سليمان الدعيس :
حينَ وصلَ الحوثيونَ إلى إب ، أحضروا معاهم فُرشاً وبطانيات إضافية ليناموا في أرضية الصالة الرياضية المُغلقة ، التي تقعُ بجوارِ جامعة إب ، وأيضاً في جامعة إب ، وكذلكَ في حوشِ الجامعة الذي لا ينتهي ، وفعلياً ، لقد سيطر الحوثيونَ على مبنى المُحافظة في إب ، وكذلك مباني جامعة إب ، وبقية مباني الحكومة كلها .
قبل أسابيع ، ناشدَ عميد جامعة إب ، المنصوب ، قائلاً للمواطنين أن يحتشدوا للتظاهرِ أمام الجامعة لمنع عمليةِ تحويل ملكية قطعة أرض كبيرة وثمينة ، من أملاك الدولة ، إلى ملكِ شخصٍ ما ، جاءَ بعقدِ إجارة ، بالتعاون مع عبدالواحد صلاح ، المُحافظ ، وذلكَ للضغطِ على الجامعة أن تقومَ بإعادةِ قطعة الأرضِ للمواطن ..
مهلاً .. لنعد إلى البداية .
جميعنا نعرفُ أن الحوثيين لصوص ، ونعرفُ أن عبدالواحد صلاح ، مُحافظ محافظة إب ، لص هو الآخر ، لا يختلفُ عن الطاقمِ الذي يحكمُ المدينة بشيء ، لصوص هذا بإسمِ الدينِ وهذا بإسمِ الوطن ، وهذا بإسمِ الدينِ والوطنِ معاً ، وذاك ، لصٌ بلا إسم ، يكفي فقط أنهُ هاشمي ومشرف لدى المسيرة القرآنية ، ليسرقَ ما يشاء ، وليسَ هذا موضوعنا بصورةٍ مباشرة وإن تحدثنا عنهُ خلال الأعماق ، مثلَ أن عبدالواحد صلاح ، مُحافظ المُحافظة ، جاءَ إليهِ شخص ، أو ذهبَ إلى شخص ، المهم أن هُنالك شخص ، أعتقدُ أنهُ الشهاري ، وتمَ ذكرُ هذا الشخصِ ضمنَ قائمةِ الخمسة عشرَ رجلاً الذين عرقلوا مسألة تسوية الأراضي التي نهبها قيادة حزب المؤتمر من الجنوب بعد حرب الإنفصال 1994م ، المهم أن هذا الشخص ، صاحبِ السوابق والمُحترف في مجالِ الأراضي ، جاءَ بخطة ، أو عبدالواحد صلاح طلعت في رأسهِ الخطة ، وجاءَ بالمُحترفين ليطبقوها ، المهم أنهُ تكونت خُطة .
كانت الخطة تقول : أن يقوموا بتزويرِ عقدِ إيجار ، إستأجرت بضوئهِ الجامعة من المواطن فلان قطعة الأرض تلك ، لمدة من السنين ، وفي منتصفِ السنين توقفتِ الجامعةُ عن سدادِ إيجاراتها ، وكانَ العقابُ هوَ : إعطاءُ الجامعة مُهلةً لسدادِ مبلغ مالي ( ضخم جداً ) ، أو بعدَ فترةٍ تعودُ ملكية الأرض إلى المواطن فلان ! وعميد الجامعة ، لم يصبر فكشفَ ما يوجدُ أمامه ، وتم عرقلةُ عمليةِ النصبِ والإحتيال تلك ، لأنها عملية غير قانونية أساساً حتى لو كان عقد الإيجار صحيح ، وذلكَ أن المُخاطبَ هُنا ليسَ الجامعة وإنما مصلحة أملاك الدولة ، وكذلكَ أن المُفترضَ أن مثلَ هذه القرارات لا تحصلُ هكذا ، إفعل هكذا أو إفعل هكذا ، أعني السُلطة المحلية لا أعتقدُ أنها ستفضلُ مُواطناً مشهوراً بالإحتيال العقاري ، أكثرَ من جامعة إب والتي يستفيدُ من البُقعة المُتخالفِ عليها الكثيرُ من الطلبة وشمعدانات المُستقبل ، المهم أن السلطة المحلية ، كانت مع المواطن اللص في تلك العملية ، تلكَ العملية التي كانت ستمثلُ عملية النصبِ الكبرى ، لجميعِ المُشاركين ، منها أن الأرض ، يُقدرُ مجموع ثمنها إذا ما تم بيعها بأكملها ، فوقَ المليار ريال ، على الأقل !
مؤخراً ، اليوم أو البارحة ، سمعنا أن الخزنة السرية لمقر جامعة إب تم سرقتها ، ياي ، ياللهول ، دخلَ مجموعة من اللصوص ، من أمامِ البوابات التي يحرسها وينام ويأكل ويشرب فيها أفراد حوثيين ، وتسللوا ، عبرَ طُرقاتِ الجامعة ، على سيارة بالطبعِ لأنهم سيحملونَ مُعدات ، بدونِ أن يُلاحظهم أحد ، ووصلوا إلى المبنى المالي ، واقتحموا الباب ، عفواً النافذة ، وقاموا بتشغيل ماكينة لحام ، أو ماكينة قطع حديد لأنهم قطعوا أعمدة الحديد في الشباك ، ثمَ دخلوا ، وقاموا بإيجادِ كهرباء ، وتشغيلِ ماكينةٍ أخرى ، لقطعِ الخزنة التي تحوي الأموال ، وبعدها ، قاموا بتحميلِ الأموال ، وإعادة الآلات إلى مركبتهم ، ثمَ غادروا ، بعدَ أن قاموا بسرقةِ ما يُقارب 210.000.000 ريال ، وصلى الله وبارك ، على محمد ، وتيتة تيتة خلصت الحدوتة .
في محلِ الصرافة في الشارع المجاورِ للجامعة ، لا تحتوي خزنةُ المحلِ على 100.000.000 ريال ، إذ أن المحل يقوم بالتواصلِ طوالَ الوقتِ مع البنكِ لسحبِ المال أو إيداعِ المال ، لكن في جامعة إب ، والتي هيَ مؤسسة حكومية ينبغي أن تتعاملَ بالشيكاتِ مع البنوكِ لا بالكاش ، هُنالك أكثرُ من مائتين وعشرة ملايين ريال ، ريال ينطح ريال ، وقليل من الدولارات ! تخيلوا ؟ تخيلتم ؟ في الحقيقة أنا لا أعتقدُ أنهُ كانَ هُنالكَ مالٌ في الأساس ، أعتقدُ أن عملية السرقة هذه يُرادُ ضرب عصفورين بها ، عصفورٌ وهو تغطية المبالغ المأخوذة من صندوقِ الجامعة أو لتغطية عجوزات مالية للسرق هناك ، والعصفور الآخر هو لزعزعة مناصبِ الجامعة وإقالة العميد ، الرجل الذي قامَ بتخريبِ أكبرِ عملية نصب كانت ستحصلُ في محافظة إب !