في كل عام، يُصدر اليونيسيف تقريراً عن حالة أطفال العالم هدفه البحث عن القضايا الرئيسية التي تؤثر عليهم. ولأول مرة منذ 20 عاماً، يفحص التقرير الصادر عن عام 2019 القضايا المتعلقة بالغذاء والتغذية. وإليك التحديات الرئيسية التي يواجهها الأطفال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وذكرت منظمة يونيسيف في التقرير الذي نشرته، الأحد أنه رغم وجود بعض التحسينات، إلا أن تغذية الأطفال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا “تسوء أو تتجه نحو حالة من الركود” منذ عام 2000، مشيرةً إلى معاناة أكثر من 16 مليون طفل في المنطقة من تغذية سيئة.
ووصل عدد الأطفال الذين يُعانون من زيادة الوزن في المنطقة إلى 5.4 مليون طفل، ما يشكل زيادة قدرها 3.4 مليون بالمقارنة مع عام 2000.
ويضع ذلك منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المرتبة الثانية في العالم للأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن.
وأيضاً، يعاني 11 مليون طفل تقريباً من سوء التغذية المزمن أو الحاد.
وأشارت المنظمة أن أولئك الذين يعانون من سوء التغذية الحاد، والذي يصل عددهم إلى 3.7 مليون طفل بالتحديد، أكثر عرضة للوفاة بـ11 مرة مقارنةً بالأطفال الذين يحظون بتغذية جيدة.
ويشكّل أطفال المجتمعات الأكثر فقراً وتهميشاً “الحصة الأكبر من بين مُجمل الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية”، وفقاً لما قاله المدير الإقليمي لليونيسيف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تيد شيبان.
ويؤدي ذلك إلى استمرار الفقر عبر الأجيال، حسب ما قاله شيبان، وشرح قائلاً: “الأطفال الذين يعانون من الجوع لا يستطيعون التركيز في المدرسة أوالتعلّم، كما أن الإمكانيات لكسب لقمة العيش بين أولئك الذين يعانون من التقزم تكون منخفضة بسبب نقص النمو”.
ويعاني المزيد من الأطفال حالياً من أشكال مختلفة من سوء التغذية، وذلك بسبب النزاعات التي تحصل في سوريا، واليمن، وليبيا، والسودان، وفقاً لما ذكره تقرير المنظمة.
وفي شمال غرب سوريا على سبيل المثال، يعاني حوالي ثلث مُجمل الحوامل والمرضعات بفقر الدم.
وأما في السودان، يُقدر عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية يصل إلى 2.3 مليون، وذلك بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية في البلاد.
وفي اليمن، يعاني 2 مليون طفل تقريباً من سوء التغذية الحاد، ومن بينهم حوالي 360 ألف طفل تحت عمر الـ5 أعوام. وأشارت المنظمة إلى أنهم “يصارعون من أجل البقاء على قيد الحياة”.
وعند عدم معاناة منطقة معينة من حالة نزاع أو حرب، لا يعني ذلك أن سوء التغذية غير موجود، إذ أشارت المنظمة إلى تهديد “الجوع الخفي” لبقاء الأطفال، ونموهم، وتطورهم العقلي.
و”الجوع الخفي” هو أحد الأشكال المختلفة لسوء التغذية، والذي ينتج عن “نقص المغذيات الدقيقة نتيجة الوجبات الغذائية الفقيرة”، وفقاً لما هو مذكور في التقرير.
وشرح شيبان قائلاً: “إن الأطعمة الأساسية ذات القيمة الغذائية المنخفضة، أي الأطعمة السريعة وغير الصحية، والمشروبات السكرية، وسياسات تدعيم الأغذية، والممارسات المتبعة في وضع الملصقات على المواد الغذائيّة وفي التسويق فشلت مجتمعةً في توفير وجبات صحية للأطفال سواء كان ذلك في المناطق الريفية الفقيرة أو في المدن في البلدان ذات الدخل المرتفع”.
ونتيجةً لذلك، هناك المزيد من الأطفال الذين لا يتناولون الطعام الصحي، ويعانون من نقص التغذية، أو زيادة في الوزن، حسب ما ذكره شيبان.
وأشار تقرير يونيسيف إلى أن تغذية الأطفال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لن تتحسن إلا خلال جهود الحكومات، والقطاع الخاص، والمانحين، وأولياء الأمور والقطاعات الرئيسية.