من قلب عدن انطلق أبطاله دفاعا عن الأرض والوطن، وإلى سهول الصبيحة وجبال المقاطرة وسفوح القبيطة امتدوا حاملين أرواحهم على أكفهم في مواجهة مليشيات الانقلاب ومشاريع الموت والخراب..
إنه اللواء الرابع مشاة جبلي، الذي جسد منذ تشكيله أهم مبادئ الثورة اليمنية الخالدة، ممثلا بـ»بناء جيش وطني قوي لحماية البلاد وحراسة مكاسبها»، وهو اليوم يقف على خطوط النار في مواجهة مليشيا الانقلاب الحوثي على امتداد المرتفعات الجبلية جنوب محافظة تعز، بعدما أسهم مع بقية وحدات الجيش الوطني المرابطة هناك في إلحاق الهزيمة بالمليشيا الانقلابية وإجبارها على التراجع عن المواقع التي تسللت إليها، وكانت من خلالها تقصف القرى والمساكن وتدمر الخدمات وتعطل الحياة العامة في مديريات المقاطرة والشمايتين وطور الباحة، علاوة على كونها شكلت أكبر تهديد على المناطق المحررة بما فيها العاصمة المؤقتة عدن.
يقول المقدم/ نعمان دوكم الصبيحي قائد كتيبة الدفاع الجوي في اللواء الرابع مشاة جبلي لـ«26 سبتمبر»: إن أفراد اللواء وبقيادة قائد اللواء العميد أبوبكر الجبولي كان لهم دور بارز في تحرير عدن مع إخوانهم ورفاقهم في المقاومة والجيش الوطني، كما كان لهم دور أيضا في تحرير محافظة لحج ، مشكلين مع بقية ووحدات وألوية المنطقة العسكرية الرابعة حائط الصد في وجه المليشيات الانقلابية المدعومة من إيران، وقدم اللواء – ولا يزال يقدم التضحيات الجسيمة في معركة استعادة الدولة والعمل على تثبيت دعائم الأمن والاستقرار، والتصدي لكافة الأعمال والممارسات التي تسعى لإثارة المشاكل وتعطيل مصالح المواطنين والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، وتعرقل جهود السلطات المحلية والأجهزة الأمنية في المحافظات والمناطق المحررة.
وعندما تفاقمت مخاطر المليشيا الانقلابية جراء تحشيدها المتواصل باتجاه مناطق الصبيحة عبر أكثر من جبهة تلقت قيادة اللواء أوامر القيادة العسكرية العليا، وبالتنسيق مع قيادة التحالف العربي لتتحرك شمالا تمنع تقدم قطعان الموت والقتل وتكبح جماحها، فكانت قواته البشرية والمادية عند حسن الظن وعلى مستوى المسؤولية الوطنية والعسكرية رغم كون اللواء حديث النشأة والتشكل ومنهك في الجبهات ، ومع ذلك فقد تلقنت المليشيا الحوثية على يدي أبطاله الميامين أقسى الدروس في الفداء والتضحية والدفاع عن الوطن، وهناك وجدت مليشيا إيران نفسها أقل وأضعف من أن تحقق أهدافها أو بعضا منها على الأقل حين كانت الهزيمة نصيبها والخيبة قدرها الذي لا مفر منه، تراجعت المليشيا الانقلابية امام تقدم أبطال اللواء الرابع مشاة جبلي بعدما كان الحوثيون يقفون على المرتفعات المطلة على طور الباحة والمناطق المجاورة، مستخدمين السلاح المتوسط والثقيل في قصف المناطق القريبة واستهداف المواطنين فيها، تراجعوا على وقع الضربات القوية والمقاومة الباسلة يجرون أذيال الهزيمة والخسران، فيما كان أبطال الجيش الوطني وفي طليعتهم قيادة وأفراد اللواء الرابع مشاة جبلي يواصلون طريق الانتصار على المليشيا الحوثية في كافة جبهات الصبيحة وماجاورها وصولا إلى أعالي المقاطرة وتخوم الاحكوم ومنع تراجع جبهة حيفان وانقاذها في العام 2016 وفي الاتجاه الغربي لمديرية الشمايتين كان ابطال اللواء هناك في الغيل وبني عمر وجردد وراسن والعلقمة وتخوم الوازعية لم يتردد اللواء من استلام تلك الجبهات بكل مافيها من معاناة فأعاد ترتيب صفوفها لتنال انتصارا عقب شهرين من التكليف في العام 2018.
وعن تموضع اللواء في الوقت الراهن يقول المقدم نعمان دوكم الصبيحي: إن اللواء حاليا يقوم بالمهام الوطنية المسندة إليه من قيادة القوات المسلحة وتتمثل في مواجهة مليشيا الانقلاب الحوثي في جبهات الاحكوم وما بقي من جبهات غرب بني عمر وجبال المقاطرة وتخوم جبهة المفاليس حارسا أمينا لطور الباحة من شمالها ليقف حائلا أمام أي تراجع في الجبهات أو محاولات تقدم للعدو الحوثي والعمل على استكمال تحرير المناطق التي لا تزال خاضعة لسيطرة المليشيا الانقلابية، وذلك ضمن الأعمال والمهام القتالية للمحور. مشيرا إلى دور اللواء في تأمين خط الامداد الوحيد بين عدن وتعز، وفي سبيل ذلك تمكن اللواء خلال السنوات القليلة الماضية من إنجاز مهمة القضاء على أعمال التقطع والتخريب مستغلة الظروف والأوضاع السابقة لتمعن في ارتكاب الجرائم وممارسة أعمال النهب والفوضى لتتزامن في ذلك مع مواقف المليشيا الحوثية.
وفي حديثه يشيد المقدم دوكم الصبيحي بمستوى المسؤولية العالي لدى المواطنين في الصبيحة والمقاطرة والشمايتين ودور الشخصيات والوجاهات الاجتماعية في تلك المناطق لتعاونهم مع الجيش والأجهزة المختصة الاخرى في إرساء الأمن والاستقرار والتصدي للعصابات الخارجة عن النظام والقانون.
وأوضح القائد دوكم إن اللواء إلى جانب دوره في التصدي ومواجهة المليشيا المدعومة من طهران واستعادة الدولة ومؤسساتها، فإنه يشكل ركيزة مهمة في حفظ الأمن والاستقرار في محافظتي لحج وتعز، وقيادة اللواء تعد جزءا من اللجنة الأمنية في المحافظتين، ومن هنا أسهم اللواء في تنفيذ توجيهات القيادة العليا وبالتعاون مع المؤسسات الحكومية والجهات الرسمية ذات الصلة في المحافظة على مؤسسات الدولة وحفظ الممتلكات العامة والخاصة ومواجهة التشكيلات المسلحة الخارجة عن سيطرة الدولة والتي حاولت إثارة المشاكل باعتداءاتها المتكررة على مباني الدولة والمرافق الحكومية ومصالح المواطنين لعرقلة جهود استكمال التحرير وخدمة الانقلاب الحوثي من خلال فتح جبهات ومعارك ثانوية لا يجني منها الوطن سوى الخراب والدمار وإطالة أمد الانقلاب الحوثي ومنحه عوامل بقاء جديدة ونقاط تفوق تمنحه القدرة على مواصلة حربه ضد اليمن واليمنيين في مختلف المحافظات.
وقال المقدم نعمان دوكم الصبيحي: إن اللواء في ظل قيادته الفذة ممثلة بالعميد أبوبكر الجبولي يقف صفا متماسكا وبكل شجاعة واعتزاز خلف القيادة السياسية والعسكرية ممثلة بفخامة الرئيس القائد/ المشير الركن عبدربه منصور هادي- رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن، في سبيل استعادة الدولة واستكمال تحرير كافة تراب الوطن اليمني من سيطرة المليشيا الانقلابية، وبكل قوة وحزم لاتقبل المساومة في مواجهة المشاريع العنصرية والمناطقية التي تمثل الوجه الآخر للانقلاب الحوثي، مهما اختلفت أشكالها وتنوعت مسمياتها، مؤكدا على أن القوات المسلحة والجيش الوطني –واللواء الرابع مشاة جبلي جزء منها- لن يكون إلا في صف الوطن والمشروع الوطني، ومع قيادته الشرعية وحراسة مكتسبات الثورة اليمنية الخالدة سبتمبر وأكتوبر.