هددت ميليشيات الحوثي الانقلابية باتخاذ إجراءات وصفتها بالرادعة ضد أنصار الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، إذا تظاهروا بالذكرى السنوية الثانية لانتفاضة 2 ديسمبر 2017 التي دعا إليها صالح وقمعها الحوثيون بقتل الرئيس الراحل داخل منزله بصنعاء في الرابع من الشهر ذاته.
ومازال صالح، بعد عامين على مقتله، يشكل مصدر قلق كبير لميليشيات الحوثي التي نظمت خلال الأسابيع الماضية حملات إعلامية، عبر وسائل الإعلام التقليدية ومنصات التواصل الاجتماعي، للنيل من تاريخ وإنجازات الرئيس الراحل الذي حكم البلاد 33 عاماً.
وتوعد رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى الحاكم في صنعاء، مهدي المشاط (قيادي حوثي كبير) -في خطاب وجه ليل الجمعة السبت لأنصار الميليشيات في مناطق سيطرتها بمناسبة الذكرى السنوية الـ52 ليوم الاستقلال (30 نوفمبر 1967)- «بردع كل من تسول له نفسه المساس بثوابت الجبهة الداخلية والموقف الوطني ومن دون أي تردد أو هوادة»، محذراً «من خطورة القفز على الواقع والمتغيرات والتحولات على المستوى المحلي».
ويخشى الحوثيون من اندلاع انتفاضة شعبية ضدهم في صنعاء مع حلول ذكرى انتفاضة ديسمبر ومقتل صالح، خصوصاً في ظل تردي الأوضاع الإنسانية والمعيشية وارتفاع الأسعار بشكل جنوني واستمرار حرمان غالبية موظفي الدولة من رواتبهم التي تصادرها الميليشيات منذ أكتوبر 2016.
وكتب المسؤول الإعلامي الحوثي، محمد عبدالقدوس، في تغريدة على تويتر تعكس مخاوف الميليشيا: «لمن يحاول العبث بالجبهة الداخلية، المشاط تكلم بكل وضوح وصراحة وعليهم أن يعوا كلامه جيداً». وأضاف مهدداً «لن يخرج (للتظاهر) إلا العاصي الذي تدعو عليه أمه.. وسيتم إعادة تربيته».
وذكرت مصادر سياسية في صنعاء، أمس، أن ميليشيا الحوثي حظرت على قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام (جناح صنعاء) تنظيم فعاليات حزبية خلال الفترة الحالية بما في ذلك حفل خطابي بمناسبة ذكرى الجلاء (خروج آخر جندي بريطاني من جنوب اليمن).
وأشارت المصادر إلى أن ميليشيا الحوثي صعدت لهجتها ضد قيادات «المؤتمر» في صنعاء، التي تخضع للإقامة الجبرية والرقابة الدائمة، واتهمتها بالتخطيط مع قيادات الحزب في الخارج لإشعال تظاهرات شعبية على غرار التظاهرات الشعبية في العراق ولبنان وإيران.
ووجهت جماعة الحوثي نائب رئيس حزب المؤتمر، يحيى الراعي، وهو أيضاً رئيس البرلمان الخاضع للانقلاب بصنعاء، بالدعوة لانعقاد جلسات البرلمان اليوم الأحد.
وكان الحوثيون، الذين يسعون لإعادة الحكم الإمامي البائد، استبقوا الذكرى الثانية لمقتل صالح، ونشروا الأسبوع الماضي تقريراً اتهموا فيه الأخير بالضلوع في اغتيال الرئيس الأسبق إبراهيم الحمدي في 11 أكتوبر 1977، وذلك في إطار مخططهم لتدمير تاريخ أبرز رؤساء اليمن الجمهوري.
نقلا عن الاتحاد الامارتيه