ننشر نص تقرير مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان حول الحصار القاتل، علي محافظة تعز، وفيما يلي نص التقرير:
تعز قصف ممنهج
تشهد محافظة تعز ” جنوب غربي اليمن ” منذ اقتحامها من قبل مليشيا الحوثي أواخر مارس 2015 وحتى اليوم أعنف قصف بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة على الاحياء المدنية المكتظة بالسكان البالغ عددهم حوالي 3 ملايين نسمة من قبل عناصر تلك المليشيا والذي نتج عنه سقوط المئات من الضحايا المدنيين بين قتيل وجريح معظمهم من الأطفال.
ونالت تعز ” ثالث أكبر مدينة يمنية” جراء ذلك القصف النصيب الأعلى في عدد الضحايا المدنيين على مستوى اليمن، حيث تركز مليشيا الحوثي المحاصرة للمدنية منذ أكثر من أربعة أعوام على استهداف كل ماهو حي في المحافظة عبر القصف والقنص وزراعة الألغام والعبوات الناسفة والتهجير والاختطاف والاعتقالات الجماعية وغيرها من وسائل الترهيب والقتل لتركيع المحافظة والسيطرة عليها.
وتعد تعز من أكثر المناطق تضررا في الحرب القائمة اليوم التي إذا ما توقفت وفك الحصار الجائر حولها فإن الانتهاكات الحاصلة في اليمن ستنخفض بنسبة عالية جدا.
وتتعرض تعز لاستهداف ممنهج من قبل الحوثي الذي يبدو أنه يثأر لنفسه من هذه المحافظة التي مثلت قاعدة إمداد ثورية هائلة؛ في فترة التحرر الوطني الذي مضى في ستينيات القرن المنصرم، في مسارين متوازيين؛ أحدهما انتهى بالإطاحة بنظام الإمامة الزيدية الطائفية المتخلفة في شمال البلاد، والثاني انتهى بنيل الاستقلال من الاستعمار البريطاني في جنوبها.
ولوحظ ان غالبية عمليات القصف المكثف والممنهج الذي تشنه مليشيا الحوثي يستهدف الاحياء المكتظة بالمدنيين والخالية من أي مظاهر مسلحة او تجمعات للمقاومة او الجيش الحكومي ممـا
يؤكــد تعمــد وإصــرار الميليشــيا علــى اســتهداف المدنييــن مســتغلة الصمــت الدولــي
المريـب إزاء مـا تقترفـه مـن جرائـم حـرب وإبـادة وجرائـم ضـد الإنسانية يعاقـب عليهـا القانـون الدولـي الإنساني.
وتستخدم مليشيا الحوثي في قصفها العشوائي والمكثف أنواعا مختلفة من القذائف وصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى مثل قذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا وصواريخ ثقيلة وبعيدة المدى مثل صواريخ سكود وصواريخ بدائية محلية الصنع ومضادات الطيران.
لا تتحرج مليشيا الحوثي في التبرير لقصفها المدنيين وخصوصا الاطفال اثناء تواجدهم في مدارسهم أو اثناء تجمعهم بالقرب من مساكنهم للعب واصفة إياهم في اكثر من تصريح او تقرير اعلامي بأنهم دواعش وقاعدة وجنجويد وخلافه.
وتمخضت مشاورات السويد الأخيرة حول اليمن عن قرارٍ يقضي بفتح ممرات إنسانية إلى مدينة تعز، الا ان شأن ذلك القرار كشأن كثير من القرارات والاتفاقيات التي تنقلب عليها مليشيا الحوثي وتتنصل من تنفيذها.
ارقام واحصائيات:
– وثق مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الانسان ارتكاب مليشيا الحوثي 73 مجزرة دموية جراء القصف بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة منذ أواخر مارس 2015 وحتى 31 يوليو 2019, سقط جراءها 135 قتيلا من المدنيين بينهم 43 طفلا و17 امرأة, واصيب 278 مدنيا بينهم 101 طفلا و23 امرأة.
– ارتكبت مليشيا الحوثي 8 مجازر دموية خلال الفترة 1 يناير حتى 31 يوليو هذا العام 2019 عبر القصف المباشر والمستهدف للأحياء السكنية الخالية من أي مظاهر مسلحة والتي أودت بحياة 22 مدنيا بينهم 12 طفلا وامرأة واصابة 42 مدنيا بينهم 14 طفلا وامرأتين.
– أدى القصف المتواصل للأحياء السكنية بشكل شبه يومي خلال الفترة 1 يناير حتى 31 يوليو هذا العام 2019 الى مقتل نحو 46 مدنيا بينهم 18 طفلا و5 نساء واصابة 121 مدنيا بينهم 45 طفلا واصابة 14 امرأة.
– وثق المركز مقتل نحو 1460 مدنيا بينهم 402 طفلا و164 امرأة، واصابة 6466 اخرين بينهم 1511 طفلا و608 امرأة، جراء القصف خلال الفترة من 22 مارس 2014 وحتى 31 يوليو 2019م ,
– وثق مركز المعلومات تضرر 776 ممتلكا عاما جراء القصف خلال الفترة من 22 مارس 2014 وحتى 31 يوليو 2019م ,دمر 528 ممتلكا جزئيا ودمر 248 ممتلكا كليا, كما تضرر 2677 ممتلكا خاصا, دمر 2055 ممتلكا جزئيا و622 ممتلكا كليا.
قصص إنسانية:
- فريد شوقي الذماري” (6 سنوات) ظهر في مقطع فيديو في 2015 وهو راقد على سرير مستشفى بعد أن أصيب بشظايا في رأسه في 13 من أكتوبر، وهو يتوسل بصوت هادئ للأطباء والدموع تتدفق من عينيه “لا تقبروناش” (لا تدفنوني)، أصيب فريد في رأسه وفي أماكن أخرى في جسده إثر قصف شنه الحوثيون استهدف حيا سكنيا في مدينة تعز، كما أفاد شهود عيان, ولقيت هذه الحادثة صدى واسع في وسائل الإعلام العالمية، خاصة بعد وفاة الطفل بعد عدة أيام من إصابته.
- في الــ 21 اكتوبر 2015 م تمام السـاعة الرابعـة عصرا اطلقت مليشيا الحوثي عددا من صواريـخ كاتيوشـا بالقرب مـن مدرسـة مجمـع هائـل للبنـات في المدينة القديمة وحـارة قبـة الحسـينية ووسـط شـارع 26 سـبتمبر قـرب مركـز المهيوب التجـاري وفي مسـتوصف المتحدين بحـي الضبوعـة ووسـط السـوق المركزي للخـضـروات والفواكــه وجــوار اســتديو عــدن للتصويــر ببــاب مــوىسى ووســط شــارع الجملـة خلـف البنـك العـربي وسـقط صـاروخ في حـي الإخوة محدثا اضرارا بالغـة ومجازر دموية حيث قتل جراءها نحو 15 مدنيا واصيب 81 مدنيا بالإضافة الى تدمير عدد من منازل المدنيين والمحلات التجارية.
- في العام 2017 وثق مركز المعلومات ارتكاب مليشيا الحوثي 9 مجازر دموية خلال ستة أيام فقط ” 21 – 26 مايو ” جراء قصف عنيف ومكثف اســتهدفت خلاله ثمانيــة أحيــاء ســكنية داخــل مدينــة تعــز والتي كانت خاليــة مــن أي أهــداف عســكرية
وأسـفرت تلـك المجازر عـن مقتـل نحو 17 مدني بينهـم امرأتيـن وأربعـة أطفـال وأربعـة اعلاميين فيمــا أصيــب 37 مدنيــا بينهــم 6 نســاء و 9 أطفـال، موزعيــن على حــي الضبوعــة – البــاب الكبير- حــي صالة- حــي ثعبــات، حــي العســكري، حــي الجمهــوري، حــي الجحمليــة، حــي المحافظــة ( وجميعهــا تقــع فــي الجهــة الشــرقية للمدينــة).
في 25 من ابريل 2019 قتلت طالبتين وجرحت ثلاث طالبات جراء قصف مليشيا الحوثي المسلحة بشكل مباشر وعشوائي أثناء خروجهن من مدرسة الشهيد الحجري بمديرية المظفر غرب مدينة تعز وفي 28 من ابريل ايضا قتل خمسة أطفال وامهم وجرح ثلاثة آخرين في مجزرة اخرى لمليشيا الحوثي التي قصفت قرية مشرفة بصاروخ كاتيوشا في مديرية جبل حبشي غرب تعز سقط على منزل المواطن عبد الله المرادي.
- في 30 يونيو 2019 أطلقت مليشيا الحوثي قذيفة مدفعية على الاحياء السكنية بشعب الدبا حوض الاشراف بمديرية صالة أدت الى مقتل 5 مدنيين بينهم طفل واصابة 6 أخرين تم استهدافهم أثناء تجمعهم لاستلام مساعدات إغاثية.
- في 27 يوليو 2019 ارتكبت مليشيا الحوثي مجزرة حي الحميراء بصالة أصيب خلالها خمسة اطفال كلهم من اسرة واحدة.
وهم :
1- محمد طلال قاسم – إصابة خطيرة
2- رحمة عبد الباري محمود – إصابة خطيرة
3- محمود محمد محمود – مصاب
4- يوسف صلاح الدين محمود – مصاب
5- مجهول.
- وفي 28 يوليو 2019 قتل 3 اطفال واصيبت طفلة ومدني ، جراء قصف مليشيا الحوثي على حي الروضة شمال المدينة، بقذيفة مدفعية وهم :
1- زكريا خالد صالح حاتم – سنة ونصف – قتيل
2- موسى خالد صالح حاتم – 13 سنة – قتيل
3- خلود خالد صالح حاتم – 10 سنوات – قتيل
4- ذكرى علي حميد عبدالله – 5 سنوات – مصابة
5- رشدي خالد حسن صالح 38 سنة – مصاب.
التوصيات:
_ نطالب مليشيا الحوثي بالتوقف الفوري عن قصف الاحياء والقرى السكنية والمكتضة بالمدنيين .
_ نناشد مجلس حقوق الإنسان باتخاذ مايلزم لحماية المدنيين من القصف الممنهج من قبل الحوثيين واتخاذ التدابير اللازمة لايقافها.
_ نطالب مجلس الأمن بتطبيق قراراته بحق اليمن واهمها القرار ٢٢١٦ وملاحقة كل من ثبت ارتكابهم بالانتهاكات تجاه المدنيين وقصف المدن والاحياء السكنية بشكل مباشر.
_ نطالب الحكومة اليمنية بمعالجة الجرحى وتقديم الرعاية الطبية لهم ووضع برامج إعادة دمج في المجتمع للمعاقين نتيجة الإصابات.
_ التنسيق مع المانحين والمنظمات الإقليمية والدولية لتقديم المساعدات الاغاثية العاجلة لضحايا القصف والحصار بتعز.ر بتعز