أكد مصدر أنه مع أول أيام شهر رمضان الكريم، قامت الميليشيات بتوزيع ما يسمى وجبة إفطار عبر كوبونات يتم من خلالها استلام وجبة من مواقع تابعة لقيادات حوثية، بحيث يتم تسجيل الكوبون مقابل معلومات متكاملة عن المستلم يتم تدوينها ولا يسمح له بالاستلام مرة أخرى إلا بشروط من بينها التحاقه الفوري بالتجنيد أو ما يسمى مشاركة الجنود في الجبهات، أو بتسجيل ضمان بإرسال أحد أبنائه أو أسرته.
أضاف المصدر وفق جريدة الوطن السعوديه أن الحوثيين يحصلون على قوائم بالأسماء ويتم طلب ما يثبت معلومات عن كل شخص وأسرته، مستغلين في ذلك الظروف المعيشية الصعبة للناس وخاصة في المواقع التي يجدون فيها ظروفا قاسية وفقرا وحاجة، ووجود مساكين ومحتاجين بحاجة إلى وجبة إفطار في رمضان، حيث يتم توزيع مواد غذائية لاستقطاب عدد من المقاتلين إلى صفوفهم.
وأشار المصدر إلى أن أغلب تلك الوجبات هي من مواد الإغاثة التي نهبوها خلال فترات سابقة، بل يتم تقسيم الوجبة الواحدة إلى أربعة أقسام لتوزيعها على أكبر عدد من الصائمين، مبينا أن تلك الوجبات البعض منها مخزن من فترات طويلة ولا يعلم متى صلاحيتها من عدمه، ولكن يبقى تحيز الحوثيين ومنح أنصارهم ومن يواليهم وجبات مباشرة دون قيد أو شرط كنوع من الاستفزاز والعنصرية التي يمارسونها.
الأكثر جوعا
قال وكيل أمانة العاصمة عبدالكريم ثعيل لـ»الوطن»، إن ميليشيات الحوثي استغلت دخول شهر رمضان بشكل لا يتلاءم وروح الدين، حيث استخدمت أعمال الخير وما يمكن أن يتم إنفاقه على المساكين والفقراء والمحتاجين للسيطرة عليهم، من خلال ما يسمى بطاقات تموينية، مبينا أن الحوثيين يمنحون ذلك لمن يقاتل في صفوفهم، ثم يقومون بالبحث عن الفقراء والأسر وأكثرها جوعا وأبناء، ثم يعرضون عليه تقديم تلك المساعدات مقابل إرسال أبنائهم للجبهات في هذا الشهر الكريم.
وأوضح ثعيل، أن هذا الأمر لا يفرق بين طفل وكبير، حيث يتم إرسالهم للجبهات وتجنيدهم مقابل سلة غذائية أو بطاقة تموينية في أغلب الأحيان وهمية، مشيرا إلى أن الجميع يعلم أن الجوع يدفع بالكثير من اليمنيين للاستسلام لتلك السلة الغذائية وإرسال طفل أو طفلين من الأسرة الواحدة لجبهات القتال، خاصة بعد أن قطع الحوثيون رواتب الموظفين ورفعوا أسعار المشتقات النفطية، ونهبوا المساعدات، وبالغوا في أسعار الغاز، وأغلقوا المحلات التي كانت مصدرا لمعيشة الناس والاعتماد عليها، في وقت لا توجد فيه أي فرص وظيفية.
قال ثعيل، إن تلك المنظمات الدولية التي تشرف على توزيع مواد الإغاثة هي منظمات حوثية في الأصل أنشئت لغرض التجنيد وتعمل لصالح الحوثيين ويجب التنبه لهذه الخطوة الخطيرة والتي تصب في مصلحة الحوثيين واستغلوها لإذلال الناس وتوزيع المواد الإغاثية حسب أهوائهم، ولم تقم تلك المنظمات بدورها الحيادي، وأنشئت بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء، وتعمل تلك المنظمات إضافة إلى دورها الحالي إلى تلميع موقف الحوثيين وتحسين صورتهم وعكس أمر مخالف للواقع الذي يعيشه اليمنيون.
استغلال المساعدات
أوضح ثعيل أن أمانة العاصمة دعت كافة الجهات والمنظمات ومنها مركز الملك سلمان والدول المانحة، للتوقف عن تسليم الأموال للمنظمات الدولية التي ثبت تورطها وعملها مع الحوثيين، الذين سخروها لمصالحهم وأجندتهم.
وقال «هناك منظمات تعمل في الميدان أو من خلال السلطات المحالية لدينا بأمانة العاصمة والتي من خلالها يمكن الوصول وفق الكشوفات إلى الجمعيات والأسر الفقيرة ويمكن الصرف للأسر بشكل كامل، حيث إن 90 % من الأسر في صنعاء وفي مناطق الانقلابيين يستحقون الإغاثة ويتم صرفها بشكل لائق منظم».
أضاف ثعيل أن المنظمات الدولية التي تعمل لصالح الحوثيين وتقدم كل مواد الإغاثة لهم مباشرة وهم من يصرفونها على أنصارهم والبقية منها يستثمرونها في إهانة الناس وتقديمها مقابل التحاقهم بالجبهات وتجنيد أطفالهم، وهذا الأمر يحوي خطورة كبيرة على الأطفال في ظل صمت دولي لتلك المنظمات التي تدعي حقوق الإنسان وتغض الطرف عن انتهاكات الحوثيين وممارساتهم،
ودعا ثعيل إلى الاهتمام بالعاصمة لأن الحوثيين استغلوا الظروف من أجل التجنيد بشكل أكبر، مطالبا الشرعية بأن تعطي العاصمة اهتماما أكبر ومحاولة صرف المرتبات والضمان الاجتماعي وتقديم الإغاثة بالشكل الذي يضمن وصولها إليهم.