الأحداث الدامية التي شهدتها عدن وأبين فضحت التنسيق غير المعلن بين المليشيا الحوثية والتنظيمات الإرهابية (داعش ,والقاعدة )
ووفق تقرير لموقع الجيش الوطني” ستمبر نت” بؤكد هذه العلاقه دونما ذكر لعلاقه جماعة الاخوان والتي يمثلها حزب الاصلاح بتنظيمي القاعده ودا عش هي التهمه التي يوجهها المجلس الانتقالي
يشير التقرير الي انه ليس الحظ ولا يد القدر ولا الصدفة الذي جعلت الهجمات الإرهابية التي نفذتها مليشيا الحوثي المدعومة من إيران على معسكر الجلاء في مديرية البريقة غرب مدينة عدن ، وهجوم تنظيم «داعش» على مركز شرطة الشيخ عثمان في المدينة، وهجوم عناصر تنظيم القاعدة على معسكر للحزام الأمني في محافظة أبين تتزامن.
فالعلاقة بين مليشيا الحوثي والتنظيمات الإرهابية (داعش ,والقاعدة ) لم تعد مخفية على احد رغم الخطاب العدائي الذي تشنه هذه التنظيمات ضد بعضها بهدف كسب الأنصار وتبرير العمليات التي تقوم بها؛ فالجميع يعلم أن عناصر الإرهاب (داعش والقاعدة) لم تنفذ ولو عملية واحدة ضد مليشيا الحوثي منذ الانقلاب على الشرعية، وكذلك العكس، وان العمليات الإرهابية تركزت في مناطق الشرعية وطالت مسؤولين مدنيين وعسكريين مؤيدين للشرعية، واستهدفت وحدات عسكرية وأمنية تقاتل مليشيا الحوثي التي تظهر داعش والقاعدة خطاباً عدائياً زائفاً ضدها.
وما يثبت واحدية الجماعات الإرهابية ( الحوثي وداعش والقاعدة ) وقوة العلاقة بينهما: الاجتماعات المستمرة وتبادل الخبرات؛ فمنذ تحرير عدن من سيطرة مليشيا الحوثي ومدن ساحل حضرموت من سيطرة القاعدة وتطهير مناطق غرب المكلا ومناطق محافظتي شبوة وابين من عناصر القاعدة، وداعش، نقلت عناصر التنظيمين الإرهابيين(داعش ,القاعدة) مركز قياداتهما الى مناطق محافظة البيضاء الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، وأقام التنظيمان الإرهابيان معسكرات كبيرة وجلبا أنصاراً واتباعاً للتدريب على القتال وصناعة المتفجرات والعمليات الانتحارية، وبالتنسيق مع مليشيا الحوثي المتمردة التي يتبادلون معها الخبراء والمدربين والعناصر والأهداف، ولم يخوضا أي مواجهات معها منذ سنوات.
خداع وتضليل
لقد حاول الحوثيون تضليل المجتمع الدولي والشارع اليمني حين اجتاح بعناصره الارهابية بعض المدن اليمنية وأبرزها تعز ومدن الجنوب ومارب والبيضاء والجوف وشبوة تحت ذريعة محاربة ما أسماهم بـ»الدواعش» وهو تضليل إعلامي مكشوف، بحسب مراقبين وبحسب الأحداث على الأرض والواقع.
أما تنظيم القاعدة وداعش فقد أعلن محاربة أمريكا والحوثيين في أكثر من خطاب إلا انه رغم ذلك استمر يستهدف قوات الشرعية والتحالف العربي في بعض المحافظات، ولم ينفذ أي هجمة ضد المليشيا الحوثية، بل إنه على العكس من ذلك تماماً هدأ من نشاطاته في كل المناطق التي غزاها الحوثيون وتعايشوا مع بعض، ولم ينفذ احدهما على الآخر أية هجمات رغم ما يتم إعلانه من عداء بين الطرفين، إلا أنها ظلت تصريحات في الهواء.
شهود العلاقة الإرهابية
الحكومة اليمنية الشرعية تدرك علاقة مليشيا الحوثي بالتنظيمات الإرهابية (داعش والقاعدة )، وتدرك علاقة هذه التنظيمات بإيران الممول الرسمي والراعي لهم، وأكدت في أكثر من تصرح رسمي كما أكد عدد من القيادات الأمنية والعسكرية ألقت القبض على عدد من الخلايا الإرهابية التي أثبتت التحقيقات صلتها ببعض.
ففي مطلع العام الجاري، كشف تقرير حكومي وقوف مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران وراء تنفيذ العديد من عمليات إرهابية في العاصمة عدن وبعض المحافظات المحررة تحت اسم «تنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين»، لزعزعة الأمن والاستقرار، وإظهار الحكومة الشرعية والأجهزة الأمنية غير قادرة على تأدية مهام عملها.
وفي تصريح سابق أكد وكيل أول وزارة الداخلية محمد الشريف، أن الوزارة رصدت «أدلة دامغة» عن أعمال تنسيق تجري على الأرض لمواجهة الجيش، بين قيادات الجماعات الإرهابية في اليمن «القاعدة وداعش» من جهة، وبين الحوثيين من جهة أخرى، بدعم وتمويل من إيران، لوقف تقدم الجيش، ولنشر الفوضى وتقويض الأمن في اليمن.
ومن الأدلة: القبض على خلية إرهابية لتنفيذ اغتيالات في بداية العام الجاري، حيث تمكنت قوات الأمن في محافظة لحج من إلقاء القبض على خلية إرهابية لتنفيذ اغتيالات وعمليات إرهابية استهدفت قيادات أمنية وعسكرية في العاصمة عدن ممولة من مليشيا الحوثي الإيرانية.
الخلية اعترفت بتلقيها تدريبات في محافظتي ذمار وصنعاء على أيدي قيادات حوثية لتنفيذ عمليات اغتيالات وتفجيرات في العاصمة عدن وبقية محافظات الجنوب، بهدف زعزعة الأمن والاستقرار وإقلاق السكينة العامة للمواطنين، واعترافها بتنفيذ عمليات اغتيالات وتفجيرات استهدفت قيادات عسكرية وأمنية في العاصمة عدن».
سفير السعودية لدى اليمن، محمد آل جابر،اتهم إيران بالتخطيط للسيطرة على اليمن بهدف تقوية تنظيمي «داعش» و»القاعدة»، كما فعلت في العراق وسوريا، ثم تدعي محاربتها للتنظيمات الإرهابية أمام المجتمع الدولي، كذريعة للحصول على الدعم والتأييد الدولي، وهو ما عمل التحالف على إفشال ذلك المخطط. وبات واضحاً منذ الوهلة الأولى دعم إيران للتنظيمين خاصة القاعدة منذ غزو أفغانستان عام 2001، وقدمت للقاعدة الدعم والمأوى واستخدمته كورقة ضاغطة لتنفيذ أجندتها في المنطقة، الأمر الذي دعا القاعدة لتعميم بين أنصاره تجنب أي استهداف لإيران، ومن باب آخر تجنب استهداف أذرعه في المنطقة كالحوثيين وحزب الله في لبنان.
المتحدث باسم التحالف العربي تركي المالكي قال: إن قوات التحالف لديها معلومات تدل على تعاون وتنسيق مستمر بين الحوثيين وداعش، وأن هناك رغبة من قبل الطرفين اللذين يواجهان خسائر كبيرة إثر الضربات القوية التي يوجهها التحالف العربي والجيش الوطني اليمني لكل منها والتي كان آخرها القبض على زعيم تنظيم داعش باليمن، المدعو «أبو أسامة المهاجر».
الخبراء الدوليين كشفوا خلال شهر فبراير الماضي، في تقرير رفع إلى مجلس الأمن عن تنسيق مليشيا الحوثي مع تنظيمي القاعدة وداعش في اليمن، وان بينهما انسجاماً تكتيكياً في بعض المناطق اليمنية التي تلتقي فيها مصالح هذه الأطراف.
وأشار التقرير إلى شبكات تهريب للسلاح والمعدات عبر البحر الأحمر دعما لتنظيم القاعدة، وإفساح المجال للتدفقات المالية لأعضاء تنظيم داعش في اليمن القادمة تهريبا عبر البحر الأحمر إلى الحديدة والسواحل الباقية تحت سيطرة المليشيا الحوثية.
وفي التقرير الثالث والعشرين المرفوع لمجلس الأمن من فريق الدعم التحليلي الدولي بشأن تنظيم (داعش) وتنظيم القاعدة ومن يرتبط بهما من أفراد وكيانات؛ أكد الخبراء الدوليون استقاءهم معلومات مؤكدة عن أن الحوثيين ينسقون مع تنظيم القاعدة وتنظيم داعش في اليمن، وان بينهما تبادل مصالح وخبرات.
علاقة قديمة حديثة
ويرى مراقبون أن التعاون بين تنظيم الحوثيين وبين تنظيمي داعش والقاعدة ليس جديداً وحديثاً، وانه موجود منذ فترة طويلة، وقد قويت العلاقة بينهما حاليا لأن الارهابيين في حاجة ملحة لبعضهما البعض تحديدا في وقت يعاني فيه داعش من الهزائم المتتالية التي تلقاها على مدار هذا العام والعام الماضي بأماكن تواجده، وكذلك انحسار الدعم الإيراني المالي للمليشيا الحوثية.
كما ان تزامن هجمات عدن أبين أقنعت كل من كان لديه ذرة من شك بعلاقة الحوثيين بالإرهاب والإرهابيين (القاعدة وداعش) وبأساليبهم الارهابية، وترصد المناسبات والأهداف العسكرية والمدنية، ولم يعد يشك احد أن النظام الإيراني راعيا رسميا لعناصر القاعدة وداعش وممولهم وموفر الملاذ الآمن لهم منذ سنوات عديدة، سواء في أفغانستان أو اليمن.
ويعتبرون سعى مليشيا الحوثي من خلال تنفيذها عمليات مشتركة ومنسقة مع القاعدة وتنظيم داعش الإرهابيين في عمق المناطق المحررة إلى إطالة أمد الحرب في اليمن، وذلك لضمان استمرار الدعم الإيراني بالمال والسلاح، ووضع البلاد على حافة الهاوية، كما هو الحال في العراق ولبنان وسوريا، لأن أي تسوية أو تصالح أو جنوح للسلم يعني وقف نزيف الدم، وبالتالي حجب انسياب الدولارات عن خزينتها.
وقد كشفت تقارير غربية علاقة مليشيا الحوثي المتمردة بتنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين، والدعم اللوجستي والمالي الكبير من قبل النظام الإيراني، وعن نشاط شبكات التهريب والاتجار بالبشر التي تستخدمها مليشيا الحوثي لتمويل أعمالها الإرهابية والتخريبية في اليمن.
إن جرائم مليشيا الحوثي منذ بدايتها وحتى اليوم هي نفسها جرائم داعش وتنظيم القاعدة، إنها جرائم تحمل نفس الأسلوب التكتيكي الذي يعكس نفس التفكير الإرهابي ويكشف الراعي لهذه التنظيمات وهي إيران.
وقد شكَّل التطرف والإرهاب في البلاد هاجساً كبيراً لدى الحكومة اليمنية ومعها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية منذ انقلاب وتمرد مليشيا الحوثي على الدولة قبل نحو أربعة أعوام.