واتهمت الصحيفة تركيا بتوظيف حزب العمال الكردستاني لتصفية الحركات التحررية الكردية سواء كانت يسارية أو إسلامية، قبل أن تنقلب عليه بعد أن أصبح التنظيم يُشكل خطراً عليها “بعد خروجه عن الإطار المرسوم”.
حزب الله التركي
وأوضحت زمان أن تركيا شكلت “حزب الله التركي” الذي خرج من تحت عباءة الدولة لإكمال مهمة حزب العمال الكردستاني، حتى تحول غولاً غير قابل للإيقاف، بعد تورطه في عدد كبير من الاغتيالات، وتكاثر عدد القبور الجماعية التي خلفها التنظيم في تركيا بما فيها أنقرة.
وتؤكد زمان أن “تركيا تعيش تكراراً لهذا الفيلم من جديد” على يد الجهاز الجديد الذي شكله أردوغان “قوات أسد الله شبه العسكرية ضد الأكراد، هي عقاب لهم على منع العدالة والتنمية من الانفراد بالحكومة في انتخابات يونيو(حزيران) 2014”.
وأكدت الصحيفة أيضاً أن الجهاز السري الجديد، يعد رهاناً خطيراً أٌقدم عليه أردوغان، بعد تعيين أفراد من هذه المجموعات الراديكالية ضمن كوادر الأمن الرسمية كما يكشفه مثلاً اغتيال السفير الروسي حسب الصحيفة على يد أحد المنتسبين لهذا الجهاز، ما يكشف حجم تغلغل تنظيمات مثل جبهة النصرة، إلى قلب الجهاز الأمني السري في تركيا نفسها.
توثيق
وفي هذا السياق قالت الصحيفة إن أول ظهور لهذا الجهاز المتطرف صلب قوات الأمن التركية الرسمية، يعود إلى وقت إطلاق: “العمليات العسكرية في جنوب شرق تركيا، بعد انتخابات يونيو (حزيران) 2014، التي سبقها إقدام أردوغان على تصفية وتطهير موسع طال أكثر من 15 ألفاً من رجال الشرطة، وعوضهم برجال شرطة جدد، تلقوا دورات تدريبية مكثفة مدة أربعة أشهر فقط، ووزعوا خاصة على وحدات التدخل السريع، مثل قاتل السفير، والعمليات الخاصة، وغيرها من الفروع القيادية في أجهزة الأمن.
شعارات
وأوضحت الصحيفة أن قوات الأمن كانت تكتب في خضم العمليات العسكرية ضد الأكراد، وهو ما وثقته عدسات التلفزيون، على بيوت الأكراد والأعضاء المتهمين بالانتماء إلى حزب العمال الكردستاني، شعار “قوات أسد الله” ويرفعون أصابعهم بالشهادة، المصحوبة بالتكبير.
وحسب الصحيفة التركية المعارضة “نقلت قنوات التلفزيون لقطات أظهرت فيها أحد الشرطيين، رافعاً سبابته، مكبراً وهاتفاً يحيا داعش، أثناء تفريق مظاهرة كردية احتجاجاً على مذابح عين العرب السورية، التي أقدم عليها تنظيم داعش، في 6 و7 أكتوبر (تشرين الأول) 2014”.
وتكرر المشهد نفسه حسب زمان في بلدة باش قلعة التابعة لمحافظة فان على الحدود مع إيران، بعد أن أظهرت عدسات التلفزيون، شرطياً من قوات مكافحة الشغب الخاصة يرفع سبابته بالشهادة هاتفاً “يحيا داعش” أثناء مواجهته متظاهرين محتجين في المنطقة.
وتضيف الصحيفة أن مشاركة أسد الله في العمليات العسكرية شهدت ارتفاعاً ملحوظاً بعد انطلاق العمليات الواسعة ضد حزب العمال الكردستاني، في مدن كردية مختلفة مثل ماردين، وشرناق، وديار بكر، ذات الغالبية الكردية، كما تكشفه اللقطات التي تُظهر كتابة عسكريين ورجال شرطة شعارات أسد الله، على جدران المدن الكردية المدمرة.
اغتيال السفير الروسي
وتتساءل الصحيفة عن حقيقة العلاقة بين السلطات التركية والتنظيمات المتطرفة، مثل جبهة النصرة، التي تتهمها أوساط تركية كثيرة باغتيال السفير الروسي في تركيا، على يد شرطي شاب من قوات مكافحة الشغب، وعن مدى سيطرة الأجهزة التركية على الأجهزة السرية مثل أسد الله، مشيرة إلى أن اغتيال السفير كان متوقعاً بالنظر إلى خلفية هذا الجهاز، قائلة “مضت الأيام والأشهر، حتى جاء الشرطي المنتمي لقوات الشغب الخاصة مرت مولود الطنطاش، ليغتال السفير الروسي لدى أنقرة، مردداً شعار تنظيم جبهة النصرة الإرهابي في سوريا قائلاً: نحن الذين بايعوا محمداً ما بقينا أبداً، لا تنسوا حلب، لا تنسوا سوريا، لن يستطيع أحد إخراجي من هنا إلا جثة هامدة، نحن لا نريد شيئاً إلا الشهادة”.