قبل أيام قليلة اتجهت أنظار اليمنيين خصوصاً، وشعوب العالم العربي والإسلامي عموماً الى الرياض عاصمة القرار العربي، وهي تحتضن أبناء اليمن، وتعمل بكل جهدها وطاقتها لجمع كلمتهم وتوحيد صفهم والحفاظ على وحدتهم ونجحت في إنجاز وثيقة اتفاقهم التي تابعها شعبنا بكل مكوناته وشرائحه على أمل في أن تتوحد الجهود وترص الصفوف نحو العدو الحقيقي المتربص باليمن والمنطقة.
رصدت صحيفة “26 سبتمبر” آراء وانطباعات نخبة من السياسيين والمثقفين الذين أجمعوا على أهمية الاتفاق، وأكدوا على أهمية ترجمته وضمانات نجاحه على أرض الواقع، فإلى نص الاستطلاع:
مستشار وزارة الإعلام، فيصل بن محمد العواضي تحدث قائلا: «سندخل مرحلة تنفيذ الاتفاق التي وردت أزمان محددة لبعض الخطوات، والتي قد تكون بداية تتواصل بعدها العملية وتبدو الأولوية ملحة هنا لجانبين هما الأمن بمفهومه العام والإستقرار المعيشي والخدماتي، وهذا أمر واضح لدى الحكومة ولديها منظومة خطط وبرامج في هذا الجانب».
آمال كبيرة
وواصل الدكتور فيصل حديثه لـ«26سبتمبر» بالقول: «أما عن الاتفاق كحدث فقد نال إهتمام العالم رغم أن الأمر لم يدول بل ظل الخلاف محلي والمملكة وسيط بين طرفين يمنيين في إطار واحد ولا شك أن السواد الأعظم من أبناء اليمن يعلقون آمالاً كبيرة على هذا الاتفاق».
وقسم العواضي المشككين والمتشائمين وفق رأيه الى نوعين أو فئتين، موضحاً: «الأولى فئة حاقدة تدور في فلك الانقلابيين ولا تريد أي استقرار، والفئة الثانية متشائمة وترى أن الاتفاق لا يكون عادلاً إلا إذا تضمن عقوبات واقصاء وإدانات، مع أن الاتفاق لم يمنح حصانة لأحد وهو في صورته التي خرج بها أفضل ما يمكن التوصل إليه في هذه المرحلة وأياً كان الاتفاق يظل أفضل بكثير من الخلاف والاقتتال».
جهود سعودية جبارة
ويشير مستشار وزير الاعلام إلى أن «توقيع الاتفاق يعني اقراره وهو ما حصل بعد قرابة الشهرين من الحوار الذي بذلت فيه المملكة العربية السعودية جهودا عكست حرص خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وسمو نائب وزير الدفاع الذي ادار المشاورات بكل اقتدار وكان رهان العالم على جهود المملكة في محله».
وأضاف العواضي: «مما لاشك فيه أن هناك تفاصيل يمكن أن تتعدد تفسيراتها لكن القضايا الأساسية الواردة في الاتفاق واضحة مثل دمج القوات وإعادة تشكيل الحكومة والسلطة المحلية في المناطق المحررة بالتشاور وليس بالتوافق والفرق واضح، فحينما نقول إن رئيس الجمهورية يتشاور مع المكونات السياسية والمحلية في اختيار المحافظين أو حتى الوزراء فهذا يعني أن الرئيس يشاورهم ثم يتخذ القرار دون أن يمتلك أي مكون من الذين تم التشاور معهم حق التعطيل أو توقيف القرار لكن لو قلنا بالتوافق فمعناه لابد من موافقة الطرف المعني وإلا يتعطل الإجراء».
وأختتم فيصل العواضي حديثه بالقول: «المهم ان البيت اليمني في المناطق المحررة ترتب من الداخل وهذه خطوة مهمة للتفرغ لمواجهة الانقلاب الحوثي الإيراني».
حل الإشكاليات
من جهته أوضح وكيل أول وزارة الإعلام د. محمد قيزان أن اتفاق جدة بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي يمثل أهمية كبيرة في توحيد الصفوف وتحقيق الإستقرار والتنمية في عدن وبقية المحافظات الجنوبية وإنهاء حالة الإضطراب والمشاكل التي كانت تمثل عائقاً كبيراً أمام الحكومة الشرعية لأداء مسؤوليتها أمام الشعب، معللاً ذلك بالقول: «لإنه من غير المبرر وغير المعقول الحديث عن تحرير عدن منذ أكثر من عامين ورئيس الجمهورية والحكومة لا يستطيعون العودة إليها كعاصمة مؤقتة وممارسة مهامهم المنوطة بهم دستورياً لخدمة الناس».
توحيد الجبهة العسكرية
وأشار الدكتور قيزان إلى أن «هذه الحالة غير الطبيعية الشاذة استفادت منها مليشيا الحوثي كثيراً وجيّرتها لصالحها في تشويه صورة التحالف العربي الذي أتى أصلاً لإعادة الشرعية ونصرتها».
وأكد وكيل أول وزارة الاعلام أن الاتفاق بين الشرعية والانتقالي: «سيوحد الجبهة العسكرية لمواجهة المليشيا الانقلابية وبدلاً من استخدام الأسلحة المختلفة للاحتراب الداخلي سيوجهها نحو العدو الحقيقي وسيكون له أثر كبير في تحقيق الانتصارات في مختلف جبهات القتال على الحوثيين الذين يعانون أصلاً من ضعف وهزيمة في غالبية جبهات القتال ويستعيضون عن ذلك بالدعايات الكاذبة ونشر الإشاعات في صفوف أتباعهم بتحقيق انتصارات وهمية».
حقن الدماء
الكاتب والمحلل السياسي أ. محمد بالفخر قال: «تكمن أهمية إنجاز توقيع الاتفاق في حقن دماء اليمنيين بعد ان تساهل البعض وجعلها رخيصة للأسف الشديد.. لم يكن الوطن لا أمنه ولا استقراره ولا مستقبله ضمن أهداف من تساهل».
وجزم بالفخر أن هناك مخاوف فعلية من عدم الإلتزام موضحاً: «أولها حضور الوفد الانتقالي مراسيم التوقيع وعلى صدورهم العلم ذو النجمة الحمراء، علم ما كان يسمى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وثانيها تصريحات مختلفة من قياديين في الانتقالي يعتبرون الاتفاق مجرد مرحلة على طريق تحقيق مشروعهم الكبير بزعمهم ونظرتهم لبنود الاتفاق بما يتوافق وأهدافهم.. وثالثها النظرة التاريخية لكثير من الاتفاقيات السابقة كثيراً ما يتم عرقلتها بعد مضي فترة وجيزة من التوقيع وبالتالي تذهب أدراج الرياح».
ضمانات النجاح
وحول ضمانات النجاح يقول بالفخر: أولاً إرادة الله سبحانه وتعالى ان قُدِّرَ لهذا الاتفاق النجاح سينجح، وثانياً ان صدقت النوايا الطيبة وابتعدت الأطراف عن الذاتية والأنانية وجعلت مصلحة الوطن والمواطن هي العليا، بسط هيمنة الدولة وتسلمها كافة المرافق وجعل السلاح في يد الدولة فقط وهذا هو الوضع الطبيعي للدول المستقرة وانخراط كل من حمل السلاح بالعمل السياسي السلمي، بعيداً عن العنتريات وفرض ما يريدونه بقوة السلاح ووقف كافة صور واشكال التحشيد والإساءات وبث الأكاذيب التي أمتهنها الكثير من الكتاب والإعلاميين وأصحاب مواقع التواصل ومعاقبة أولئك الذين كلما هدأ الوضع اشعلوه بكذبة هنا أو إشاعة هناك».
أهمية الإنجاز
مدير تحرير مجلة «المنبر اليمني» أحمد نعمان بين أن أهمية إنجاز الاتفاق لا يختلف عليه اثنان وقال: «ببساطة لأن السلام بحد ذاته مطلب إنساني فما بالك بدولة لا تزال معظم قياداتها في المنفى، ولا تزال الدولة تخوض أعتى المعارك ضد المشروع الإيراني الذي للأسف لم يستًهدف الجغرافيا فحسب بل استهدف عقل وفكر وهوية الإنسان، ليس هناك قواسم مشتركة بيننا وبين المشروع الإيراني بهذه النزعة الاستئصالية للهوية والثقافة والتقاليد، ومن هنا تأتي أهمية إنجاز الاتفاق، ومالم ينجز اتفاق الرياض وحدة وطنية وتطبيعاً لأوضاع المحافظات المحررة وتوحيد الجهود نحو التحرير فإنه سيغدو حبراً على ورق».
التزام بالثوابت والمرجعيات
واعترف أحمد نعمان أن المخاوف من عدم الإلتزام قائمة، وقال: «لكننا نعوّل على جديّة الإخوة في المملكة العربية السعودية وحرصهم على وحدة اليمن واستقراره وتحقيق حلم الشعب اليمني في القضاء على المشروع الإيراني في المنطقة، وإعطاء الفرصة لطرف ما بالتمرد على الاتفاق سيغدو خدمة مجانية للحوثي وإيران».
وأضاف: «الاتفاق وقّع عليه أطرافه تحت ثوابت.. علم الجمهورية اليمنية بالشرعية القائمة… وفي إطار المرجعيات الثلاث المحلية والإقليمية والدولية المتمثلة بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، والمبادرة الخليجية، والقرار2216».
وأشار مدير تحرير مجلة «المنبر اليمني» إلى أن «أي تمرد على الثوابت والمرجعيات يستدعي تدخلاً عسكرياً حاسماً من قبل القوة العسكرية للمملكة العربية السعودية. بل إن نص الاتفاق وملاحقه نصت على دمج القوات العسكرية والأمنية المشكلة خارج إطار سلطات الدولة في وزارتي الدفاع والداخلية ضمن خطوات مزمّنة لا مجال للاجتهاد فيها ولا للتفسير خارج مفاهيمها الواضحة».
مضيفاً: «كما ذكرت لك سابقاً الضمانات هي المملكة العربية السعودية حصراً، فبحزمها سيغدو الاتفاق ناجزاً وواقعاً على الأرض وستكتب المملكة العربية السعودية تاريخاً سعودياً يمنياً تتدارسه أجيال اليمن».
تمني
وتمنى مدير التحرير على النخب السياسة والثقافية والإعلامية وقيادات المجتمع اليمني بمختلف توجهاتهم أن يكفوا عن المناكفات ويتناسوا ثاراتهم فاليمن لم تعد تحتمل مزيداً من حماقات الإستهدافات البينية في المعسكر اليمني المناهض للمشروع الإيراني والتي استفاد منها كثيراً واستثمرها لأبعد حد.
مختتماً حديثه بالقول: «علينا أن ندعم الاتفاق ونهدأ قليلاً… نهدأ إعلامياً، على قنوات الفتنة التي يمتلكها أو يديرها أحزاب وشخصيات أن تترفع عن مستنقعات الفتنة والتحريض ضد الأحزاب والجماعات والتيارات التي تناضل ضد المشروع الإيراني.. علينا أن نعطي فرصة لنجاح أي مساع لوأد أي فتنة وتوحيد الجهود».
انطباعات إيجابية
من جهته مستشار وزارة الثقافة محمد مهدي كان له رد مفصل بدأه بالقول: «سأصارحكم اليوم عن جملة من القضايا والإنطباعات الشخصية حول اتفاق الرياض بين الحكومة والمجلس الانتقالي التي لمستها وعيانتها بنفسي حيث كنت أحد الحاضرين في الفعالية، وبداية دعونا نتفق على أن العدو الأكبر الذي يهدد حاضر اليمن ومستقبله لعقود؛ فكراً وهويةً، هو المشروع السلالي الحوثي الكهنوتي، وما دونه من المشاريع سيأتي يوم نتفق معها ضمن المظلة الجامعة والهوية المشتركة التي لا خوف على اليمن من ضياعها حال وجدت هذه المشاريع إلا في حال تخادمها مع المشروع الحوثي الإيراني هنا ستتحول جميعها إلى أدوات وخوادم وروافد في مصبّات المشروع الأخطر».
ووجه الأستاذ محمد دعوة للجميع «بتغليب المصلحة الوطنية العليا واحتساب مقادير الأخطار الناجمة عن الإنحيازات المدمّرة للهوية ومستقبل اليمن، فمواقف وخطاب المقامرة حين يتسيدّ المشهد ستتداعى سائر الأبنية الوطنية إلى الإنهيار السريع، وهذا الذي نحذر منه دائماً».
وأكد أن «اتفاق الرياض فرصة تاريخية لطيّ صفحة الماضي ما كان أحد يتخيل حدوثه في أسوأ الكوابيس، فرفاق السلاح وأبناء المدينة الواحدة والحي الواحد يحملون السلاح ضد بعضهم، ويخوّن بعضهم بعضاً بعد إنجازهم التحرير ودحر المليشيا الحوثية».
نجاح دبلوماسي سعودي
وأشار المستشار الى أن التوقيع على الاتفاق نجاحاً للدبلوماسية السعودية وللمساعي الأخوية التي بذلتها المملكة العربية السعودية لدى كل الأطراف، مضيفاً: «وحيث أن الملف بات في يد المملكة فإن ذلك من وجهة نظري ضمانة أكيدة وناجزة لنجاح الاتفاق، فلن تسمح السعودية بثقلها المعروف في اليمن أن تفشل تلك المساعي تحت أي مبرر، وهي قناعة تأكدت منها أكثر حين حضرت التوقيع وشاهدت الإهتمام الكبير والحرص العالي فوق المتوقع من الجانب السعودي لإنجاح الفعالية والسير بها إلى الأمام دون عراقيل، وهو ما سيلقي بظلاله على الأرض في المسار التنفيذي للاتفاق، خاصة أن المعطيات قبل الاتفاق تضمنت نزول القوات السعودية إلى عدن واستلامها كثيراً من المواقع وإدارتها للوضع فيها، وهو ما يعكس جدية لا تحتمل التشكيك في نوايا المملكة في إنهاء حالة الانقسام الحاصل».
دلالات وطنية
وأضاف محمد أن «توقيع الاتفاق واللقاء برمته تحت علم الجمهورية اليمنية، وهذا له دلالته على مستقبل العلاقة بين الموقعين على الاتفاق وعلى مستقبل ومسار الأحداث، كما هو يقيني في التوجهات السعودية من ذلك، القاعة التي احتضنت الفعالية كان يمناً مصغراً إذا جازت لنا التسمية، أقول ذلك لأني شاهدت كل الأحزاب اليمنية وكل الفعاليات والقوى والشخصيات اليمنية المؤثرة في الواقع اليمني حاضرة وشاهدة على هذا التوقيع، وتبادلت قياداتها جميعاً اللقاءات والحديث والإبتسامات مع قيادات الانتقالي، ما يعني أن قضايا اليمن والإصطفاف الوطني بات ضمن تطلعات الجميع، وبات حلم استعادة البلد والدولة من أيدي العصابات الإيرانية مشروع الجميع بلا استثناء، وحان الوقت لإلتئام الصف الجمهوري لتحقيقه في أقرب فرصة».
طي ملفات الصراع
وواصل حديثه بالقول: «جلست مع قيادات جنوبية وتبادلت معها الحديث ولمست منها تفاؤلاً عالياً بالاتفاق، بل ووجدتها تبحث عن التقارب وطي ملفات الصراعات الذي لم يستفد منها سوى الحوثي وإيران». مضيفاً: «كان لقاء الرئيس بقيادة الانتقالي مهماَ ومثّل تحولاً في محورية المشكلة، حيث بدا اللقاء يعكس جانباً من العودة إلى الشرعية وكأن المشكلة طرأت داخل البيت اليمني، وها هو القائد يلتقي بأبناء شعبه تحت علم الدولة والجمهورية ويبحث معهم من منطلق مسؤوليته الدستورية على أبناء وطنه القضايا على أسس شرعية».
وأكد محمد مهدي أن «تطلعات التيارات اليمنية لاتفاق الرياض بكل أطيافهم باتت هي نفسها تطلعات رجل الشارع البسيط. هناك إجماع شعبي يتطلع لإستعادة الدولة، وجمع كلمة اليمنيين لتحقيق هذا الحلم بات مطلباً شعبياً لا يحتمل التأجيل أو المخاتلة، فالمشروع الإيراني يتوغل داخل المجتمع اليمني في المحافظات الأكثر كثافة في السكان على مستوى الجمهورية اليمنية، وبات المجتمع يتشوق لعودة الدولة وتحرير المحافظات من هذه القبضة السلالية التي تهدد هويته وعقيدته، والأمل كبير بعد الله في مساعي المملكة في المبادرة إلى سرعة تنفيذ اتفاق الرياض، ليتفرغ الجميع لإنجاز التحرير لتعود صنعاء إلى حاضنتها العربية بعيداً عن جبّة الولي الفقيه الذي يحاول أن يختطفها من اليمنيين والعرب».
استكمال معركة التحرير
وأكد مستشار وزارة الثقافة أنه «لم يؤثر على مسار تحرير اليمن من المليشيا الحوثية أمر كما أثر هذا الانقسام بين القوى اليمنية وصراعاتها، وذهاب عدن بعيداً عن كونها العاصمة المؤقتة تنطلق منها عمليات التحرير والدعم والإسناد لتحرير المحافظات، وتحتضن رئيس الجمهورية والحكومة، لممارسة المهام الدستورية، وتطبيع الأوضاع وتشغيل مؤسسات الدولة في كل منطقة ومحافظة يتم تحريرها؛ حين لم يحدث ذلك كانت النتيجة الطبيعية أن طال أمد الحرب واستمد الحوثي من ذلك أسباب بقاء صنعت منه معادلاً قوياً أمام المجتمع الدولي الذي يسعى لتثبيته حاكماً كهنوتياً سلالياً في صنعاء والمحافظات الأخرى، بينما الحقيقة أن الحوثي أضعف من أن يواجه قوات الشرعية مدعومة بالتحالف، ولن يصمد أسابيع بل أياماً أمام قوات الجيش الوطني لو توجه الجميع لتحقيق حلم استعادة الدولة، لكن الحوثي يتباهى بالصمود ويغرر على أتباعه أن قوته هي التي صمدت بينما الحقيقة أن تفرق واصطراع جبهة الشرعية هي التي منحته الفرصة للبقاء لا غير».
وأكمل مستشار وزارة الثقافة: «أن أكثر ما يضمن لاتفاق الرياض النجاح هم ما تضمنته ملاحق الاتفاق من تزمين وتحديد دقيق لخطوات التنفيذ المزمّنة، وهو ما يؤكد جدية وحرص الأشقاء في المملكة العربية السعودية على تنفيذه وتحويله إلى واقع على الأرض، كما يعكس حرص الأطراف على ذلك، فهم من وافقوا ووقعوا على هذه الخطوات التنفيذية المذكورة في الملاحق».
مضيفاً: «لن أفوت لحظة جلست فيها مع أحد المسؤولين السعوديين حين قلت له تجربتنا في الاتفاقيات مؤلمة فما الذي جعلكم مندفعين بهذا المستوى بالاتفاق؟ قال لي: هذا الاتفاق تحد ولابد أن يتم، مطالباً بعدم فتح الحديث عن أي إخفاق يمكن أن يحصل، معتبراً المتابعة والإشراف المباشر أحد ضمانات إنجاز الاتفاق».
رأب الصدع
الصحفية والناشطة الحقوقية أحلام سلام ترجع من جهتها أهمية إنجاز الاتفاق إلى «لم الصف اليمني الواحد والتفاف جميع المكونات المتواجدة على الساحة اليمنية حول أهداف الوحدة اليمنية ورأب الصدع بين الأطراف المختلفة سياسياً وذلك لمواجهة العدو الحوثي وتطهير اليمن من دنسهم وعودة اللحمة اليمنية».
وحول ضمانات النجاح أوضحت سلام أن «التوزيع العادل بين ابناء المحافظات دون استثناء ووصول الوعي المجتمعي بحتمية الإنتصار للوطن لا للفرد، وإعادة هيبة الدولة، وإعادة إعمار ما خربه الفرقاء».