اعادت ميليشيا الحوثي الإيرانية الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص، إلى دوامة المراوغات التي لم تتوقف منذ أكثر من ثلاثة شهور، بهدف إفشال مهمته بتنفيذ إعادة الانتشار من موانئ ومدينة الحديدة وفقاً لاتفاق السويد.
وذكرت مصادر عسكرية يمنية وفق جريده «البيان» الاماراتيه أن رفض ميليشيا الحوثي عقد اجتماع اللجنة المعنية بالإشراف على تنفيذ إعادة الانتشار في مناطق سيطرة الشرعية بمدينة الحديدة هدفه إدخال المبعوث الدولي وكبير المراقبين في دوامة مراوغات الميليشيا التي لا تتوقف وبغرض التحايل على تنفيذ الانسحاب من الموانئ والمدينة خاصة وأن الاجتماع كان سيكرس للمصادقة على الخطة المعدلة للانسحاب من ميناءي الصليف ورأس عيسى وغيرها من المناطق المؤدية إلى مداخل المدينة ومطاحن البحر الأحمر.
اوضحت المصادر أن جانب الشرعية كان يعلم منذ بداية اللقاءات أن الميليشيا كانت تخشى انشقاق بعض من ممثليها في اللجنة، حال وصولهم مناطق الشرعية، لكن من الواضح أن الميليشيا تعمل على اختلاق الأعذار كلما اقتربت ساعة الصفر لخروجهم من الموانئ، ولهذا أرادوا في آخر لحظة إفشال مهمة المبعوث الدولي مارتن غريفيث الذي أفرط في تفاؤله من التزام الميليشيا بتنفيذ اتفاق السويد بشكل عام وإعادة الانتشار من موانئ ومدينة الحديدة على وجه الخصوص، ولهذا رفضوا قبل ساعات من الموعد الحضور إلى منطقة سيطرة الشرعية التي حضر ممثلوها أكثر من اجتماع في مناطق سيطرة الميليشيا.
تحضير عرقلة
وطبقاً لهذه المصادر فإن الميليشيا وفِي حال رضخت الأمم المتحدة لرغبتها ونقلت الاجتماعات من جديد إلى ظهر سفينة تتبع برنامج الغذاء العالمي استأجرتها الأمم المتحدة وترابط في ميناء الحديدة فإن الميليشيا جاهزة لرفض الخطة المعدلة للانسحاب من ميناءي الصليف وراس عيسى برفضها نشر مراقبين من الجانب الحكومي إلى جانب المراقبين الدوليين وممثلين عن هذه الميليشيا وهو ما يعني أن أسابيع أخرى سيقضيها المبعوث الدولي وكبير المراقبين الجنرال مايكل لوليسغارد في إقناع الميليشيا بأهمية الالتزام بتعهداتها والقبول بالخطة المعدلة إذا لم يضطرا لإدخال تعديلات جديدة عليها.
واستدلت المصادر بِما جاء في خطاب زعيم الميليشيا والذي تحدث فيه عن أن هذه الميليشيا قبلت بوجود رقابة أممية على الموانئ فقط ولكنها ستظل مع مدينة الحديدة تحت سيطرة الميليشيا، وقالت من الواضح أن الهجوم الذي تعرض له كبير المراقبين الدوليين السابق باترك كاميرت لم يكن مجرد محاولة لتحقيق أي مكاسب من خلال تنفيذ جزئي للاتفاق، بل انقلاب كامل وشامل ينسف الاتفاق ويشرع لسيطرة الميليشيا على موانئ ومدينة الحديدة.
وتأكيداً على النوايا السيئة للميليشيا تجاه جهود السلام واصلت حشد المقاتلين إلى الحديدة كما أمرت مندوبيها في المناطق القبلية بتنفيذ حملة تجنيد إجبارية إلى الساحل الغربي.