فقد الحركة تماماً, يحاول الأطباء والممرضون رفع جسده مجدداً, بالاستعانة بأجهزة ومعدات طبية, في أحد مشافي دولة الهند, وهي الأدوات, التي قد يفقدها, بعد أن أصبح مهددا بالإخراج من المشفى بعد أن عجز والده عن دفع مستحقات العلاج والفحص المستمر منذ أشهر.
“زكريا ” طفل لم يتجاوز الـ 15 عشرة من عمره, ينتمي إلى مديرية المضاربة ورأس العارة, التابعة لمحافظة لحج, جنوب البلاد أصابته الحرب بإعاقة دائمة, كما تقول أوراقه الرسمية بانفجار لغم أرضي زرعته مليشيا الحوثي الانقلابية, تعرض لنزيف حاد في الدماغ, أفقده الحركة تماماً في البداية, وفقدان الذاكرة, ومع رحلة علاج مؤلمة في مستشفيات تعز وعدن لم تفض إلى أية نتيجة, كانت رحلة علاج أخرى قاسية في الهند, التي وصلها مع والده, بكثير من الأمل والديون, بحثاً عن الشفاء واستعادة حياة, كان يضج فيها جسد زكريا المنهك, والذي استعاد بعضاً منها كما توضح فيديوهات العلاج التي يتلقى لها, وهو ما دفع والده إلى أن يبحث في كل الطرق عله يجد من يعمل على مواصلة العلاج, واستعادة “جوازي السفر” بعد أن أصبحا محتجزين لدى إدارة المستشفى.
لا شيء يريده عنتر هواش والد زكريا غير أن يواصل مهمته في العلاج, إلا أن ما باليد حيلة كما يقول, قد يضطر إلى العودة, لكنه من دون ابتسامة ولده وذاكرته المفقودة, وصوته الذي تنتظره “أمه” المحزونة عليه وبقية إخوته الصغار, وهي العودة التي قد تحزن الكثير ممن يعرف زكريا, أو عنتر نفسه, وهو يعلم بحالة ابنه الإنسانية ولم يتحرك من أجل إنقاذها.
هواش.. يخاطب لجنة الجرحى المتواجدة في الهند أن تعمل على الاهتمام بولده, على أن تتواصل مع إدارة المشفى لحل المسألة المالية, كما خاطب كل قلب رحيم, بأن ينقذه من الألم, ويعيد الى زكريا ما تسرب من طفولته التي فقدها أواخر العام 2017 حين تعرض للحادث الأليم, الذي ارتسم في وجهه, وفي ارتعاش جسده, كل ما حاول أن يرتفع من فراشه, كما ناشد محافظ محافظة لحج اللواء أحمد عبدالله تركي, بأن تكون له بصمته الحانية, ومشاركته في إنقاذ ولده، وعدم إخراجه من المشفى حيث بات اكثر حاجة للبقاء فيها لإستكمال عملية علاجه.