من يحسن قراءة التاريخ وأحداثه ويفهم قوانينه يستطيع كتابة التاريخ، وقلة من الناس هم كذلك وهم من سجل التاريخ أسماءهم بأحرف من نور فهم قادة الاستخلاف والإعمار في الكون، والرئيس هادي أحدهم.
فتاريخ اليمن منذ خروجه من التأثير الحضاري بوصول الإمامة وحتى قدوم الرئيس هادي، لم يمتلك مشروع نهضة حقيقي لبناء دولة يمنية قادرة تستوعب أهداف ثورات اليمنيين المتعاقبة عبر تاريخهم، وتستعيد الدور الحضاري لليمن الأرض والإنسان، وهذا المشروع هو ما قدمه الرئيس هادي بمشروع اليمن الاتحادي.
عبارة شدتني بقوة لهذا القيل والزعيم اليماني قالها حين تسلمه المسؤولية (استلمت علماً ولم استلم دولة)، عبارة تصنع التاريخ لا يقولها من هو مهووس بالسلطة، ولا يقولها من هدفه السلطة والتسلط، بل قائد يجعل السلطة وسيلة لهدف مشروع بناء الدولة اليمنية القادرة لتعود لمسار التاريخ ورسم أحداثه.
من حينها آمنت بالرئيس هادي وبأنه رجل اللحظة التاريخية، الذي سيصنع لليمن حاضره المؤسس لمستقبله الصانع لتاريخه.
فوقفت معه ومع كل ما يقوم به لأني وجدت أن اليمن يعيش لحظته التي التقت فيها عوامل صناعة التاريخ، وهي لحظة في دورات تاريخ الأمم تستعيد بها دورتها التاريخية، حين تتوفر لها ظروف التغيير وعوامل صناعة التاريخ، بتوفر اللحظة التاريخية بقيادتها التاريخية ومشروعها التاريخي، وهو ما حدث في اليمن حين أصبح فخامة الرئيس هادي رئيسا للجمهورية اليمنية وقدم مشروع اليمن الاتحادي.
وكل من عارضوا وتآمروا وأيدوا فخامة الرئيس هادي انطلقوا من موجهاتهم وآبائيتهم ومصالحهم وعصبياتهم التي ألفوها، ولم ينطلقوا من وعي باللحظة التاريخية، وهذا ما أعاق فخامة الرئيس هادي وأخر مشروعه لليمن الاتحادي، بسبب تلاقي مشاريع الخارج بأدوات الداخل ونتج عنهما انقلاب الإمامة وتمرد الانفصال وتأسست عنهما حرب وضغوطات هائلة تهدف تسليم اليمن لمشاريع مطامع دولية وإقليمية خارجية بأدوات يمنية غير أن الرئيس هادي واجه وما زال يواجه كل ذلك يدعمه إرث التاريخ والحضارة لشعب يأبى الضيم أو الضم والتبعية.
وقلة من اليمنيين المخلصين لوطنهم وأنا منهم كان اليقين بالنصر للرئيس هادي ومشروعه الاتحادي هو قضيتهم وإيمانهم واستمروا مع كل زلازل التآمر من الداخل والخارج بموقفهم الثابت ورهانهم على النصر بأنه قائم وقادم، فكان رهاننا الذي لم يهزه الشك أو هول التآمر بأن فخامة الرئيس هادي منصور دوما اسما وواقع فمنذ استلامه العلم يسير من نصر إلى نصر لبناء اليمن الاتحادي ويتساقط أعدائه في الداخل والخارج تباعا، ذاك هو رهان النصر وانتصار فخامة الرئيس هادي ومشروعه الاتحادي الذي راهن عليه المخلصون لليمن الوطن والدولة الشرعية والمشروع فهو رهان الحق والحق منتصر دومًا.