*عبدالباري طاهر:
فؤاد المقطري
عبد الجليل البركاني
طارق سعد الحميدي
هؤلاء الثلاثة البرره كانت لهم خيمة في ساحة الستين . و كانوا من أوائل النازلين لساحة الاحتجاج الداعية لاسقاط النظام .
اطلقوا على تجمعهم “المرابطون ” . أصدروا صحيفة لتجمعهم الاحتجاجي . و عدة بيانات و ندوات .
قاموا في الساحة بنشاط فكري و سياسي .
مثلوا قناة تواصل و ربط بين ساحة الستين “الثورة ” و ساحة “الحرية ” في تعز . كانوا على تواصل مستمر في الساحتين . يتحركون هنا و هناك لدعم نضال الساحات المحتجة و الثائرة المطالبة برحيل الفساد و الاستبداد .
الثلاثة كانوا ضمائر نقية و حية في مواجهة الظلم و الطغيان . انغمسوا في عمق الاحتجاج . و مثلوا رؤية مستقلة و صادقة بعيدا عن الصراعات البائسة التي دمغت صراعات الاسلام السياسي بشقيه ، كانت مجموعتهم “المرابطون ” ذات طبيعة نوعية و فتية . و استطاعوا تبوأ مكانة مرموقة و جاذبة .
في إحدى الرحلات المكوكية بين ساحتي الثورة في صنعاء و الحرية بتعز . و في ساعة متأخره من الليل
و الليل للعاشقين و العباد و الثائرين مجنة . في إحدى الليالي و كانوا عائدين من ساحة الحرية الى ساحة الثورة تعرضوا لحادث مؤلم و فاجع .
استشهد الثلاثة : فؤاد المقطري ، و عبد الجليل البركاني . و فقد طارق عينه .
حينها كان حريق الحرية بتعز قد طال الخيام و البشر و الحجر . و كانت مذبحة جمعة الكرامة قد قتلت الكثيرين .
جرى اغتيال الثورة بانظمام جزء من قتلة الثورة و الثوار الى الساحة و بالتهليل و التكبير بهؤلاء المنظمين “المتربصين ” الذين سموا حينها “حماة الثورة ” . و سمي قائدهم خالد ابن الوليد . يومها أي يوم ٢٢ مارس من العام 2011م هو بداية الانقلاب على الثورة . و اختطافها . من يومها تحول الصراع من احتجاج سلمي ضد الفساد و الاستبداد و الظلم و الطغيان الى صراع بين اقطاب الحكم و محازبيهم على اعادة الاقتسام بين شركاء حكم الثلاثة و الثلاثين عاما .
و هو الانحراف الذي ترتبت عليه و نجمت عنه كل الكوارث التي نعيش . و إن كانت الجريمة لا تبرر الجريمة أو بالاحرى لا تبرر “الجرائم ” !
طغى الانشغال بالتقاسم و الغوص في الفساد . و غيبت مطالب الشعب و ثورة الربيع العربي . و بدأ كل طرف يحد اسلحته لنهب المال و السلطان . و اطفاء جذوة الثورة الشعبية السلمية . غيبت الارادة الشعبية الحقيقية ، و تناسينا دماء الشهداء . و لم يلتفت أحد الى اسرهم . و تركت جراح الفادين تنزف و تتعفن . و أحلامهم تذوى و تموت .
القصة طويلة كطول معاناة ثورة الربيع العربي في اليمن .
و قضية البركاني و المقطري و طارق الحميدي ليست الا أنموذجا لمئات و الآف النماذج الحزبية و الفاجعة .
* اتناول قضية العزيز طارق كواحدة من مئات و الآف القضايا .
فقد فقد رفقي دربه . و فقد عينه ، و لم يجد الاهتمام بالمعالجة . فصبر و احتسب .
لا تقف جرائم الثورة المضادة عند حد .
عاد الحكم القديم كابشع مايكون . عاد بصورة ثأرية و انتقامية ليس ضد حلفائه و شركائه بالامس فحسب و انما و بصورة راعبة ضد الشعب و المطالب الديمقراطية و الحقوقية . و ضد الشباب و المرأة و الفئات و الاشخاص الذين نزلوا الى ساحة الاحتجاج بل و كل فئات
و شرائح الشعب .
و لم يكن طارق الا واحدا منهم . فبعد بضعة أشهر يختطف ابنه “سهيل ” و هو عائد من المدرسة . و يغيب قسريا لعدة أسابيع .
و بعد مراجعة قيادات في انصار الله جرى رمي الطفل ذي السبعة عشر عاما في مكان ناء من مدينة صنعاء بعد إطلاق الرصاص على قدمه . و حقنه بابرة لا يعلم ما بها .
بعد بضعة اشهر عاودت المليشيات اختطاف سهيل و تغيبه عدة اسابيع ثم افرج عنه ليدخل الولد و امه في اغماءات متكررة و متواصلة . و كل جريمة الاسرة مشاركة عائلهم في الثورة الشعبية السلمية .
و كتاباته كصحفي ناقد لجرائم الحرب . و استباحة المال العام . و قمع الحريات العامة و الديمقراطية و حرية الرأي و التعبير .