باعلان تحالف دعم الشرعية في اليمن، اليوم الثلاثاء، القبض على “أمير” تنظيم داعش الإرهابي في اليمن الملقب بـ”أبو أسامة المهاجر”، يكون قد سقط راس الارهاب في اليمن والجزيره العربيه
تمت عملية القبص ليله 29 رمضان في سريه تامه من خلال عملية نوعية مشتركة بين القوات الخاصة السعودية واليمنية، في خطوة تعد ضربة موجعة للتنظيم الذي بات يترنح بعد خساراته المتوالية في العراق وسوريا.
وحول تفاصيل العملية، قال التحالف في بيان إن العملية التي جرت في الثالث من يونيو (حزيران)، واستغرقت عشر دقائق منذ بدايتها عند الساعة التاسعة صباحاً بالتوقيت المحلي، وحتى إلقاء القبض على المطلوبين وحصر المضبوطات الخاصة بالإرهابيين والتنظيم.
وأوضح البيان أن “القوات الخاصة السعودية ونظيرتها اليمنية نفذت عملية نوعية ناجحة بالداخل اليمني، تم على إثرها إلقاء القبض على أمير تنظيم داعش الإرهابي باليمن الملقب بأبو أسامة المهاجر، والمسؤول المالي للتنظيم وعدد من أعضاء التنظيم المرافقين له”.
ذكر البيان أن المراقبة المستمرة لأحد المنازل أثبتت وجود أمير التنظيم وأعضاء من تنظيم داعش الإرهابي وكذلك وجود ثلاث نساء وثلاث أطفال ولم يصب أي منهم، ولم يكن هناك أي أضرار جانبية بالمدنيين، مؤكداً أن العملية أسفرت أيضاً عن مصادرة عدد من الأسلحة والذخيرة، وأجهزة كمبيوتر، ومبالغ مالية بمختلف العملات، وأجهزة إلكترونية، وأجهزة تحديد المواقع، وأجهزة اتصال، وغيرها من المقبوضات.
ولم يكن أبو أسامة المهاجر معروفاً من قبل، إلا أن قوات التحالف العربي التي بدأت عمليات “عاصفة الحزم” بطلب من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في مارس (آذار) عام 2015 لاستعادة الشرعية في البلاد الذي يعاني من إرهاب أذرع إيران الحوثية منذ الإطاحة بالرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، أعلنت بكل وضوع أنها عازمة على التخلص من جميع التنظيمات الإرهابية في اليمن، بداية من القاعدة وداعش والإخوان صولاً إلى ميليشيات الحوثي الإيرانية.
وسيطر تنظيم داعش، الذي انبثق في الأساس عن تنظيم القاعدة، على نحو ثلث مساحة العراق وسوريا في 2014 لكنه خسر الأراضي التي سيطر عليها منذ ذلك الحين، وله فروع أخرى في اليمن وأفغانستان وأجزاء من أفريقيا.
وبعد أن اندلعت الحرب الأهلية في اليمن، ظهر تنظيم داعش مستغلاً الفوضى الناجمة عن الأزمة، لينشر إرهابه وعملياته الانتحارية في مدن اليمن مخلفاً ضحايا بالمئات.
وكان أول ظهور للتنظيم في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام 2014 في إعلان قامت به مجموعة أطلقت على نفسها “مجاهدي اليمن”، عبر موقع تويتر، وبعدها بأشهر قليلة، أصدرت مجموعة أخرى في ذمار وصنعاء بياناً مشتركاً نقضت فيه ولاءها لزعيم القاعدة أيمن ظواهري وبايعت زعيم داعش أبو بكر البغدادي.
وشهد اليمن أول هجمات لتنظيم داعش في مارس (آذار) 2015، حين قتل 142 شخصاً في سلسلة تفجيرات استهدفت مساجد شيعية وتبناها التنظيم. ومن الهجمات الكبرى التي تبناها التنظيم أيضاً في ديسمبر (كانون أول) 2016 حين قتل 48 جندياً في هجوم انتحاري استهدف مركز تجنيد.
وبحسب تقارير حقوقية أعلن داعش مسؤوليته منذ مارس (آذار) 2015 عن العديد من العمليات الانتحارية والهجمات التي استهدفت مدنيين ومقار حكومية في عدة محافظات منها العاصمة صنعاء، وعدن، والبيضاء، وذمار، وحضرموت، وإب، ولحج، وشبوة، في الفترة التي شهدت خلالها اليمن الحرب الأهلية عقب الانقلاب الذي نفذته ميليشيا الحوثي، تزامناً مع انطلاق “عاصمة الحزم”.
ومع انطلاق العمليات العسكرية لتحالف دعم الشرعية، وطرد الميليشيا الحوثية من عدة مدن أهمها العاصمة المؤقتة عدن في يوليو (تموز) 2015، بفضل تعاون الجيش اليمني والمقاومة الشعبية مع قوات التحالف، كل ذلك أسفر عن انهيارات كبيرة في صفوف داعش الذي لم يكن له وجوداً كبيراً في الأصل.
ومنذ نهاية 2017، انخفض نشاط التنظيم الإرهابي إلى الحضيض، عدا هجمات قليلة استهدفت بعض المناطق جنوبي اليمن، بحسب مركز ACLED الأمريكي المعني بتحليل بيانات النزاعات المسلحة.
لفت المركز إلى أنه على مدى السنة الماضية، انخفض نشاط تنظيم داعش بشكل ملحوظ، حيث كان العدد الإجمالي للأحداث التي تنسب لداعش في الربع الثاني من عام 2018 هو الأدنى منذ 2017، في حين وصل عدد الوفيات المبلغ عنها في هذه الأحداث إلى أقل مستوى له منذ 2016. مشيراً إلى أن تنظيم داعش يعاني من ضعف هيكلي أثَّر على القدرات التشغيلية للتنظيم.
وأفاد أن عدد العمليات التي يقوم بها التنظيم انخفضت من 32 هجوماً عام 2016 إلى 5 هجمات خلال الأشهر الستة الأولى من 2018. وشملت الهجمات استهدافاً لمقر القوات الحكومية في عدن في فبراير (شباط) 2018 إلى جانب هجمات شمال لحج.
ومنذ 2018 وحتى اللحظة، قلت الهجمات التي تبناها داعش أكثر فأكثر، وكان الفضل يعود إلى العمليات العسكرية للتحالف العربي بقيادة السعودية، إلى جانب غارات دقيقة تنفذها الولايات المتحدة بالتنسيق مع قيادة التحالف والتي استهدفت الكثير من القيادات والتجمعات التابعة للتنظيم، وكان بينها استهداف القيادي جلال بلعيدي أحد زعماء تنظيم القاعدة البارزين في اليمن الذي قتل أواخر 2016.
ومن اللحظات الهامة في تاريخ انهيارات داعش في اليمن، كانت مقتل “أمير” داعش في عدن، في أبريل (نيسان) 2018، حيث أعلن شرطة المدينة أنها قتلت قيادياً في تنظيم داعش في اليمن والذي يلقب بـ”أمير ولاية عدن” واعتقلت ثلاثة عناصر آخرين في التنظيم خلال عملية دهم في أحد المباني السكنية في حي الممدارة شمال مدينة عدن.
وغيرها الكثير من العمليات النوعية التي تثبت أن التحالف بقيادة السعودية يعمل على جميع الجبهات، حيث واصلت قوات التحالف دعم القوات اليمنية المؤهلة في عدن ولحج وأبين وشبوة وحضرموت لتنفيذ عمليات نوعية في دهم أوكار العناصر الإرهابية، واعتقال العشرات من القيادات الخطيرة في تنظيمي القاعدة، وداعش في عدن ولحج.
وفي تصريحات سابقة لصحيفة الاتحاد الإماراتية، قال المتحدث باسم المنطقة العسكرية الثانية في المكلا، هشام الجابري، إن “تاريخ 24 أبريل (نيسان) 2016 سيظل خالداً في ذاكرة حضرموت والوطن العربي والعالم، حيث تمكنت قوات النخبة الحضرمية وبدعم وإسناد التحالف من توجيه ضربة قاضية لعناصر القاعدة وداعش، من خلال استعادة مدينة المكلا ومينائها الاستراتيجي الذي ظل إلى جانب ميناء الشحر والضبة النفطي تحت سيطرت هذه العناصر الإجرامية.
إلى جانب “المهاجر”، فتمكنت قوات التحالف من خلال عملياتها الدقيقة والنوعية بمشاركة الجيش اليمني، بحسب تقارير صحافية، من قتل واعتقال قيادات بارزة في تنظيمي القاعدة وداعش، بينهم القيادي أحمد عبدالنبي، ومفتي تنظيم القاعدة في أبين الذي قتل في حملة أمنية لقوات الحزام الأمني القيادي الخضر علي باصريع، بالإضافة إلى مسؤول العمليات الإرهابية في شبوة القيادي نايف الصعيري الدياني، إضافة إلى أسماء قيادات أخرى سقطت خلال الحملات الأمنية المستمرة ضد العناصر الإرهابية في المحافظات المحررة.