تحدثت صحيفة خليجية، عن أن الأمم المتحدة لعبت دوراً كبيراً في تهريب الوزير الصريع “الماوري”.
وقال مصدر من صنعاء في تصريح نشرته صحيفة «الوطن» الصادرة اليوم الاثنين – تابعها “اليمن العربي” -إن طائرة تابعة للأمم المتحدة نقلت وزیر داخلیة الحوثیین، اللواء عبدالحكیم الماوري، للعلاج في الخارج، بعد إصابتھ في غارة لتحالف دعم الشرعیة في الیمن العام الماضي، وذلك قبل الإعلان عن مصرعھ أمس، مشیدا بدقة ضربات طائرات التحالف في استھداف القیادات الحوثیة.
فیما تعمدت المیلیشیات الحوثیة الانقلابیة، في أوقات سابقة، استخدام أسلوب السریة التامة والتحفظ في الإعلان عن أسماء قیاداتھا القتلى سواء في الجبھات، أو المواقع التي استھدفت بالغارات الجویة لتحالف دعم الشرعیة في الیمن، تزاید الصراخ الحوثي في الآونة الأخیرة عبر منابره الإعلامیة ومنابر عملائھ، خاصة بعد دقة ضربات التحالف في إصابة أھدافھا المقصودة وضرب قیادات التمرد الحوثي في مقتل، لتخرج على الفور بعض العناصر الحوثیة، بتوجیھ التھم الزائفة والملفقة لطائرات التحالف باستھدافھا للمدارس تارة ومرة المستشفیات وثالثة الأسواق، وذلك إمعانا في التضلیل ومحاولات بائسة لكسب التعاطف معھم، إضافة إلى تشویھ سمعة التحالف، وصرف النظر عن نجاح ضرباتھ لمواقع مستھدفة تجتمع فیھا قیادات حوثیة.
وكشف مصرع وزیر الداخلیة الحوثي اللواء الركن عبدالحكیم الماوري في إحدى دول المنطقة، بعد نقلھ إلیھا للعلاج إثر إصابتھ في ضربة جویة للتحالف استھدفت عددا من القیادات الحوثیة في الربع الأخیر من العام الماضي، عن دقة ضربات التحالف، ونتائجھا المؤثرة والتي یتم الكشف عنھا تباعا، كما كشفت واقعة القتل عن أنھ تم نقل عبدالحكیم الماوري عن طریق طائرة تابعة للأمم المتحدة للعلاج في الخارج، وذلك في استجابة لشرط حوثي أثناء مفاوضات السوید في دیسمبر الماضي.
تأكید ما نشرتھ « الوطن» أكد مصدر من صنعاء لـ «الوطن»، حقیقة المعلومات التي زود بھا الصحیفة في نوفمبر 2018 ،وكشفت فیھا إصابة ثلاث قیادات عسكریة كبیرة بإصابات بالغة، مؤكدا حینھا أن الحوثیین طالبوا واشترطوا حضورھم لمشاورات السوید في دیمسبر الماضي، بنقل جرحاھم وبعض الجرحى الإیرانیین إلى الخارج، وھو الأمر الذي جعل الحوثیین یحرصون على نقلھم للخارج نظرا لإصاباتھم الكبیرة التي صعب علیھم علاجھا في الداخل.
وشدد المصدر على أن الحوثیین عندما شعروا أن ضربات التحالف تطاردھم في مواقع تحركاتھم، اختلقوا أعذارا واھیة وكاذبة واصطنعوا أحداثا بتوجیھ ضربات للمدنیین من أجل اتھام التحالف، مشیرا إلى أن ضربات التحالف صرعت عددا كبیرا من القیادات الحوثیة في مواقع متعددة من مناطق سیطرتھم، وأن التحالف استطاع أن یشل حركتھم ویوقف اجتماعاتھم من وقت مبكر.
وأضاف المصدر أنھ أبلغ عبر «الوطن» أن ھناك قیادات حوثیة كبیرة تم استھدافھا في صنعاء، وأن ما یؤكد صحة ذلك خبر مقتل وزیر الداخلیة مؤخرا، إضافة إلى أن ھناك أسماء لا تزال مفقودة مثل فارس مناع وغیره.
استھداف الماوري
أوضح المصدر أن إحدى الضربات الجویة طالت عددا من القیادات الحوثیة وعلى رأسھم وزیر الداخلیة الحوثي اللواء الركن عبدالحكیم الماوري في صنعاء العام الماضي، ورغم كل محاولات الإنعاش لھ ولمن معھ من القیادت الحوثیة والإیرانیة وحزب الله إلا أنھا باءت جمیعھا بالفشل، ولذا عمد الحوثیون إلى استغلال الفرصة بالموافقة على مشاورات السوید حیث اشترطوا الحضور إلیھا بالسماح لنقل بعض جرحاھم لمستشفیات في الخارج، وكان الھدف إنقاذ حیاة وزیر الداخلیة وثلاثة وزراء آخرین معھ من الحوثیین وخبراء من إیران وحزب الله.
سلسلة من القیادات
قال المصدر، إن ضربات التحالف الناجحة متواصلة في استھدافھا القیادات الكبیرة في الحوثیین والتي بدأت بصالح الصماد ووصولا إلى وزیر خارجیة الحوثیین، كما أن ھناك أسماء قتلى لم یعلنھا الحوثیون حتى الآن،
مضیفا أن القیادي الحوثي یوسف حسن المداني استھدف من وقت مبكر وقتل، ولكن الحوثیین لم یعلنوا عن مقتلھ إلا بعد قرابة خمسة أشھر، تلاه صالح الصماد الذي لم یعلن الحوثیون مقتلھ إلا بعد عدة أیام، وحاولوا التكتم على إصابة وزیر داخلیتھم، ولكنھم فشلوا في ذلك خاصة أنھ لقى مصرعھ خارج الیمن.
وأشار المصدر إلى أن عبدالحكیم الماوري رجل مجرم حیث اقترف بحق الیمن والیمنیین جرائم كبیرة جدا، فھو أول من قام باعتماد الرتب العسكریة العالیة للمشرفین الحوثیین ومكن لھم مواقع كبیرة داخل وزارة الداخلیة بعد تعیینھ فیھا وأغلبھم جھلة مجرمون، وھو من مارس عملیات الخطف، وقام بقتل السجناء بمسدسھ الشخصي، ووجھ بتلغیم وتفجیر عدد من المنازل والمدارس وقتل الأبریاء من أطفال ونساء دون أي سبب.
سجل دموي
أضاف أن الماوري لھ سجل دموي ومليء بالجرائم منذ كان مدیرا لأمن صعدة عندما قام بتسلیم المقرات الأمنیة والأسلحة للحوثیین، مما جعل الحوثیین یثقون فیھ ویمنحونھ المنصب بعد أن خان الأمانة وعمل لصالحھم، مبینا أن عبدالحكیم الخیواني المعروف بابو «الكرار» ھو الید الیمنى للقتیل وزیر الداخلیة وكان یمارس نفس أدوار الماوري، كم أنھ المسؤول الشخصي على الإشراف بعملیات التصفیة والاعتقالات وتنفیذ توجیھات الماوري
وذكر المصدر «أنھ رغم تردد معلومات تشیر إلى أن الخیواني، قتل مع وزیر الداخلیة في الغارة الجویة، إلا أن ھناك معلومات أخرى تلفت إلى أنھ نجا منھا ومن المتوقع أن یكون البدیل لوزیر الداخلیة المقتول».
دور الأمم المتحدة
بین المصدر أن الحوثیین یخططون حالیا للترویج بأن سبب وفاة وزیر داخلیتھم ھي بسبب المرض، بینما الحقیقة عكس كل ذلك، فھو مصاب إصابة بالغة جدا أفقدتھ النطق والسمع والحركة في آن واحد، وحاولوا مرارا إسعافھ بكل الطرق لكنھا فشلت، وإذا كان فعلا السبب ھو المرض فأین بعض قیادات الداخلیة الكبار المختفین منذ اختفاء وزیر الداخلیة ؟.
وتساءل المصدر أیضا «لماذا لم یبلغ الحوثیون أسرة عبدالحكیم الماوري منذ أشھر أنھ في مھمة جولات خارجیة ؟، ولماذا أدخل نجل علي سعید الرزامي المستشفى ؟» مؤكدا أن ھناك أكثر من دلیل یكشف تبریرات الحوثیین وكذبھم.
وقال المصدر إن مصرع وزیر داخلیة الحوثیین في الخارج متأثرا بجروح مختلفة تكشف وتؤكد أن طریقة تھریبھ لعبت فیھا الأمم المتحدة دورا كبیرا، لأنھا الجھة التي وجھ الحوثیون لھا الطلب والاشتراط المقرون بمشاركتھم في السوید، وھو الأمر الذي تحقق فعلیا للحوثیین.
اعتراف صریح
اعترف رئیس مجموعة الھویة الإعلامیة التابعة للحوثیین محمد علي العماد في اتصال ھاتفي مع «الوطن»، أن وزیر الداخلية اللواء عبدالحكیم الماوري تم نقلھ عن طریق طائرة الأمم المتحدة، مبینا أنھ نقل من مطار صنعاء عبر طائرة الأمم المتحدة الطائرة التي حضرت لنقل الجرحى بشكل رسمي.
وفیما ذكرت وسائل إعلام أن وزیر داخلیة الحوثیین لقى مصرعھ أثناء العلاج في لبنان، قال العماد «أنا أعرف أنھ تم علاجھ في سلطنة عمان، والطائرة غادرت من صنعاء إلى السلطنة، أما موضوع لبنان لا توجد تفاصیل عنھ».