بدلاً من العمل على تنفيذ اتفاق استوكهولم بشأن انسحاب الميليشيا من موانئ ومدينة الحديدة، أمضت الأمم المتحدة أربعة أشهر في لقاءات داخل مدينة الحديدة وأخرى في صنعاء مع قيادات في ميليشيا الحوثي قبل أن تتبخر الوعود على تنفيذ مشوه للاتفاق.
وإذا صدقت التسريبات عن الصفقة التي يسعى المبعوث الدولي مارتن غريفيث لإبرامها خلال الأيام المقبلة بهدف تحقيق ما يعتقد انه تنفيذ جزئي لاتفاق استوكهولم فإن الأمر سيكون إقراراً من الأمم المتحدة بمسرحية الانسحاب من ميناء الحديدة التي سبق ورفضتها في عهد كبير المراقبين الدوليين باترك كاميرت، وتعميم هذه المسرحية على ميناءي الصليف وراس عيسى وإبقاء سيطرة الميليشيا على مدينة الحديدة.
وإذا كان واضحاً أن المبعوث الدولي وكبير المراقبين أظهرا حرصاً غير مبرر على مدارات الميليشيا وتجنب ممارسة أي ضغط لتنفيذ اتفاق استوكهولم، فإن المقترحات المتداولة تتناقض تماماً مع بنود اتفاق استوكهولم الذي ينص بوضوح على انسحاب هذه الميليشيا من الموانئ الثلاثة في موعد زمني محدد وأن تسلم هذه الموانئ لمراقبين يتبعون الأمم المتحدة، وأن يتم أيضاً تحديد مواقع خارج مدينة الحديدة تنسحب إليها قوات الطرفين، وأن يتم سحب مشرفي الميليشيا من مدينة الحديدة وأن تتولى السلطة المحلية والشرطة المحلية إدارة المدينة وتأمينها.
تفسيرات ملتوية
وزيادة في المدارة قبلت المنظمة الأممية بتأجيل تسلم موانئ الحديدة والإشراف على عائداتها ووضعها في حساب بنكي خاص برواتب الموظفين بحجة أن هذا الأمر مرتبط بالملف الاقتصادي، كما قبلت تفسيرات الميليشيا بترحيل أيضاً إدارة مدينة الحديدة إلى المشاورات المرتقبة باعتبار أن ذلك أيضاً مرتبط بالملف الاقتصادي وهي نفس التفسيرات التي قدمتها الميليشيا عقب إبرام الاتفاق الذي ينص أساساً على انه اتفاق خاص بالمحافظة ولا يمكن تعميمه أو تطبيقه في مكان آخر.
ويؤكد اللواء صغير بن عزيز رئيس الفريق الحكومي في لجنة الإشراف على تنسيق إعادة الانتشار في الحديدة، أن جل وقت كبير المراقبين الدوليين الحالي الفريق مايكل لوليسغارد ذهب في الطريق بين صنعاء والحديدة منذ تولية مهامه، من أجل مراجعة مشرفي الميليشيا في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه ومع ذلك ولم يحظَ بلقاء مشرف يلبي مطالبه حتى اليوم.
ويؤكد اللواء بن عزيز أن القوات الحكومية في مدينة ومحافظة الحديدة تلتزم بوقف إطلاق النار لا ترد إلا دفاعاً في حالة محاولة ميليشيا الحوثي التقدم والاستيلاء على أرضٍ وأن خروقات ميليشيا الحوثي منذ وقف إطلاق النار حتى اليوم بلغت أكثر من 2700 خرق، ويؤكد انه ومن بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في مدينة ومحافظة الحديدة وحتى الآن لم تمضِ 24 ساعة من دون أن تقوم ميليشيا الحوثي بخرق وقف إطلاق النار والكثير منها تستهدف المدنيين.
وإذا نجح غريفيث في إبرام الصفقة التي يتحدث عنها فإنه سيفرغ اتفاق السويد من مضامينه كاملة خاصة فيما يتصل بإعادة الانتشار في الحديدة ووصولاً إلى الاتفاق الخاص بتبادل الأسرى والمعتقلين والقائم على قاعدة إطلاق الكل مقابل الكل، حيث قبل بمطلب ميليشيا الحوثي الإفراج عّن دفعة واحدة فقط من المعتقلين لديها وبما يساوي عدد أسراها فقط الموجودين لدى الشرعية.
نقلا عن جريده البيان الاماراتيه