حادث انتحار طالب جامعي من أعلى برج القاهرة، مساء (السبت) الماضي، أحدث صدمة في مصر، وفتح أبواب الجدل المجتمعي على مستويات كثيرة، خاصة مع تناول وسائل الإعلام المصرية 3 حالات انتحار في أقل من 48 ساعة.
فبخلاف طالب كلية الهندسة في جامعة حلوان الذي قام بإلقاء نفسه من أعلى برج القاهرة، رمى آخر بنفسه تحت عجلات مترو الأنفاق، بينما ألقى ثالث بنفسه في ترعة الإبراهيمية في أسيوط، ما جعل قضية الانتحار الشغل الشاغل للمصريين على مواقع التواصل الاجتماعي خلال هذا الأسبوع.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي نقاشات وجدلاً حول الأسباب وراء ظاهرة الانتحار، وحُكم الشرع فيها، وهو جدل انتقل من فضاء العالم الإلكتروني إلى أرض الواقع أيضاً.
فقد وجه نائب في البرلمان المصري تساؤلاً للحكومة المصرية عن أسباب تزايد ظاهرة الانتحار في مصر، خاصة بين الشباب. وقال النائب طلعت خليل، في بيانه، إن «المتتبع لأحداث الشارع المصري يلحظ تنامي ظاهرة الانتحار بين الشباب».
وتابع: «تعددت الأسباب والانتحار واحد، لكن الذي يبعث الفزع ويطالبنا بدق ناقوس الخطر هو تنامي هذه الظاهرة في السنوات الأخيرة». وتساءل عن «خطة الحكومة لوضع حد لهذه الظاهرة المخيفة، سواء من نواحيها النفسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية، وعن دور مركز الدراسات الاجتماعية والجنائية لرصد هذه الظاهرة ووضع الآليات المناسبة لمواجهتها».
بدورها، قالت دار الإفتاء المصرية (الثلاثاء) على «فيسبوك» إن الانتحار كبيرة من الكبائر وجريمة في حق النفس والشرع، لكن المنتحر ليس بكافر. وأشارت إلى أنه «لا ينبغي التقليل من ذنب هذا الجرم، وكذلك عدم إيجاد مبررات وخلق حالة من التعاطف مع هذا الأمر، وإنما التعامل معه على أنه مرض نفسي يمكن علاجه من خلال المتخصصين».
أما مؤسسة الأزهر فقد حذرت من خلال مركزها العالمي للفتوى الإلكترونية من ظاهرة الانتحار وقتل النفس، مع التأكيد أن المُقدِم على هذه الجريمة ظالم لنفسه، مهما حاول أن يلقي باللائمة على الظروف المعيشية والحياتية، فهذا ليس مبرراً للانتحار، وأن قتل النفس من أكبر الكبائر. وحذرت أيضاً من أن «أعمالك الصالحة في الدنيا قد لا تنجيك حال ارتكابك لهذه الجريمة الشنعاء من العقاب».
وشهدت مصر في الآونة الأخيرة حوادث انتحار عدة، كان أبطالها من الشباب الذين يعانون من مشكلات نفسية متنوعة، من بينها الأزمات العاطفية.