افتتح الرئيس المصري رئيس الاتحاد الأفريقي، عبدالفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، في قصر الاتحادية في القاهرة، قمة تشاورية حول الأوضاع بالسودان بمشاركة رؤساء بعض الدول الأفريقية.
وقال في كلمته، بحسب بيان للرئاسة المصرية، إن القمة ”تهدف لبحث التطورات المتلاحقة في السودان، ومساندة جهود الشعب السوداني، لتحقيق ما يصبو إليه من آمال وطموحات، في سعيه نحو بناء مستقبل أفضل“.
وأشار إلى ”الجهود التي يبذلها المجلس العسكري الانتقالي، والقوى السياسية والمدنية السودانية، للتوصل إلى وفاق وطني“.
ويتصاعد التوتر في السودان بعد تعليق التفاوض بين حركة الاحتجاج والمجلس العسكري الانتقالي الحاكم الذي يطالب برفع الحواجز التي تغلق الطرق المؤدية إلى مقر قيادته الذي يتجمع آلاف المتظاهرين أمامه منذ أسبوعين.
ويتجمع المحتجون على مدار الساعة في هذا الموقع منذ أكثر من أسبوعين، وتوعدوا بتصعيد تحركهم للمطالبة بحكومة مدنية، في حين يطالب المجلس بعودة الوضع إلى طبيعته في الخرطوم أمام مقره العام.
ويتولى المجلس العسكري الانتقالي زمام الأمور في السودان، منذ إطاحة الجيش بالرئيس عمر البشير في 11 الجاري تحت ضغط الشارع.
وتعليقًا على الوضع الحالي في السودان، قال السيسي إن ”الحل سيكون من صنع السودانيين أنفسهم، عن طريق حوار شامل جامع، بين القوى السياسية المختلفة في السودان، يؤدي إلى التوصل إلى حل سياسي توافقي، ويضع تصورًا واضحًا لاستحقاقات هذه المرحلة، ويقود إلى انتخابات حرة ونزيهة“.
وأضاف: ”نحن كدول جوار للسودان ودول تجمع ايغاد وكشركاء إقليميين، نتطلع لتقديم العون والمؤازرة للشعب السوداني، وصولًا إلى تحقيق الاستقرار والرخاء الذي يتطلع إليه ويستحقه“.
وطالب المجتمع الدولي بـ“تخفيف وطأة الأزمة الاقتصادية الضاغطة، التي تمثل عقبة حقيقية أمام تحقيق الطموحات المنشودة وتقوض من فرص تحقيق الاستقرار“.
وكان السيسي قد استقبل رئيسي جنوب أفريقيا والصومال قبيل بدء أعمال القمتين الطارئتين التي تستضيفهما مصر حول الأوضاع في السودان وليبيا، بحسب ما قالت الرئاسة المصرية.
وشملت المحادثات تعزيز العلاقات بين مصر والبلدين ومناقشة القضايا الإقليمية وفي مقدمتها السودان وليبيا.
وإضافة إلى الرئيسين، يشارك في القمتين عدد من رؤساء الدول الأفريقية مثل تشاد وجيبوتي ورواندا والكونغو.
وقالت الرئاسة المصرية في بيان، الإثنين، إن القمة الأولى ”تستهدف مناقشة تطورات الأوضاع في السودان والتباحث حول أنسب السُبل للتعامل مع المستجدات الراهنة وكيفية المساهمة في دعم الاستقرار والسلام هناك“.
وبالنسبة للقمة الثانية، أفاد البيان بأنها ستناقش ”آخر التطورات على الساحة الليبية وسُبل احتواء الأزمة الحالية وإحياء العملية السياسية والقضاء على الإرهاب“.
وفي ليبيا تدور معارك عنيفة، منذ الرابع من نيسان/أبريل، في الضاحية الجنوبية لطرابلس، بين القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليًا، وقوات المشير خليفة حفتر.
وأسفرت هذه المعارك حتى الآن عن 227 قتيلًا و1128 جريحًا بينهم مدنيون، وأدت إلى نزوح نحو 30 ألف شخص وفق الأمم المتحدة.