أكد الرئيس اللبنانى ميشال عون، أن الأحداث التى شهدتها منطقة الشرق الأوسط خلال السنوات الماضية وسميت بـ “الربيع العربى” هى أقرب إلى “الجهنم العربي” – على حد تعبيره – مشيرا إلى أن التسمية الأخيرة هى التى تليق بما حصل فى تلك الفترة، خاصة بعد الأحداث التى شهدتها سوريا وليبيا واليمن، والإرهاب الذى تعرضت له مصر.
جاء ذلك خلال مقابلة تلفزيونية أجراها الرئيس اللبنانى مع التلفزيون التونسى، خلال تواجده فى تونس لحضور أعمال القمة العربية الأخيرة، والتى تم بثها اليوم على التلفزيون الرسمى اللبناني.
وتطرق عون إلى القرارات الأمريكية الأخيرة فى شأن القدس ومرتفعات الجولان السورية المحتلة، قائلا: “لقد ضاعت القدس، وها هو الجولان أيضا يضيع”.. معربا عن خشيته من أن يأتى الدور على الأراضى اللبنانية التى تحتلها إسرائيل والمتمثلة فى مزارع شبعا وتلا كفر شوبا اللبنانيتين.
وقال الرئيس اللبناني: “أستذكر الآن ما كان قاله الرئيس التونسى الراحل الحبيب بورقيبة، حول الصراع الفلسطينى – الإسرائيلى وضرورة اعتماد مبدأ (خذ وطالب) إذ نصح الفلسطينيين عند التفاوض مع الإسرائيليين أن يأخذوا ما يمكنهم أخذه وأن يطالبوا بعدها بالباقي، وهى نصيحة غاية فى الأهمية، ولكن من الصعب الأخذ بها اليوم لأننا خسرنا كل شيء“.
ودعا الرئيس اللبنانى الدول العربية إلى “توحيد القرار الصالح الذى بإمكانه أن يشكل مسارا بعدما كنا قد اقتربنا مسافة جيدة تجاه السلام على إثر المبادرة العربية للسلام التى قدمها الملك السعودى الراحل عبد الله بن عبد العزيز فى بيروت عام 2002، وقوامها الأرض مقابل السلام”.. محذرا فى الوقت نفسه من أنه إذا لم تعد الأرض موجودة، فمن الطبيعى أن يُفقد السلام أيضا، لأن الأرض والسلام وحدة لا تتجزأ.
وأشار إلى أن أفق الصراع العربى – الإسرائيلى يعود إلى مدى القدرة على توحيد كلمة العرب، مطالبا باتخاذ موقف عربى موحد تجاه هذا الأمر، أو التنسيق حول قضية فلسطين والقدس فى الحد الأدنى.
وفى ما يتعلق بالوضع فى سوريا، أكد الرئيس اللبنانى أهمية أن تتوقف الحرب، والعودة إلى الحوار الذى من شأنه أن يساهم فى احترام المصالح المشتركة للدول، معتبرا أن أسباب معظم الحروب اقتصادية مع نزعة إلى سيطرة طرف على آخر، وأن الأهم العمل على وقفها.