كشفت السعودية الجمعة للمرة الأولى لوسائل إعلام عالمية حجم الأضرار التي لحقت بالمنشأتين النفطيتين اللتين تعرّضتا لهجوم في 14 سبتمبر،التابعتين لشركة ارامكو العملاقه
واكدت المملكه تصميمها على استعادة إنتاجها بشكل كامل، رغم تصاعد التوترات في المنطقة.
في منشأة خريص النفطية الواقعة في شرق السعودية، قال مسؤول في مجموعة “أرامكو” النفطية السعودية العملاقة التي تدير الموقع، إن المنشأة تعرضت لأربع ضربات ، واندلعت فيها حرائق استمرت خمس ساعات. وتسبب ذلك بخفض إلى النصف انتاج الذهب الأسود في الدولة الأولى المصدّرة للنفط الخام في العالم، وبرفع الأسعار.
ونُظمت زيارة الصحافيين للموقع غداة جولة في المنطقة لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي بدا كأنه يريد تهدئة الأوضاع مؤكداً أن بلاده ترغب بـ”حل سلمي” مع إيران، التي وجّهت إليها واشنطن والرياض الاتهام بالوقوف خلف الهجمات.
وشاهد الصحافيون الذين وُجّهت إليهم دعوة لمعاينة الأضرار، دماراً كبيراً في المنشأة حيث رأوا رافعات وسط حطام متفحّم على إثر الهجمات التي تبنّاها المتمردون الحوثيون المدعومون من طهران.
وكان أخصائيون تقنيون يعملون على تقدير حجم الأضرار الهائلة التي لحقت ببرج معدني يُستخدم لإزالة الغاز المذاب وكبريتيد الهيدروجين من النفط.
وقال أحد المسؤولين في شركة “أرامكو” فهد عبد الكريم إن خلال الهجوم “كان هناك ما يتراوح بين 200 و300 شخص داخل المنشأة”.
– “سنعود أقوى من قبل” –
وأضاف عبد الكريم الذي جال مع الصحافيين داخل الموقع “لم يصب أحد بجروح”، إلا أن الأضرار المادية كبيرة: فقد لوحظ تغيّر في شكل أنابيب معدنية ضخمة جراء الانفجارات انتشرت في الموقع المستهدف.
وبحسب السلطات السعودية، استُخدم ما لا يقلّ عن 18 طائرة مسيّرة وسبعة صواريخ كروز في الهجمات.
ورغم حجم الأضرار، ما زالت أرامكو متفائلة بشأن استئناف الإنتاج بشكل كامل بحلول نهاية الشهر الجاري.
وقال عبد الكريم “تمّ تشكيل فريق طوارئ لتصليح المعمل وإعادة إطلاق الأنشطة وإعادة (الإنتاج) إلى مستواه المعتاد”.
وتابع “في أقلّ من 24 ساعة، عاد ثلاثون بالمئة من المعمل إلى العمل”، مشيراً إلى أن “الانتاج سيكون في المستوى الذي كان عليه قبل الهجوم بحلول نهاية الشهر”.
وقال “سنعود أقوى من قبل”، بينما كان الصحافيون يستعدّون لزيارة الموقع المستهدف الثاني في بقيق.
وقد ظهرت أنابيب منصهرة ومعدات محترقة، شاهدها الصحفيون وفي بقيق، وهي أحد أكبر معامل معالجة النفط في العالم، شاهد مراسلون برجا للتثبيت متفحما ومتشققا.
وفي منشأة خريص إلى الغرب،تجري أعمال إصلاح جارية ورافعات أقيمت حول عمودي تثبيت محترقين، يشكلان جزءا من وحدات لفصل الغاز عن النفط، وأنابيب منصهرة.وتحرك عمال يرتدون سترات حمراء وخوذات بيضاء في أنحاء الموقع وهو مجمع كبير بحجم عدة ملاعب لكرة القدم يضم هياكل مترابطة من الأنابيب والأبراج.
وكانت هناك كومة من الحطام المتفحم على الأرض. وقال مسؤول تنفيذي إن الركام المحترق كان يغطى جزءا كبيرا من الأرض ولكن الآن لم يتبق سوى كومة صغيرة.