عارف أبوحاتم :
“لا تتجمعوش بمكان واحد”.. صيحة يطلقها أطفال عدن عندما يلعبون الغميضة.. أطفال لديهم حس أمني أفضل من ذاك الموجود لدى قيادة المحافظة..
أسابيع طوال تمر والتفجير هو المداوم الوحيد في بوابة معسكر الصولبان، والانتحاري هو الملتزم الوحيد بمواعيد الدوام..
يفطر باكراً ويلبس جيداً ويقف في وسط الطابور دون أن يزاحم أحد وينفذ مهمته على أكمل وجه، بعدها بثلاث ساعات يكون مدير أمن عدن قد صحى وفتح قناة الحدث..
يتفاجئ، فيمسك الهاتف، ثم يصيح وهو ينفخ المالبورو: يا عبدالدايم أيحين ابن اي…. فجر نفسه!
تتعاقب تواريخ التفجيرات كل يومين مثل جدول امتحانات الثانوية، وقيادة عدن لا تزال سادرة في غيها، وكأن الأحداث هي بروفات لمسرحية رأس السنة القادمة.. المهم لا أحد يمس الذات الشلالية العيدروسية.
أن يتهرب المسئولين من اتخاذ المواقف الحاسمة فتلك احدى الطبائع الدنيئة لتجار الحروب، فتجار الديناميت يأسفون على عدد الأصابع التالفة أكثر كن أسفهم على الأرواح التي حصدتها تجارتهم.
من غير المعقول أو المقبول أن يجتمع الأبرياء كل أسبوع بنفس المكان لنفس السبب ويأتي الانتحاريون ويفجرون أنفسهم بنفس الطريقة، ثم بيان الانتخاري وهو يرفع السبابة اليمنى.. ومع ذلك لم تكلف القيادة الأمنية نفسها بتغيير شيء، على الأقل غيروا مكان التجمع خذوا أجهزة تفتيش ولو بدائية وأنقذوا ما أمكن.
يتساقط المعتوهين في مواقع التواصل وهم يحملون صور شلال مذيلة بعبارة “قاهر الدحابشة” وكأن وجود الشماليين في عدن (باعة وعمال وتجار وطلاب) هو الخطر الحقيقي على عدن!!
الصحفي أنيس منصور نشر قبل فترة احصائية كاملة لكل الارهابيين الذين فجروا انفسهم والسجناء والذين هربوا من السجن والارهابيين المحتملين خارج السجن وأماكن تجمعاتهم وهم 100% جنوبيين وأتهم قيادة أمن عدن بالتواطؤ!.. وبدلاً من أخذ تلك الاحصائية على محمل الجد ذهبوا يطبعون 200 صورة ملونة لأنيس ويتجمهرون لإحراقها!!.. هو إذن انتصار آخر يُضاف إلى رصيد القيادة الأمنية.
ليت مرتزقة الحراك الإيراني الذين تفرغوا لمهاجمة الشماليين يتحمسون بذات القدر لنقد أداء أجهزتهم الأمنية، عسى أن يكون صوتهم مسموعا، حتى وأن كان بلكنة فارسية!.
لابد أن أجدد دعوتي لقيادة الدولة الشرعية بتعزيز أمن عدن الحبيبة وزيادة اعتماد أفراد الأمن العام وتأهيلهم وتزويدهم بأحدث التقنيات وأحدث الدورات الأمنية.
الرحمة والخلود للشهداء والشفاء العاجل للجرحى ولنا ولأهاليهم الصبر والسلوان.