*عبدالباري طاهر :
خلق عظيم يمشي على قدمين . ابن المدينة تعز المحاصرة و المحروبة . المدينة التي نشرت التعليم الحديث كشقيقتها عدن . و نشرت المهن و الحرف في اليمن كلها . و مثلت الريادة في العمل السياسي المدني و النقابي و الدفاع عن الثورة و الجمهورية و الوحدة .
عبدالله المجاهد صوفي بالفطرة و السلوك . يعمل و لا يدعي و لا يتكلم . كطالب في دمشق كان يسهر على خدمة زملائه الطلاب و رفاقه في الحزب الاشتراكي كأم رؤم .
بعد عدة سنوات في العمل في المتحف الوطني يجد نفسه بلا وظيفة و لا راتب .
تتكرم الاستاذة هدى ابلان بادراج اسمه كموظف مستجد بعد عمل عدة اعوام .
و من جديد و بينما هو في القاهرة يعيش تحت رحمة الاكسجين يجد نفسه مرة اخرى بدون راتب .
لهذا المجاهد الرائع و الفادي دين في رقاب زملائه الفنانيين التشكيليين .
و دين اكبر في ذمام كل الصحف و المجلات التي صدرت في ربيع الوحدة اليمنية و ازدهار الحريات العامة و الديمقراطية و حرية الرأي و التعبير .
ابدعت ريشة ابن المجاهد ترويسة العشرات من هذه الصحف و المجلات و اسهم بدور ابداعي في الاخراج و المنشتتات لهذه الصحف .
يرقد ابن المجاهد مريضا في القاهرة و اسرته في صنعاء لا تجد قوت يومها و هو المحتاج للضروري لانقاض حياته و حياة اسرته له دين على الجميع على الحاكمين” كل الحاكمين ” و ما اكثرهم !
و له دين على الفنانيين التشكيليين و الصحفيين و ان كانت ظروف الغالبية منهم لا تختلف عن ظروفه .
اناشد الجميع الاخ وزير الثقافة و الاستاذة هدى ابلان و نقيب الصحفيين إعادة راتب المجاهد الذي اعطى و لم يأخذ و جاهد و لم يقتل و ضحى و لم يقل او يأخذ شيئا .