كشف مصدر ديني في محافظة عمران الخاضعة لسيطرة الحوثيين، عن تداول فتوى لمفتي الحوثيين في المحافظة تعفي من يوالي عبدالملك الحوثي من الزكاة.
أوضح المصدر وفق جريدة »الوطن» السعوديه أن مفتي الحوثي في محافظة عمران محمد محمد الماخذي الإمام، أصدر فتوى ليلة العاشر من رمضان في أحد مساجد المحافظة، قال فيها: «من يوالي الحوثي فلا زكاة عليه»، واستطرد قائلا: «ومن دعم الجبهات أو رفدها بالمقاتلين أو دعا لذلك، فهو بريء من الشرك ولا زكاة عليه».
وأضاف الماخذي في فتواه أن من لم يبايع الحوثي ويواليه أو عارض أو واجه أنصاره أو تكاسل في إرسال مقاتلين للجبهات يجب أخذ الزكاة منه بالقوة مع جواز مضاعفتها، لافتاً إلى أن هذه الفتوى للماخذي وجدت أصداء رافضة من الجميع، متهمين إياه بالمداهن والمنافق والمرتد.
أشار المصدر إلى أن المواطنين ليسوا بالسذاجة التي تدفعهم للاقتناع أو تصديق مثل هذه التفاهات، أو قبول التجاوز في شرع الله، مبيناً أن الجميع اتفق على أن ما صدر من مفتي الحوثيين هو تجاوز بحق ركن عظيم من أركان الإسلام، وأنها فتوى مضللة، وخروج واضح وصريح عن الإسلام، وتعدٍ واضح من أجل إقناع ونيل رضى الحوثيين.
بيّن أن الانتهاكات التي مارسها الحوثيون لم تقتصر على المباني والمؤسسات ونهب المال الخاص والعام وسرقة الأوقاف وتفجير المساجد وإحراق المصاحف، بل وصلت الآن إلى صلب العقيدة والعبث بالثوابت الدينية التي لا مجال فيها للجدل أو النقاش وهي قوائم من أركان الإسلام، لا تقبل اللعب.
قال المصدر، إن الماخذي لم يشطح فحسب بل سقط في وحل طاعة الحوثيين وباع دينه بثمن بخس من أجل كسب ود ورضا وحب الحوثيين، لافتاً إلى أن المواطنين اليمنيين في عمران يعلمون بانقلاب الماخذي على الدين والعبث به والبيع والشراء فيه، وهو ما لم يقبله الناس بل رفضوا الانصياع أو الاستماع إليه.
أشار إلى أن الماخذي يحمل لقب العلامة وهو عضو الهيئة العليا لرابطة علماء اليمن ومفتي الحوثيين الذي عينوه في محافظة عمران، ليفتي وفق هواهم ويطمس الحق ويزين الباطل، وتابع: «بالفعل فكل فتاويه خلال الفترات الماضية ومنذ سيطرة الحوثيين تصب في مصلحتهم ووفق توجيهاتهم ليخالف بذلك الدين القويم وكلمة الحق».
أضاف المصدر، أن الماخذي يحاول هدم ركن من أركان الإسلام، غير أن ذلك ليس غريبا، فالحوثيون وبمساندة وفتاوى أنصارهم قتلوا الأبرياء واستحلوا النساء وفجروا بيوت الله وأحرقوا المصاحف وكتب الحديث، بعد أن حرموا أنصارهم العام الماضي من الصيام، ثم منعوا إقامة صلاة التراويح، ويفتون حالياً بعدم جواز الزكاة.
تعليقاً، قال وزير الأوقاف والإرشاد اليمني الدكتور أحمد عطية لـ»الوطن» إنهم يؤكدون دائما أن انقلاب الحوثي ليس على السياسة والحكم فقط، بل على كل مقدس وجميل في اليمن سواء دينيا أو سياسيا أو اجتماعيا، لافتاً إلى أنهم يستخدمون الفتاوى حسب هوى وأمزجة المشرفين وسيدهم، وتابع: كل يوم نسمع بفتوى لا زمام ولا خطام ولا مستند شرعي له ولا تاريخي من الأوائل، وآخرها فتوى مفتي عمران بإصدار عفو عام عن الزكاة على كل من يقاتل مع الحوثة أو يواليهم.
وصف عطية أن هذه الفتوى فيها تعدٍ على الله في تشريعته، إذ كيف يسقط ركن من أركان الإسلام دون أدنى معايير من الشريعة، وتابع: «إنني على يقين وأتوقع أن يأتي مستقبلا مفتي الحوثيين ويسقط فريضة الصلاة على كل من يذهب للجبهات، وهكذا تصرفات الحوثيين أصبح ضررها وفسادها ينال من الدين مباشرة