ووثقت نقابة الصحفيين اليمنيين اكثر من 814 انتهاكا للحريات الاعلامية في اليمن من قبل مليشيا الحوثي منذ مطلع العام 2015 م , حتى الربع الاول من العام الجاري، طالت صحفيين ومصورين وعشرات الصحف والمواقع الإلكترونية ومقار إعلامية ونشطاء في وسائل التواصل الاجتماعي، الانتهاكات شملت إغلاق ونهب ومصادرة مقرات ومعدات العديد من المؤسسات الإعلامية التلفزيونية والإذاعية والصحفية.
وتعرض الصحفيون للتهديد والخطف والضرب، كما تم حجب معظم المواقع الإلكترونية في عملية قمع لم تشهد لها البلاد مثيلا منذ نحو عقدين من الزمن، وفقا لنقابة الصحفيين اليمنيين، وقتل اكثر من 20 صحفيا في اخطر حالات انتهاك طالت حياة الصحفيين منذ انقلاب الحوثيين، فيما لايزال 16 صحفيا على الاقل حسب تقارير حقوقية محلية ودولية، رهن الاعتقال لدى مليشيا الحوثي الانقلابية التي صنفتها منظمة “مرسلون بلا حدود” خلال الثلاث السنوات الاخيرة كثاني أكبر منتهك ومحتجز للصحفيين في العالم بين الجماعات غير الحكومية، بعد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا.
ومنتصف الاسبوع الجاري، طالبت منظمة العفو الدولية، بالإفراج الفوري عن 10 صحفيين تحتجزهم المليشيات منذ صيف 2015، بسبب ممارستهم السلمية لحقهم في حرية التعبير.
واعتبرت المنظمة الحقوقية الدولية الاحتجاز التعسفي لهؤلاء الصحفيين من قبل الحوثيين ،”مؤشرا قاتما” للحالة الأليمة التي تواجهها حرية الإعلام في اليمن، اضافت ان ” الاحتجاز غير القانوني المطول والتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة لهؤلاء الصحفيين العشرة إنما هو تذكير مروع بالمناخ الإعلامي القمعي الذي يواجهه الصحفيون “.
ولفظ الصحفي أنور الركن أنفاسه الأخيرة في يونيو 2018، بعد يومين من إطلاق سراحه من سجون ميليشيا الحوثي اثر تدهور حالته الصحية على نحو مريع بسبب التعذيب وما تكبده من جوع وحرمان من الخدمات الصحية خلال فترة اخفائه القسري التي استمرت نحو عام، ومنذ سبتمبر 2016م حرمت مليشيا الحوثي الانقلابية اكثر من 2000 صحفي وعامل في وسائل الإعلام الحكومية من رواتبهم، حسبما جاء في تقرير للمنظمة الوطنية للاعلاميين اليمنيين (صدى)، وهي منظمة مجتمع مدني محلية.
ويعمل هؤلاء في وكالة الأنباء اليمنية سبأ، ومؤسسة الثورة للصحافة، وصحيفة الجمهورية، والمؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون، وذكر التقرير ان انقلاب الحوثيين وسيطرتهم على مؤسسات الدولة تسبب في نزوح وتشريد أكثر من 500 صحفي، إما خوفاً من المطاردة، أو بحثاً عن فرص عمل، بعد أن فقدوا وظائفهم التي كانوا يعتمدون عليها.
وعلاوة على ذلك امتدت انتهاكات الميليشيا الانقلابية لسرقة مساعدات غذائية كانت مخصصة للصحفيين من برنامج الغذاء العالمي لأكثر من عام، ودفعت تلك الممارسات مرارا نقابة الصحفيين اليمنيين الى دعوة المجتمع الدولي للوقوف الحازم مع الصحفيين اليمنيين في مواجهة الحالة التي وصفتها “بالأكثر خطورة على حياة الصحفيين والحريات الصحفية وحرية الرأي والتعبير في اليمن “.