قدمت السلطة المحلية في محافظة حضرموت دورا كبيرا في انجاح انعقاد البرلمان في مدينة سيئون ، وقال عصام بن حبريش الكثيري وكيل المحافظة لشئون الوادي والصحراء في الحوار التالي الذي اجرته معه صحيفة “26سبتمبر”، ان المواطنين فتحوا منازلهم لاستقبال ضيوف حضرموت وقدموا صورة مشرقة تجسد مدى التلاحم الكبير بين أبناء الوطن.
وأوضح الكثيري ان رئيس الجمهورية وجه الحكومة باعتماد محطة كهرباء بقدرة 75 ميجا وات وانشاء جامعة وترفيع مستشفى سيئون الى هيئة وتدريب ٣٠٠٠ جندي من ابناء الوادي للعمل في الجانب الأمني، ،فضلا عن التوجيه بالبحث عن ممول لإنشاء مدن سكنية على الهضاب الجبلية وإقامة خط صحراوي يربط ما بين ست مديريات كمرحلة أولى لتشييد المدن الجديدة.
وأشار الى استكمال شركة طيران الحضرمية إجراءات تراخيص العمل كناقل جوي ما بين مطار سيئون والمطارات الإقليمية والدولية حيث ستدخل الخدمة في الأيام القادمة.
– السلطة المحلية في محافظة حضرموت لعبت دورا كبيرا في انعقاد مجلس النواب في دورته غير الاعتيادية بمدينة سيئون كيف نجحتم في ذلك ؟
أولا أهنئ فخامة المشير الركن/ عبد ربه منصور هادي – رئيس الجمهورية، ودولة رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك وأعضاء البرلمان والشعب اليمني على هذا النجاح الكبير الذي مثل منعطفا تاريخيا لليمن بعد تعثر لمدة اربع سنوات بسبب الانقلاب الحوثي الايراني على الشرعية.
ونحن كسلطة محلية بمدينة سيئون قدمنا ما نستطيع لإنجاح انعقاد هذه الجلسة غير الاعتيادية حتى تكون مدينة سيئون بوابة الخير لليمن كله وهذا يعتبر رد جميل لفخامة الرئيس لاعتماده محطة غازية وادي حضرموت بطاقة (75) ميجا وانشاء جامعة سيئون وترفيع مستشفى سيئون الى هيئه وابناء حضرموت الوادي ردوا الجميل باحتضانهم لهذه الفعالية.
وكان فخامة الرئيس خلال اجتماعنا معه في مدينة سيئون على هامش انعقاد جلسة البرلمان قد وجه الحكومة بتخصيص (5) خمسة مليار ريال يمني لتشييد البنية التحتية لوادي حضرموت ولمدينة سيئون التي احتضنت هذه الفعالية تقديرا لدور أبناء مدينة سيئون وحضرموت عموما في إنجاح جلسات البرلمان .
_كيف استقبل أبناء حضرموت الوادي والصحراء هذا الحدث التاريخي؟
شهادتي مجروحة في هذا الجانب بالتعبير عن الأهالي بفرحتهم بهذا الحدث الكبير، حيث كانوا مرحبين لاستقبال الضيوف (الوفود) بعد ان امتلأت الفنادق وأغلقت أبوابها أمام الزوار بسبب الاكتفاء بالطاقة الاستيعابية والآسرة في الفنادق، قام بعض المواطنين بفتح منازلهم لاستقبال ضيوف مدينتهم تعبيرا منهم عن تلاحمهم الوطني وتجسيدا لثقافة السلام والتعايش لأبناء الوادي.
_ الى ماذا ترجع سبب الانفلات الأمني الذي شهدته حضرموت الوادي خلال الفترة الماضية .. وماذا يعني استقراره مع انعقاد جلسات البرلمان في مدينة سيئون ؟
تحدثت مرات عديدة عن الملف الأمني وهو الملف الوحيد الذي فشلنا في إدارته، لأن الأجهزة الأمنية اصيبت بالشلل خلال الفترة السابقة، ولكن نحن اليوم في طور المعالجات لهذا الملف الهام مع الأخوة وزير الدفاع ووزير الداخلية والأخوة بالتحالف العربي، ورأينا عندما تأتي الدولة يتحقق الأمن والاستقرار وحضور الدولة يكون له اثرا ايجابيا وكلنا لاحظنا هذا الأثر وشاهدناه.
_ قوات التحالف العربي بقياد المملكة العربية السعودية تقوم بتدريب قوات من أبناء وادي وصحراء حضرموت.. هل سيكون لهذه القوات دور في تعزيز الأمن في الوادي؟
نعم يتم إعداد هذه القوات من ابناء حضرموت وسيكون لها دورا مهما في تعزيز الأمن والاستقرار خصوصا ونحن نتجه نحو بناء الدولة الاتحادية، حيث تم تجهيز هذه القوات لتنفيذ المهام الخاصة بعد ان حققت الكثير من النتائج الإيجابية، ونتمنى ان تستمر عمليه التدريب وهذا النهج حتى ينعم المواطن بالأمن والأمان والمتعطش للدولة ومؤسساتها.
وقد وجه فخامة رئيس الجمهورية بتدريب ٣٠٠٠ ثلاثة الف جندي من ابناء الوادي والصحراء ونحن حاليا نعمل بالتنسيق مع الجهات المعنية في الحكومة و التحالف العربي لتنفيذ هذه التوجيهات.
_ من ضمن القضايا التي أثيرت في جلسات البرلمان منفذ الوديعة.. ما الإشكالية في ذلك؟
الإشكالية الكبيرة هي البحث عن الدولة التي انقلب عليها الحوثي ومليشياته المدعومة ايرانيا ولا يمكن ان تقام أي دولة إلا بكل مؤسساتها وأذرعها، ولابد ان يتم العمل لتلافي التقصير ومحاسبة المقصرين ولن يحدث ذلك إلا بعد ان نعمل معا على تثبيت الدولة ولابد ان يكون الجهاز الرقابي هو الفاعل وقد رأينا بأعيننا في كل المحافظات التي ظهرت اصوات نشاز من هنا وهناك وتدعو الى إثارة النعرات بين ابناء الوطن الواحد فبعض المواطنين تأثروا بتلك الاصوات فأننا ندعوا الى ابعاد المواطن عن هذه التعبئة الخاطئة والكل له احترامه وعليه ان يحترم الآخرين.
_ ماذا عن منفذ الوديعة وهل يخضع لإدارة السلطة المحلية ؟
نعم بكل تأكيد، منفذ الوديعة خاضع للسلطة المحلية في حضرموت الوادي والصحراء وكل الايرادات تورد للبنك المركزي فرع سيئون ومدراءه الموجودين من الوادي والصحراء .
ماهي الصعوبات التي تواجهها السلطة المحلية في حضرموت الوادي والصحراء ؟
لا يوجد عمل دون صعوبات والكل يعلم ان وطننا يعيش حالة حرب مفتوحة مع الحوثيين والعصابات الارهابية ولكن كل هذا لم يكن عائقا طالما ونحن نعمل بالخط السليم وان همنا الكبير ان نوجد لليمن منطقة آمنه وبفضل الله علينا جنبت مدينة سيئون الحرب المباشرة مع الانقلابيين الحوثيين فكانت محافظتي مأرب والجوف المدافع عنا من خلال مواجهتهم مع الانقلابيين. ونحن كسلطة محلية عملنا بجهود مضاعفه لإيجاد منطقة آمنه تحتضن كل اليمنيين والحمد لله فكانت مدينة سيئون هي الحاضنة لكل أبناء الوطن بسبب ثقافة السلام والتعايش التي يتمتع بها ابناء حضرموت الساحل والوادي واصبحت مدينة سيئون المرتع الوحيد التي ينعم به ابناء اليمن بشكل عام بالطمأنينة والتعايش.
_كيف تنظر الى مستقبل الوادي والصحراء في ظل أقاليم الدولة الاتحادية وهل يمتلك الوادي مقومات تؤهله ليكون محافظة في إطار إقليم حضرموت؟
نحن مازلنا ملتزمين بالتقسيم الإداري وقد أعلنا صراحة اننا لن نعمل على تقسيم حضرموت خصوصا في ظل هذه الظروف الصعبة.. ولكن نحن مقبلين على اقليم حضرموت ولابد ان يكون هناك اعتبار للوادي، فنحن لا نريد ان نطالب بشيء يقسم اللحمة الاجتماعية بين الناس ولكن لابد ان يكون للوادي ثقل آخر.
_ يتميز وادي حضرموت بتعدد المعالم التاريخية والأثرية .. كيف يمكن المحافظة هذه المعالم وإبرازها سياحيا ؟
وادي حضرموت عبارة عن متحف مفتوح فيه القلاع والعديد من الاثار القديمة والقصور ، وهناك وفود سياحية تصل للتعرف على المعالم التاريخية مثل( منارة المحضار وقصر السلطان الكثيري ومدينة شبام ناطحة السحاب الطينية بالإضافة الى مدينة دوعن) ، ونحن نفكر الآن في مشروع استراتيجي لإعادة وترميم القلاع وصيانتها والتعريف بها، من خلال برنامج متكامل لكل المواقع الاثرية بمحافظة حضرموت الساحل والوادي سيتم طرحه بالشبكة العنكبوتية للتعرف على المواقع التاريخية والاثرية.
ومعنا ايضا مشروع انزلناه للمدارس وسينفذ في السنة القادمة من خلال تتشيط الطلاب في برنامج (اعرف وطنك) عن كل القلاع والحصون في كل قرية حتى نخلق وعي لجيل النشء عن اصالة هذه المدينة التاريخية.
_ يعد مطار سيئون نافذة اليمن الى الخارج ..هل لديكم رقم بعدد زورا المدينة وحركة المطار من والى سيئون؟
من الصعب في الوقت الحالي وضع رقم محدد حتى وان كان تقريبيا، لأن مدينة سيئون تقع على امتداد ثلاث بوابات رئيسية والرابعة ساحل حضرموت حيث استطاعت مدينة سيئون خلال الأزمة التي عصفت بوطنا الحبيب ان تقدم الكثير من الخدمات للزوار حتى ان بعض الزوار سمي مطار سيئون (رئة اليمن) لنقل المسافرين وخاصة المرضى، بالإضافة الى المنفذ البري وهو يعد المنفذ الوحيد الذي يربط المملكة العربية السعودية باليمن والطريق الدولي الرابط ما بين شحن والمهرة وسيئون، حيث لعبت المدينة دورا بارزا في مرور الشاحنات لنقل البضائع والمسافرين ومازالت الرحلات مستمرة من والى العواصم العربية المصرح لها من قبل وزارة النقل.
_ هناك حديث عن شركة طيران جديدة (طيران الحضرمية) تربط مطار سيئون بالمطارات الدولية ما صحة ذلك؟
نعم لقد تم تأسيس شركة طيران جديدة تتبع عدد من رجال المال والأعمال في حضرموت والمهجر وهي (طيران الحضرمية) وقد منحت التراخيص الكاملة من قبل وزارة النقل وستدخل الخدمة في الأيام القادمة وستكون ناقلة ما بين مطار سيئون والمطارات الدولية والمحلية، فمثل هذه المشاريع تدعم التنمية في وادي حضرموت واليمن عموما.
_ ختاما.. لاحظنا هناك تداخل للبناء الحديث مع البناء القديم(العمارة الطينية) والمناطق الزراعية ماذا عن دور السلطة المحلية في الحفاظ على الطابع التاريخي للمدينة؟
صحيح وجدنا الهجوم على الأراضي الزراعية وان استمر هذا البناء مع الوقت لن نجد أي أراضي زراعية، وحرصا منا فقد قدمنا مشروع استراتيجي جديد وهو انشاء مدينة جديدة على الهضاب الجبلية وقد اعتمده فخامة الرئيس ووجه رئيس الوزراء للبحث عن تمويل لهذا المشروع من خلال إقامة خط صحراوي يربط ما بين ست مديريات وهذا الخط يعتبر المرحلة الأولى لتشييد المدن الجديدة بعد ان يتم بناء البنية التحتية للطرقات كونها تبعد عن مدينة سيئون (٣٥) كم وبأذن الله سيتم تنفيذه في قادم الأيام.