وجد قرار الرياض الجديد بمنح الجنسية السعودية للمتميزين والمبدعين من مختلف دول العالم، صدى واسعًا بين أبناء أكبر بلد خليجي، وراح السعوديون يتسابقون في تقديم ترشيحاتهم لشخصيات يقولون إنها تستحق حمل جنسية بلادهم.
وذكرت وسائل إعلام محلية، اليوم الخميس، إن أمرًا ملكيًّا صدر قبل نحو شهرين، ينص على فتح باب تجنيس الكفاءات الشرعية والطبية والعلمية والثقافية والرياضية والتقنية؛ بما يسهم في تعزيز عجلة التنمية، ويعود بالنفع على المملكة في المجالات المختلفة.
وطبقًا لتلك التقارير، فإن الأمر الملكي تضمَّن رفع الأسماء المرشحة لمنح الجنسية السعودية من كل أنحاء العالم، بما في ذلك -أيضًا- المتميزون والمبدعون ممن تتوافر فيهم المعايير المشار إليها من أبناء القبائل النازحة في السعودية وأبناء السعوديات ومواليد السعودية ممن تتوافر فيهم الشروط المشار إليها.
ولا تزال آلية تنفيذ الأمر الملكي غير واضحة، مثل: معايير اختيار الشخصيات المرشحة، والجهات الرسمية المسؤولة عن الترشيح، لكن الكثير من مواطني المملكة المؤيدين للتوجه الجديد، قدموا ترشيحاتهم من الآن.
وتصدر نجوم كرة القدم، قائمة الترشيحات، إذ تسابقت جماهير الأندية السعودية في ترشيح نجوم فرقهم الأجانب لحمل الجنسية السعودية، بينما ذهب آخرون لترشيح دعاة ورجال دين، وراح فريق ثالث يدعو للتركيز على العلماء، بينما دعا فريق رابع لتجنيس نجوم من عالم الفن والثقافة والترفيه.
وتقدَّم أحد المغردين في موقع ”تويتر“، باقتراح تجنيس تحت الوسم ”#السعوديه_تجنس_المبدعين“ الذي ضم العديد من الاقتراحات، وقال فيه ”نور الدين مرابط وعبدالرزاق حمدالله متميزان بالرياضة نتمنى تجنيسهما فهما يستحقان“، في إشارة لنجمي نادي النصر السعودي.
ونشرت مغردة أخرى بدا أنها من عشاق فريق الهلال، صورة لنجم فريقها بافيتيمبي غوميز، وهو لاعب كرة قدم فرنسي، وقالت في تعليقها: ”هذا وبجدارة، والسومة ومرابط وحمدالله ودي يتجنسون“.
وتكرر اقتراح تجنيس مهاجم النادي الأهلي السعودي، اللاعب السوري عمر السومة في كثير من التدوينات، لا بل اقترح اسمه أيضا ًالإعلامي الرياضي السعودي طارق النوفل خلال مشاركته في برنامج ”الدوري مع وليد“ على قناة ”إس بي سي“ المحلية.
الصحفي السعودي شويش الفهد، قدم اقتراح تجنيس خاصًّا بنجم رياضي أيضًا، وقال: ”أكثر واحد كان ينتظر القرار التون جوزيه لاعب الفتح والنصر السابق، لبس الثوب والشماغ ولبس تيشيرت المنتخب السعودي حتى عياله صورهم يغنون النشيد الوطني السعودي“.
وذهب مغرد يدعى عمر، في اقتراحه بعيدًا عن عالم الرياضة، ودعا لمنح الجنسية السعودية لخطاط المصحف الشريف، عثمان طه، وهو سوري الجنسية، لكنه يقيم منذ عقود في المملكة ويعد أشهر خطاط للقرآن الكريم في العصر الحالي.
واقترح مغردون آخرون أسماء دعاة ورجال دين من بضع جنسيات، ويقيمون في المملكة منذ سنوات، حيث تعد المدينتان المقدستان، مكة المكرمة والمدينة المنورة، وجهة رئيسة للدعاة عبر التاريخ.
وقدم شاب يدعى عبد الرحمن الشمري، اقتراح تجنيس خاصًّا بعائلته، إذ طالب بمنح الجنسية لوالدته، وقال في عبارات مؤثرة ”إذا يمنح التجنيس للمميزين فقط، أمي أم مواطن مميزة، وإذا بشهادة هذه شهادتي وبراءة اختراعي هدية لأمي، أتمنى إنصافها، أم مواطن، هي أمي، ربتني، تعبت من أجلنا، ضحت بحياتها، هجرنا والدنا وهي لم تتركنا، أمي ومَن كأمي! سأنجح أكثر وأكثر من أجلها فقط“.
وقدم مغرد آخر اقتراحًا لتجنيس العلماء والأذكياء، وبدأ بأشهرهم وأصغرهم على الإطلاق، وهو الطفل البلجيكي لوران سيمونز، ابن تسع السنوات الذي يدرس الهندسة الكهربائية في جامعة هولندية ويوصف بالطفل الخارق.
وتُجمِع نخب المملكة على جدوى القرار الجديد في رفد المملكة التي تقدم خطط تغيير تنموية عملاقة، بكفاءات مميزة ستقدم خبراتها لبلدها في شتى المجالات، على الرغم من وجود بعض الآراء المعارضة.
وقال المستشار الإعلامي السعودي، مبارك العصيمي، في تعليق على قرار التجنيس: ”قرار #السعودية_تجنس_المبدعين ينطلق من رؤية عميقة وسديدة، فهؤلاءِ النُّخبُ هم صُنّاعُ الحضارة ، ومحركو النهضة الشاملة في الدول“.
وكتب الأكاديمي سعود صالح المصيبيح في سياق مماثل: ”#السعودية_تجنس_المبدعين خبر عظيم ومفرح جدًّا.. المملكة تفتح باب التجنيس للمبدعين والمتميزين.. بلد عظيم يستحق النوابغ العظماء وهناك كثير من العرب والمسلمين وغيرهم يرغبون بالعيش والعمل في وطننا.. تمعنوا في هذا الخبر جيدًا ورشحوا النوابغ الذين ترونهم مناسبين لنيل شرف الجنسية السعودية“.
ووفقًا لصحيفة ”سبق“ المحلية، يشمل الأمر الملكي بتجنيس المتميزين والمبدعين، كلًّا من علماء الشريعة، والطب والصيدلة، والرياضيات والحاسب، والتقنية والزراعة، والطاقة النووية والمتجددة، والصناعة والنفط والغاز، والذكاء الاصطناعي، والإنترنت والتطبيقات والبيانات الضخمة، وهندسة البرمجيات والروبوتات والحواسيب عالية الأداء، والنانو والبيئة والجيولوجيا وعلوم الفضاء والطيران.
كما يشمل الموهوبين والمبدعين في المجالات الثقافية والرياضية والفنية، وغيرها من المجالات التي تسهم في دعم وتعزيز الكفاءات السعودية، ونقل المعرفة، وكذلك في المجالات التي تحتاج إليها السعودية نظرًا لطبيعتها الجغرافية، مثل: العلماء المتميزين في تقنية تحلية المياه.