلا أن تصاميمي الخاصة بالزي اليمني التراثي هي الأشهر والأجمل بنظري، فالزي اليمني متميز ومتجدد ومحتشم وجذاب بالوقت نفسه، ويمثل شخصية المرأة اليمنية بجمالها وجاذبيتها وكبريائها”؛ تقول سارة. وتضيف: “لم أركز في تصاميمي على لون تراثي معين، إنما صممت أزياء من مختلف مناطق اليمن كصنعاء وعدن وتعز وحضرموت”.
وتحب سارة استخدام الأقمشة التراثية اليمنية كـ”الجرز والمصون والستارة”، إلى جانب إضافتها أقمشة عصرية بما يتناسب مع كل موديل، مع حرصها على إضافة بصمتها الخاصة فيه.
دعوة لتحقيق الهدف
تتذكر سارة بحزن كيف أثرت الحرب عليها وعلى أسرتها، بالقول: “لا يوجد أحد لم يكتوِ بنار الحرب التي شردت الكثيرين، وفرقت بين الأسرة الواحدة، وجعلتنا غرباء أينما كنا، نفتقد وطننا الأول وملاذنا الأخير، لكن تظل لدينا ثقة كبيرة بأن الحرب ستنتهي، وسنعود لوطننا الحبيب اليمن، فنحن لم ولن نعلن الهجرة إلى أي بلد، فوجودنا خارج اليمن إنما هو مجرد محطة انتظار ريثما ترحل الحرب عنا، وأنا على يقين بأنه سيأتي يوم وأعرض تصاميمي ومشاريعي التراثية على أرض اليمن بإذن الله.
لم تستسلم سارة لظروف الحرب وآثار الغربة عن الوطن، بل انها اصرت ان تشق طريقها الذي بدأته في طفولتها، داعية الشباب ألا يستسلموا للظروف المحيطة بهم سواء المعوقات او الصعوبات، وأن يشقوا طريقهم بجدارة نحو تحقيق الهدف من خلال تعلم مهارات جديدة وتطوير الذات.