تناولت الصحف العالمية، اليوم الاثنين، عدة قضايا بالغة الأهمية على الساحة الدولية، في صدارتها اتفاق تركيا الإقليمي مع ليبيا، وإثارته للتوترات في منطقة البحر الأبيض المتوسط، والقلق الذي أحدثه لدى الدول الأوروبية.
كما أبرزت الصحف مواضيع مثل استمرار الاضطرابات في هونغ كونغ، وتبرع رجل أعمال لبناني بآثار لإسرائيل، وتبادل معتقلين بين إيران ولولايات المتحدة الأمريكية.
اتفاق يثير المخاوف
ركزت صحيفة ”فايننشال تايمز“ البريطانية على إثارة الاتفاق الإقليمي التركي مع ليبيا المخاوف الأوروبية من رسم حدود بحرية جديدة على حساب حصتهم من الموارد البحرية.
ومن المقرر أن يجري وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي محادثات اليوم الاثنين بشأن الاتفاق البحري بين تركيا وليبيا، الذي أدى إلى توترات بين أنقرة وعواصم الاتحاد الأوروبي، وأثار المخاوف من معركة متصاعدة على موارد البحر الأبيض المتوسط.
ويرسم الاتفاق الذي وقّعت عليه أنقرة والحكومة المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس أواخر الشهر الماضي، حدودًا بحرية جديدة بين البلدين، وفقًا لنسخ مسربة من خريطة الأسبوع الماضي، أكدها لاحقًا مسؤول بوزارة الخارجية التركية.
وتعبر الحدود البحرية الجديدة مناطق تدعي اليونان وقبرص امتلاكها، وتمتد حتى منطقة قريبة من جزيرة كريت اليونانية، ويمكن أن تعرقل خطط إنشاء خط أنابيب لنقل الغاز من شرق البحر المتوسط إلى أوروبا. وقال مسؤولون في ليبيا إن الصفقة تهدد أيضًا بتعقيد عملية السلام في البلاد التي مزقتها الحرب.
لبناني يتبرع لإسرائيل
رحب الرئيس الإسرائيلي ”روفين ريفلين“ أمس الأحد بتاجر العقارات اللبناني عبد الله شاتلا الذي اشترى آثارًا نازية في مزاد ألماني قبل أن يتبرع بها لإسرائيل.
ووصف ”ريفلين“ لفتة رجل الأعمال بأنها ”راقية“، بعد أن اشترى ”شاتلا“ – وهو مسيحي لبناني يعيش في سويسرا منذ عقود – آثارًا نازية تضمنت قبعة ”أدولف هتلر“، وطبعة مطلية بالفضة من كتاب هتلر ”مين كامبف“ وآلة كاتبة استخدمتها سكرتيرة هتلر، بـ 660 ألف دولار في مزاد في ميونيخ الشهر الماضي، وكان يعتزم تدميرها بعد قراءة اعتراضات الجماعات اليهودية على البيع، ولكن في النهاية قرر رجل الاعمال أنه من الأفضل التبرع بها لمنظمة يهودية.
وقال شاتيلا إنه اشترى هذه الآثار في البداية لأسباب شخصية، حيث يراها تجسيدًا للشر النازي، ولكنه أوضح أنه قرر أنه في النهاية ”ليس لديه الحق في أن يقرر ما يجب فعله بهذه القطع الأثرية“، لذلك تبرع بها إلى منظمة خيرية إسرائيلية.
تبادل المعتقلين بين إيران وأمريكا
وتناولت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية، احتفال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتبادل مفاجئ للسجناء مع إيران في تغريدة يوم السبت، بعد ساعات من تبادل طالب دراسات عليا بعالم إيراني على مدرج مطار زيورخ الدولي.
وفي تغريدته شكر ترامب إيران على مفاوضات وصفها بالعادلة، وقال ”أرأيتم، يمكننا عقد صفقة معًا!“. وكان هذا الموقف انفراجة نادرة بعد شهور من تصاعد التوترات بين إيران والولايات المتحدة، بعد إسقاط إيران طائرة أمريكية مسيرة في يونيو.
وأنهت هذه الصفقة معاناة ”شيويه وانغ“، وهو طالب أمريكي قضى 4 سنوات من عقوبة مدتها 10 سنوات في إيران بعد اتهامه بالتجسس، والقبض عليه عام 2016، كما سلمت الولايات المتحدة الباحث الإيراني ”مسعود سليماني“، الذي تم اعتقاله عندما هبط في الولايات المتحدة، في أكتوبر 2018، بعد أن تم اتهامه بمحاولة تصدير البروتينات المستخدمة لإجراء البحوث الطبية دون ترخيص من الولايات المتحدة، وهو شكل من أشكال خرق العقوبات.
وقال مسؤول رفيع المستوى في إدارة ترامب للصحفيين إنه يأمل أن تكون هذه الانفراجة علامة على أن الإيرانيين يدركون ضرورة التوقف عن اتباع سياسية أخذ الرهائن.
ومع ذلك زعم بعض الدبلوماسيين الإيرانيين والأمريكيين أن الحقيقة هي أن ترامب سرق الفضل في الصفقة، التي عملوا عليها لحوالي 3 سنوات، رغم مقاومة مبعوثي ترامب الحاليين والسابقين.
استمرار التحدي في هونغ كونغ
وفقًا لصحيفة ”تليغراف“ البريطانية، شارك مئات الآلاف من المتظاهرين الملثمين من جميع الفئات في واحد من أكبر التجمعات الجماهيرية للحركة المؤيدة للديمقراطية التي استمرت 6 أشهر في هونغ كونغ أمس الأحد، في ما وصفته الصحيفة باستعراض للتحدي المستمر ضد الحكم الصيني.
وعبّر المتظاهرون عن غضبهم من أن النصر الشامل للأحزاب الديمقراطية في انتخابات مجالس المحافظات قبل أسبوعين لم يؤدِ سوى لتنازلات قليلة من زعيمة المدينة ”كاري لام“، وتنفيذها لمطالب المتظاهرين بما في ذلك المزيد من حقوق التصويت وتحقيق مستقل في وحشية الشرطة المزعومة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الهزيمة الانتخابية الكبيرة للمؤسسة المؤيدة لبكين حطمت مزاعم الحكومة بأن ”الأغلبية الصامتة“ في المدينة كانت ضد الاحتجاجات، في حين أظهرت مسيرة يوم الأحد أن الدعم الشعبي لحركة الاحتجاج لا يزال مرتفعًا.
وقالت الشرطة قبل ساعات من المسيرة في جزيرة ”هونغ كونغ“ إنها اعتقلت 11 شخصًا وصادرت مسدسًا نصف آلي من عيار 9 ملم، بالإضافة إلى أسلحة أخرى كانت تخشى أن تستخدم خلال المظاهرة.
وعلى الرغم من المصادمات العنيفة بين ضباط مكافحة الشغب والمتظاهرين الذين شوهوا التظاهرات في الأشهر الأخيرة، إلا أن العديد من الأسر التي لديها أطفال صغار وكبار السن قد انضمت إلى المسيرة التي بدأت في وسط مدينة فيكتوريا بارك واستمرت بسلام عبر شوارع المدينة الرئيسية لعدة ساعات.