قرار مجلس حقوق الإنسان الدولى الخاص باليمن بتجديد ولاية فريق الخبراء الدوليين والإقليميين البارزين لمدة سنة أخرى- رغم الملاحظات المهنيه على أداء هذا الفريق- يكشف أن الحكومات أفسدت هذه الآلية الدولية التى كانت الشعوب تعتقد أنها وجدت لنصرة قصيه حقوق الإنسان وإرساء العدالة الدولية بعيد عن التسيس.
وكنت أعتقد أنه بعد انسحاب الولايات المتحده الأمريكية من المجلس سوف تقل درجة التسيس فى القضايا الحقوقية ولكن ما تضمنه تقرير الخبراء الثانى والذى لبعضهم موقف مسبق فى الأزمة اليمنية وخاصة ضد تحالف دعم الشرعية كشف أن السياسة والانحياز هو المسيطر حتى فى صياغة التقرير.
فقد واجه هذا الفريق اعتراضات قوية من جميع المنظمات الحقوقية اليمنية وغير اليمنية لأنه افتقد للمهنية عندما تجاهل فى الأساس السبب الحقيقى للأزمة اليمنية وساوى بين الجانى والمجنى عليه، وتجاهل المئات من وقائع وفظائع من الانتهاكات التى شهدتها اليمن منذ انقلاب الحوثى على الشرعية
وكان يجب على المجلس أن يطلب من الفريق التنحى واختيار شخصيات جديدة تمتاز بالحياد ولا يكون لها موقف مسبق وغير متربطة بطرف من أطراف الصراع بأى شكل سواء كانت هذه العلاقة سابقة لعضوية الفريق أو أثناء عمله فى الفريق.
كما أن تقرير الخبراء جاء هذه المرة مخيبًا للآمال، لأنه لم يستطع إدانة منتهكى حقوق الإنسان بقوة لأنه افتقد لأبسط قواعد الرصد والتوثيق لانتهاكات حقوق الإنسان واستخدامه مصطلحات سياسية منحازة فى توصيف الأحداث، متخليًا عن اللغة المحايدة التى تمتاز بها التقارير الأممية المشابهة لهذا التقرير،
فاليمن تعانى منذ 5 سنوات من صراع مرير بسبب انقلاب ميليشيات الحوثى بالتعاون مع الرئيس المغتال على عبدالله صالح على الشرعية وعلى الحوار الوطنى، ولأن الجيش اليمنى جيش كان وقتها مناطقيًا وفئويًا ومرتبطًا بأشخاص قادته أو بأحزاب سياسية فقد قام قادة الجيش بتسليم أغلب المدن والمحافظات اليمنية لقوات الحوثى– صالح وبدء الصراع الدموى وقتها، والضحية دائمًا هم الفقراء من أبناء هذا البلد، فالأغنياء والمقتدرون هربوا بأبنائهم إلى خارج اليمن أو إلى المحافظات التى لم يصلها حلف الحوثى- صالح ونجد أرقامًا مفزعة، فهناك 22 مليون يمنى تحت خط الفقر يعانون الجوع، منهم 3 ملايين طفل يعانون من نقص التغذية بجانب انتشار الأوبئة، مثل الكوليرا والتيفود وحمى الضنك وحرمان أكثر من مليون طفل من التعليم بعد تحويل المدارس والجامعات إلى مخازن للسلاح، و.. انهيار فى الخدمات العامة حتى فى المحافظات التى تم تحريرها من سيطرة الحوثيين.
بجانب صراع داخلى بين أطراف فى الشرعية بسبب الولاءات الخارجية، وأبرزها الصراع بين ميليشيات حزب الإصلاح الإخوانى والمجلس الانتقالى، أو بين الإصلاح والسلفيين فى عدن وتعز، فمازال بعض الفصائل العسكرية المحسوبة على الجيش اليمنى الرسمى تأخذ تعليماتها من خارج وزارة الدفاع اليمنية
الحل فى اليمن واضح وهو إبعاد إيران عن المعادلة الداخلية وقطع يدها ووقف العبث بالمنطقة، لأن إيران تحولت إلى عدو للشعب اليمنى بعد أن كانت صديقَا له بسبب دعمها الواضح للميليشيات الحوثية بالسلاح والمال والتدريب، فإيران وميليشياتها فى المنطقة ترفع شعارات، وتفعل عكسها، سواء فى العراق أو لبنان أو اليمن أو غزة، فهى ترفع شعارات رنانة ضد العدو الصهيونى وضد أمريكا، وفى النهاية يكون سلاحها موجهًا لأبناء الوطن العربى فى دول الجوار
يجب على اليمنيين أن يعوا أن مصلحتهم فى الوحدة تجاه عدو حقيقى لهم يريد تدويل اليمن إلى دولة مذهبية طائفية وتهديد دول الجوار والسيطرة على كل شيء فى المنطقة المحيطة بهدف تحقيق الحلم الإيرانى: الدولة الشيعية الكبرى.
نقلا عن جريدة الوفد المصريه