دخلت عملية تحرير محافظة صعدة، أول من أمس، تغيرا إستراتيجيا في موازين القوى لصالح الجيش والمقاومة الشعبية التي تمكنت أخيرا من السيطرة على منفذ علب الحدودي، و7 مواقع إستراتيجية داخل مديرية باقم قبالة ظهران الجنوب، فيما تكبدت عصابات الحوثيين والمخلوع صالح مئات القتلى والجرحى والأسرى، فضلا عن تدمير العربات العسكرية ومخازن الأسلحة التابعة لها في مناطق مندبة والثعبان وآل الزماح وآل الصيفي ومحديدة.
ويأتي ذلك، تزامنا مع استمرار تقدم القوات الشرعية المدعومة جويا من التحالف، باتجاه جبال مران، ومديريات حيدان والطلح، الأمر الذي عده مراقبون تغيرا إستراتيجيا مهمًّا في مسار المواجهات، لإرغام ميليشيات التمرد على القبول بقرارات مجلس الأمن.
معركة مندبة
نجحت خطة قوى التحالف العربي واللواء الخامس التابع لقوى الشرعية، في تطهير موقع مندبة الإستراتيجي داخل الأراضي اليمنية من طرفي الانقلاب، عقب مباغتتهم بهجوم بري كاسح من عدة مواقع، بدعم جوي من التحالف، مما أسفر عن مقتل 43 حوثيا، مقابل استشهاد اثنين من عناصر الشرعية، وإصابة ثمانية آخرين. وأكد قائد المقاومة الشعبية في جبهة علب، الشيخ يحيى مقيت، في تصريح إلى “الوطن”، أن المقاومة تمكنت من السيطرة على موقع مندبة، والجبال المحيطة بها. وأضاف “فتح جبهة من قبالة ظهران الجنوب، ودخول اللواء الخامس وقوى المقاومة الشعبية، أدى إلى تغيير موازين القوى والسيطرة على منطقة أبواب الحديد، وهي المنطقة التي تستغلها ميليشيات الحوثي في إطلاق الصواريخ والقذائف تجاه الأراضي السعودية وقتل الأبرياء”.
فتح الجبهات
عقب تطهير منطقة علب الإستراتيجية، يرى مراقبون أن معركة باقم إلى الشمال من صعدة، أصبحت بمثابة معركة كسر العظم للميليشيات، خصوصا في ظل تقدم أفراد اللواء الخامس والمقاومة الشعبية في المناطق المتاخمة لها. من جانبها، أكدت مصادر لـ”الوطن” عن عزم الحكومة اليمنية وقوى التحالف العربي، تحرير صعدة من قبضة مرتزقة الحوثي، من خلال فتح عدة جبهات حول المدينة، أهمها منفذ البقع ومديرية كتاف وعلب.
وأشارت المصادر إلى أن أسباب تأخر تحرير بعض المواقع على غرار آل الزماح، ومحديدة، وآل مجدع، الواقعة على الطريق الممتد من علب إلى باقم، تعود إلى اقتحام بعض المتمردين العديد من المنازل في تلك القرى، والتحصن بالنساء والأطفال لاستخدامهم دروعا بشرية.
جاهزية القوات
على صعيد متصل، رصدت “الوطن” خلال جولة لها في منفذ علب الحدودي، مدى الجاهزية والاحترافية الكبيرة لأفراد القوات المشتركة من مختلف القطاعات العسكرية السعودية، أثناء إدارتها معركة تحرير منطقة باقم. وتستخدم القطاعات العسكرية السعودية أحدث التقنيات المجهزة لكشف مواقع العدو، ووفق عمل استخباراتي دقيق، وبتغطية من المقاتلات الجوية المتطورة.