كشفت صحيفة “البيان” الإماراتية، عن حجم الكوارث التي تسببت فيها المليشيا الانقلابية، في مديرية كشر غرب محافظة حجة، وقالت في تقرير نشرته بعددها الصادر، اليوم الخميس، إن معالم الحياة اختفت تماماً وحل مكانها عناصر الميليشيا المدججين بأنواع السلاح وآلياتهم العسكرية، التي تحتل مداخل ومخارج القرى والمدارس والمرافق الصحية والحكومية بعد اجتياحهم للمديرية وتنفيذ أبشع الجرائم والانتهاكات الإنسانية ضد أبناء حجور.
وأشارت الصحيفة إلى أن تلك الجرائم تعد انتقاماً من رفض أبناء حجور للمشروع الحوثي الإيراني، ودفاعهم عن أرضهم ومنازلهم وصمودهم لقرابة 60 يوماً في مواجهة الحملات العسكرية الحوثية، التي استخدمت فيها مختلف الأسلحة بما فيها الصواريخ الباليستية الإيرانية لضرب منازل المواطنين.
وأوضحت الصحيفة، إن مديرية كشر دفعت ثمن تمسكها بحريتها وبقائها في معزل عن سلطة ميليشيا الحوثي طوال فترة الانقلاب، حيث حولتها الميليشيا إلى منطقة منكوبة وصبت عليها جام غضبها وإجرامها.
وأوضح مصدر قبلي طلب عدم ذكر اسمه خوفاً من تعرضه لقمع الميليشيا، أن عشرات المنازل تم تفجيرها وتشريد سكانها منذ اقتحام جماعة الحوثي للمديرية ففي قرية النامرة وحدها، والتي تقع بأطراف المديرية فجر الحوثيين نحو خمسة منازل وحولت القرية الصغيرة بالكامل إلى ركام وثكنات عسكرية.
وأضاف المصدر: في منطقة العبيسة التي كان لها النصيب الأكبر من القصف والدمار قامت الميليشيا بتفجير أكثر من عشرة منازل للمواطنين ونهب كل ما فيها من أموال وممتلكات أبرزها منزل الشيخ فهد النمشة ومنازل أخرى لمواطنين من قبيلة النمشة.
وفي الجهة الجنوبية للمديرية تم تفجير منزل قائد مقاومة حجور الشيخ أبو مسلم الزعكري، وأيضاً تم مهاجمة عدد من المنازل ونهب كل ما فيها.
يعتمد أغلب سكان كشر على الزراعة كمصدر أساسي في كسب رزقهم وما إن حلت جماعة الحوثي بمديريتهم حتى أحرقت عشرة صهاريج ماء، والتي يعتمد عليها السكان في ري مزارعهم وقامت بنهب ما تبقى وأخذها إلى صعدة حسب المصدر نفسه.
وأشار إلى أن الميليشيا عملت على تشريد الكثير من المواطنين، الذين كانوا لا يزالون في بيوتهم وممارسة أبشع الجرائم بحق قبائل حجور وعائلاتهم، حيث أخلت مناطق كاملة من سكانها وحولتها إلى مناطق عسكرية مغلقة ومنها منطقة العبيسة، التي أصبحت خاوية ومهجورة.
وأضاف المصدر: قتلوا امرأة مسنة في عمر الستين وهي خارجة من منزلها في قرية بني شوس. ولا تزال الميليشيا تفرض حصاراً جائراً على المديرية، إذ لم تدخلها أي منظمة حتى اللحظة ويعيش الناس هناك حالة مأساوية صعبة جداً، محاصرين بالجوع والخوف والموت والظلم والقلق.
هناك أكثر من مئة منزل تم مداهمته واختطاف من بداخله والزج بهم في السجون من دون أي تهمة، فما يعيشه باقي المواطنين داخل بعض مناطق المديرية من حصار وتجويع وخوف يعيشه أيضاً النازحون الذين تركوا منازلهم وتوجهوا للكثير من المناطق مثل صنعاء والتي يتواجد فيها أكثر من ألف أسرة نازحة لا يجدون حتى أبسط مقومات الحياة، ونازحون آخرون في مدينة حجة يتجاوز عددهم أيضاً 500 أسرة ويواجهون نفس الصعاب.