تعد محافظة مأرب في أعين متمردي الحوثي والمخلوع صالح، محطة وصول وصيدا سهلا لاجتياح باقي المحافظات اليمنية، خصوصا بعد شراء ذمم عدد من القيادات العسكرية فيها للقتال في صفوفهم مهما كلف الثمن. وفي أبريل العام الماضي، حدث ما كان يتوقعه المراقبون، حيث سلَّمت بعض قيادات الجيش العسكرية في مأرب أسلحتها ورجالها لعلي صالح، الأمر الذي سهل للمتمردين اجتياح مديرية صرواح، من أجل أن تكون جسر العبور نحو محافظة مأرب.
وبعد كشف رجال المقاومة خيانة الانقلابيين وبعض العسكريين، واجهوهم بكل شراسة، وهو ما دفعهم للقبول بالعديد من الهدن والمفاوضات من أجل إعادة ترتيب مراكزهم الهشة. لكن تلك المفاوضات لم تكن إلا نقاط سوداء في سجلهم الدموي، حيث قام المتمردون الحوثيون ومرتزقة المخلوع صالح بالسيطرة على بعض التلال المحيطة بالسوق العام، بالإضافة إلى التنسيق المتبادل بين الحوثيين وعناصر المخلوع، الذين انسحبوا من خمسة مواقع عسكرية تابعة للواء 312، غرب صرواح، بعد تأمين الحوثي نقل تلك العناصر عبر سيارات خاصة مقابل رشاوى مالية.
بداية الإرهاب
عقب الخطة المحكمة، بدأ متمردو الحوثي يحشدون الأعداد الضخمة من الأتباع في صرواح، عقب أن نهبوا مخازن الأسلحة التي تركها لهم المخلوع، الأمر الذي جعلهم يعتقدون أنهم القوة الضاربة في البلاد، بعد أن كانوا مجرد حركة دينية متمردة تقبع في جحور وكهوف جبال صعدة. وفيما اعتقد المتمردون بأنهم سيجتاحون مأرب خلال يومين كأقسى تقدير، صمد رجال المقاومة الشرعية واللجان المقاتلة مهم، وكبدوا رجال الحوثي والمخلوع خسائر بشرية ومادية كبيرة، الأمر الذي دفعهم إلى التحصن في أقبية وكهوف المدينة، ونقل معاركهم إلى الأسواق الشعبية والمدارس والأبنية السكنية، في مؤشر يدل على حرب شوارع تدور بين عصابات إجرامية.
وتم تحرير تلك المناطق من رجس العصابات المتمردة في 5 أكتوبر من العام الماضي، ليعودوا مرة أخرى إلى مركز صرواح منسحبين بشكل فوري، بسبب ضربات التحالف الجوية التي دكت حصونهم وأماكن تجمعهم، وهو ما ساعد الجيش الوطني واللجان الشعبية على التقدم ودحرهم بعيدا، قبل أن يتم تحرير كل من منطقة الجفينة، وسد مأرب والتلال المحيطة بها، والسيطرة بشكل كامل على مديرية صرواح، التي تعد آخر معقل لتلك العصابات.
دور التحالف في المعارك
بعد أن تم تحرير كامل المحافظة من تلك العصابات، أعرب أهالي وسكان المحافظة عن امتنانهم لدور ضربات التحالف العربي بقيادة المملكة في تحرير محافظتهم، حيث أكد محافظ مأرب سلطان العرادة، عن فخر المحافظة للدور التاريخي الذي قامت به مقاتلات التحالف، لمساعدة الأهالي والسكان في التصدي لإجرام عصابات الحوثي والمخلوع، واصفا الخطوة بأنها قرار شجاع أتى في موقف حساس للوقوف صفا واحدا أمام عبث المخربين. من جانبه، أكد رئيس التوجيه المعنوي، اللواء محسن خصروف، أن انتصار الجيش الوطني والتحالف العربي في مأرب، أدى لتفتيت كل مخططات المتمردين، الذين تلاعب بهم المخلوع صالح، وفتح لهم مخازن الأسلحة والعتاد للعبث بها وتوجيهها ضد أبناء جلدتهم، في وقت تعتبر فيه عملية تحرير مأرب، نقطة ارتكاز ونصرا معنويا للتقدم نحو باقي المحافظات اليمنية. وأشار خصروف إلى أن التحالف تغلب على كل الظروف الجغرافية الصعبة التي قد تشكِّل عائقا أمام تقدم العناصر على الأرض، حيث إن عملية التمشيط واستهداف أماكن تحصن الانقلابيين سهَّلت الكثير على رجال المقاومة للتقدم وتحرير تلك المناطق والمراكز.
نقلا عن الوطن السعوديه