«انعقاد مجلس النواب اليمني يشير بوضوح إلى أن المشروع الحوثي المدمر يتآكل يوماً بعد آخر، وأن عنصريتهم قد عزلتهم عن جموع الشعب وتياراته، ولم يعد معهم أحد إلا من كان تحت الإكراه»،
هذا ما أكده الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، السبت، في كلمته الافتتاحية لدى انعقاد مجلس النواب اليمني بمدينة سيئون، وهي الخطوة التي حظيت بتأييد ومباركة واسعة النطاق، وشكلت «ضربة قاصمة للحوثيين».
استعادة السلطة التشريعية في اليمن شكلت صفعة جديدة على وجه الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران، وأجهضت مخططاتهم الرامية إلى إجهاض مثل تلك الخطوة المُهمة. عزز ذلك المشاركات المهمة في الجلسة الأولى بداية من الرئيس هادي ورئيس الحكومة، فضلاً عن رئيس البرلمان العربي وسفراء عدد من الدول، في موازاة بيانات مباركة وتأييد لتلك الخطوة.
ما حدث في سيئون (ثاني كبرى مدن محافظة حضرموت شرقي البلاد) هو «عرس يمني انتظرناه طيلة سنوات مضت منذ الانقلاب الذي قامت به الميليشيا الحوثية، والتي استطاعت أن تضع الكثير من النواب تحت الإقامة الجبرية في صنعاء، وكانوا يزايدون بأن السلطة في يدهم، ويرتكبون جرائم وانتهاكات بحق النواب»، طبقاً لوكيل وزارة حقوق الإنسان في اليمن نبيل عبد الحفيظ، والذي يقول في تصريحات لـ«البيان» إن تلك الخطوة تجهض مخططات الحوثيين.
حُرقة حوثية
ويتابع: «استعادة مجلس النواب يمثل ضربة قاصمة للحوثيين , الحوثيون في كل وسائلهم الإعلامية تتضح مدى الحُرقة التي يعيشونها حالياً في ظل أن العالم أجمع يعلن ويؤيد ويعترف بالحكومة الشرعية»، لافتاً إلى ما تمثله مباركة العديد من القوى الدولة لتلك الخطوة، وحضور سفراء الدول المهتمة بالشأن اليمني وكذا رئيس البرلمان العربي، من رمزية مُهمة عاكسة لتأييد ودعم الشرعية .
ويعتقد أن جلسة انعقاد مجلس النواب اليمني «شكلت لوحة عظيمة تؤكد للعالم أجمع أن سيئون التي هي أصل التاريخ والحضارة، هي الحاضنة التي جمعت اليمنيين، وأعلنت عن أن دولة اليمن ها هي تتبلور وتتحدى الصعاب من منطلق ما تم الاتفاق عليه في الحوار الوطني».
ضربة موجعة
إلى ذلك، قال المحلل السياسي اليمني محمود الطاهر ، إن استعادة السلطة التشريعية تمثل «ضربة موجعة للحوثيين» الذين سقطت من أيدهم أوراق مهمة؛ فقد كانوا يتواصلون مع الاتحاد الأوربي وجهات برلمانية دولية، والآن وبعد أن صار هناك مجلس للنواب مفوض باسم الشعب اليمني ويتحدث باسم اليمنيين فإن المشروع الحوثي يتآكل.
استعادة اليمنيين واحدة من أهم مؤسسات دولتهم الممثلة في مجلس النواب تشكل- طبقاً للطاهر- ضربة موجهة جداً للحوثيين الذين «حاولوا بشتى الطرق عدم تحقق تلك الخطوة أو تنفيذها؛ لأنهم يعلمون مدى خطورتها عليهم»، مشيراً في السياق ذاته إلى أن مجلس النواب اليمني أمامه مهام استثنائية في مرحلة صعبة؛ أهمها العمل على مواصلة الضغط على الميليشيا الحوثية للالتزام بالقرارات الأممية.
مؤسسات الدولة
وفي السياق، أشار المحلل اليمني فؤاد مسعد، إلى أن «انعقاد جلسة مجلس النواب يأتي تأكيداً على ضرورة استكمال استعادة الدولة بكل سلطاتها، وفي مقدمتها السلطة التشريعية، بخاصة أن الحكومة الشرعية تحظى بدعم واعتراف المجتمع الدولي برمته، وإسناد التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الإمارات، وتأكيداً على ضرورة حضور السلطة التشريعية في مواجهة الانقلاب».
أثارت الأزمة في المشتقات النفطية الخانقة هذه الأيام في صنعاء ومناطق سيطرة الميليشيا جدلاً واسعاً حول أسباب هذه الأزمة رغم تعافي الريال اليمني بشكل ملحوظ.
وتشهد صنعاء والمناطق غير المحررة منذ اسبوع أزمة خانقة في البترول واغلاق المحطات وطوابير من السيارات على المحطات التي يتواجد فيها البترول.