فشلت اجتماعات اللجنة الاقتصادية بين ممثلي الحكومة اليمنية والجماعة الحوثية في العاصمة الأردنية عمّان في التوصّل إلى أي نتائج عملية. حيث إن النقاشات التي دارت في عمّان حول أفكار يقترحها غريفيث ومساعدوه، وبمشاركة خبراء من البنك الدولي والأمم المتحدة، تتبنى في الحقيقة مطالب وشروط الحوثيين بدرجة رئيسة.. وتساوي بين الشرعية والانقلاب كشركاء.
اتهامات
وعقب الإحاطة التي قدمها المبعوث الأممي لمجلس الأمن، اتهم رئيس الفريق الحكومي بلجنة تنسيق إعادة الانتشار في الحديدة، المبعوث الأممي بالسعي لإنقاذ الحوثيين ومحاولة فرضهم على الشعب اليمني، وشرعنة وجودهم بكل وسيلة عبر المظلة الدولية، وقال صغير بن عزيز في سلسلة تغريدات على تويتر، إن غريفيث رأى أن الحفاظ على موقعه أهم من الحفاظ على حياة ملايين اليمنيين الذين تشير إليهم تقاريره في كل إحاطة.
وقالت مصادر مطّلعة إنّ اجتماعات عمان وصلت إلى طريق مسدود نتيجة رفض الحوثيين المقترحات التي تقدم بها الجانب الحكومي وتعهد بموجبها بصرف رواتب موظفي الدولة في كل مناطق اليمن كجزء من استحقاقات اتفاق السويد.
وقال عضو وفد الحكومة الشرعية اليمنية إلى محادثات عمّان المتعلقة بتنفيذ البنود الاقتصادية لاتفاق الحديدة، محمد العمراني، الخميس، إن المتمردين الحوثيين أفشلوا إمكانية التوصل إلى اتفاق بخروجهم عن الإطار المحدد، واتهم العمراني مكتب المبعوث الدولي إلى اليمن بأنه يحاول إرضاء الميليشيا الموالية لإيران، مبيناً أنه لا يملك آلية ضغط على الحوثيين لإجبارهم على تنفيذ الاتفاقات.
وشدد على أن الآلية التي يعتمدها المبعوث الدولي حالياً لا تصلح لتنفيذ الاتفاقات، متهماً إياه بأنه يبحث عن آليات لإرضاء الطرف الحوثي، ولا يسعى إلى استخدام آليات حقيقية لتنفيذ الاتفاقيات.
النزاهة
وفي تصريحات أطلقها ناطق الحكومة راجح بادي، صباح أمس وبدت أشبه بكرت أحمر ترفعه الحكومة في وجه غريفيث بعد مرور أكثر من عام على تسلمه مهمته كمبعوث للأمين العام للأمم المتحدة قال بادي إن «المبعوث الأممي مارتن غريفيث لم يعد نزيهاً ولا محايداً في أداء المهمة الموكلة إليه وفقاً للقرارات الدولية، وذلك عقب إحاطة غريفيث الأخيرة لمجلس الأمن».
واتهم بادي غريفيث بالانحراف عن مسار المهمة الموكلة إليه في اليمن وأضاف «لم يعد يعمل على تطبيق قرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية، ومن الواضح أنه انحرف بمسار مهمته الموكلة إليه في اليمن».
يذكر أن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي امتنع عن استقبال المبعوث غريفيث في جولته الأخيرة التي أجراها الأسبوع الماضي وشملت الرياض، واستقبله نيابة عنه نائبه الفريق علي محسن وكانت رسالة غير مباشرة بأنه لم يعد محل قبول لدى الحكومة الشرعية.
نتائج
قال مسؤول يمني على خط اجتماعات عمان إن «المفاوضات لم تحقق نتائج مباشرة وكانت عرضة لتأثير التطورات التي طرأت عسكرياً وسياسياً»، دون مزيد من التفاصيل. لكن الغموض اكتنف النتائج غير المعلنة وتجاوزها بيان مكتب غريفيث دون ذكر. وأعلن مكتب المبعوث الخاص مارتن غريفيث، في بيان مقتضب على موقعه الرسمي، عن انتهاء اجتماعات الأطراف اليمنية في العاصمة الأردنية عمان دون إعلان نتائج.