سبتمبر نت
شرعت المليشيات الحوثية في عملية ممنهجة لتدمير التعليم في اليمن منذ انقلابها في 21 سبتمبر 2014 بهدم البنية التعليمة في مناطق سيطرتها و أقدمت على قطع رواتب المعلمين لأكثر من ثلاث سنوات متواصلة وكذلك اختطاف وسجن الكثير ومؤخرا قامت بحذف الكثير من المعلمين من كشوفات المنحة المقدمة من المملكة العربية والسعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة المقدرة 70 مليون دولار المقدمة للمعلين والمعلمات في المناطق المتبقية لسيطرة المليشيات الحوثي بعد اتفاق الحكومة الشرعية مع منظمة اليونسف على توزيع المنحة على المعلمين بحسب كشوفات 2014م.
معلمون يشتكون
واشتكى معلمون في مناطق سيطرة المليشيات من إسقاط أسمائهم من كشوفات المنحة واستبدالهم بأسماء عناصر حوثية واعتماد اليونيسيف على الكشوفات المرفوعة من المليشيات بعد ان اتفقت مع الحكومة الشرعية بأن تكون حسب كشوفات 2014م.
خلل فاضح
وقال الكاتب والمحلل السياسي محمد جميح في صفحته على تويتر: قدمت السعودية والإمارات ٧٠ مليون دولار لدفع مرتبات المعلمين والمعلمات في اليمن، عن طريق اليونيسيف، التي انصاعت لرغبات الحوثيين وسلمت المنحة لهم، فصرفوها وفقاً لكشوفاتهم، وليس كشوفات ٢٠١٤، وقد أدخلوا جميع عناصر مليشياتهم ضمن الكشوفات، وحرموا من لم يكن معهم من مستحقاتهم، هذا خلل فاضح!!».
و تسببت الحرب التي تخاض في مختلف المحافظات اليمنية في حرمان أكثر من 2.5 مليون طفل يمني من التعليم، بل إن الذين لم يلتحقوا بالمدارس منذ مارس 2015 وصل عددهم إلى 2.9 مليون طفل بحسب تقرير للأمم المتحدة.
وتبين الأرقام أن 1.8 مليون طفل تسربوا من المدارس في وقت سابق لأسباب اقتصادية واجتماعية مختلفة، ويضيف التقرير أن هناك «نحو 2.9 مليون طفل آخرين مهددين بالتسرب في حال لم يحصلوا على المساعدات، ما يعني أن 78 في المئة من الأطفال في عمر الدراسة لن يكونوا قادرين على الالتحاق بالمدارس هذا العام».
تقرير آخر، أعده مركز الدراسات والإعلام التربوي غير الحكومي، يشير إلى أن نسبة 30% من إجمالي الطلبة المقيدين بالتعليم العام في وضعية البقاء على قيد المدرسة، ولم يتلقوا أي تعليم يذكر رغم حصولهم على نتائج النجاح، في حين أن 40% من المعلمين وموظفي التعليم فقط هم من تمكنوا من أداء عملهم إما بشكل كلي أو متقطع، وأن الساعات الدراسية التي تلقاها الطلبة أقل من المتوسط العام على المستوى الوطني.. وشرعت المليشيات الحوثية في عملية ممنهجة لتدمير التعليم في اليمن منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014م.
نتائج بدون حضور
ومنح الحوثيون الطلاب شهادات ومعدلات كبيرة في نهاية العام مقابل ذهابهم إلى الجبهات التابعة لهم وتقديم خدمات لهم وبدون دخول قاعات الامتحانات.
ويؤكد محمد يحيى المعلم بأحد مدارس تحت سيطرت المليشيات الحوثية لـ26 سبتمبر وجود حالات لبعض الطلاب لا نعرفهم وخلال ايام الامتحانات يأتي مشرفون من وزارة التربية والتعليم التي يسيطر عليهم الحوثيين ويعطون مدراء المدارس كشوفات لأسماء وقد تم اعتماد لهم درجات وعلى المدراء المصادقة عليها ومن يرفض يتم تغييره وإدخاله السجن لمخالفته أوامرهم.
وغادر في العام الدراسيّ 2018/2019 ما يقارب 90 ألف طالب وطالبة من المدارس الخاصة إلى المدارس الحكومية، من أصل 300 ألف طالب، وأغلقت قرابة 200 مدرسة خاصّة، من أصل 1050 مدرسة، ويتوقع انحسار التعليم الخاص بشكل أكبر في العام الدراسي الجاري.
الوضع المادي لأهالي الطلاب بسبب نهب المليشيات الحوثية لرواتب الموظفين في مناطق سيطرتها سيجبر الكثير من الطلاب مغادرة هذه المدارس الخاصة ووحدهم أبناء الأسر الميسورة يحافظون على مقاعدهم في المدارس الخاصة لأنهم يمتلكون المال».
سرقة رواتب المعلمين
وبعد أكثر مما يقرب أربع سنوات لا تزال المليشيا الحوثية توقف مرتبات القطاع الحكومي والمدرسين من ضمنهم رغم أن اغلبهم يمارسون عملهم بشكل دائم.
وأكد معلم –طلب عدم ذكر أسمه- أن «الحوثيين يقومون برفع أسمائهم في كشوفات المدارس، لكنها كانت كذبة عليهم لتستمر المليشيا بابتزاز المنظمات الدولية بأسمائهم حسب ما يقول أحد المعلمين في صنعاء، فيما تُستبدل تلك الكشوفات بكشوفات أخرى قدمت إلى اليونسيف».
واضاف المعلم لـ»26سبتمبر»: ان المليشيا الحوثية تهدد المعلمين المضربين عن العمل بسبب قطع المليشيا لرواتبهم منذ أربع سنوات وان بعضهم يحضر للتدريس خوفا على ضياع الطلاب بدون تعليم، وكذلك من اجل الأسر الفقيرة التي لا تستطيع أن توفر تكلفة التعليم الخاص بسبب حرب المليشيا على الشعب اليمني منذ انقلابها في سبتمبر 2014م ونهبها البنك المركزي وقطعها أرزاق بعض أصحاب المشاريع الصغيرة بمطالبتها لهم بدعم جبهاتها أو ما تسميها بالمجهود الحربي».
إسقاط الأسماء
وفوجئ آلاف المعلمين والمعلمات بإسقاط المليشيا لأسمائهم واستبعادهم من استحقاقات صرف الحافز المالي المقدم من المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة للمعلمين في المحافظات الخاضعة لسيطرة المليشيا الحوثية، تحت إشراف منظمة اليونيسيف.
وقال المعلمون لـ» 26سبتمبر» أن المليشيات استبدلتهم بعناصر موالية لها وأكدوا أنها كانت قدمت لهم وعودا برفع أسمائهم في الكشوفات المرفوعة إلى اليونيسيف مقابل استمرارهم في التدريس .
وأضافوا بان وعود ما يسمى مشرفو المليشيا في المناطق التعليمية لهم برفع أسمائهم في كشوفات المنحة كانت كذبة عليهم واستخدموا المعلمين كورقة لرفع المزيد من الأسماء إلى كشوفات المنظمة ولكي يقولوا لها بأنهم مستمرون في العملية التعليمية
ويعيش المعلمون في مناطق الحوثي أوضاعا معيشية صعبة منذ قطع المليشيا رواتب الموظفين منذ أكثر من 3 سنوات فالبعض منهم ترك المدارس والتحق في اعمال أخرى كالبيع بالبسطات والبقالات ومنهم من أصيب بأمراض نفسية نتيجة ازدياد الديون عليهم وإخراجهم من الشقق التي كانوا يستأجرونها قبل انقلاب الحوثي.
المعلم احمد قاسم مدرس مادة العلوم في إحدى المدارس الأساسية في صنعاء أصيب بحالة نفسية نتيجة لعدم مقدرته على إسعاف امه إلى المستشفى والتي تعاني من مرض مزمن منذ سنوات ويقول أحد جيرانه أنه بعد عجزه عن دفع قيمة تكاليف علاج أمه وعدم استطاعته توفير تكلفة المستشفى أصيب في اليوم التالي بحالة نفسية وهو الآن مشرد في الشوارع وأصبح لا يعرف أحداً بسبب فقدانه عقله.
المعلم احمد ليس الوحيد الذي أصيب بحالة نفسية فالكثير من المعلمين في مناطق الحوثي أصيبوا بأمراض وقد توفى العديد منهم لعدم استطاعتهم توفير قيمة الأدوية ومنهم من أقدم على الانتحار بسبب قطع الحوثي لمرتباتهم.
و لا يمر شهر الا ونسمع بموت أو انتحار أو جنون أحد المعلمين في المدارس» هكذا تصف إحدى الطالبات في التعليم الثانوي حال المدرسين في أيام الحوثي، وتؤكد أن اغلبهم يعملون في بقالات او متاجر وكذلك بسطات في شوارع صنعاء التي أصبحت الملجأ الوحيد لهم لتوفير احتياجات أسرهم اليومية.
تغير المناهج
تكثف المليشيات الحوثي من نشر ملازمها في المدارس بالمناطق التي تسيطر عليها وكذلك نشر فكر الكراهية و القتل والتدميرفي أوساط الطلاب .
وحاولت المليشيا الحوثي تغيير المناهج الدراسية في مناطق سيطرتها وتلغيم المناهج بأفكار إيرانية تشيد بالقتل بين اليمنيين ومهاجمة السعودية والدول الخليجية الأخرى خدمة لأجندة إيران في المنطقة .
وتسعى المليشيات الى هدم كل ما له علاقة بالعلم والثقافة والدين ، وتعمل على تغيير المفاهيم واللعب بعقول الطلاب من خلال المناهج و الأفكار الطائفية التي تنشرها بين طلاب المدارس وهو التغيير الذي يطمح إليه الحوثي للوصول إلى بغيته في تحشيد الطلاب للقتال في الجبهات واعتناقهم لأفكاره ومعتقداته على المدى البعيد
وفرضت على الطلاب إذاعات مدرسية طائفية و إلحاقهم في دورات طائفية لكل من المعلمين والطلاب عنوة ومن يرفض تقوم المليشيا باعتقاله وكذلك حولت المليشيا الكثير من المدارس الى ثكنات عسكرية لتدريب الطلاب على القتال او لتخزين اسلحتها
الزج بالطلاب
وإلى جانب ذلك كله، واستمراراً في اجرامها بحق اليمنيين عمدت المليشيا الحوثية إلى استدراج طلاب المدارس وتجنيدهم بالقوة لتستخدمهم في حربها المستمرة ضد الشعب.
المواطن علي احمد يؤكد من جهته أن اغلب الأسر اضطرت لسحب ابنائها من المدارس الحكومية في مناطق سيطرة الحوثي خوفا من قيام المليشيا باخذهم الى جبهات القتال.
ويضيف احمد لـ»26سبتمبر»: «اغلب اولياء امور الطلاب اخرجوا ابناءهم من المدرسة لانتشار عمليات اختطافهم من المدارس دون علم الاباء وبعض الطلاب قتل بسبب زجهم من قبل المليشيا الحوثية في جبهات القتال دون علم اسرهم».
وأردف: «الحالة المعيشية في مناطق سيطرة المليشيا صعبة والكثير من الطلاب اضطروا الى العمل لتغطية قوت أسرهم او خوف أولياء أمورهم من الزج بهم في معركتها الخاسرة».
الحكومة الشرعية
وكان وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالله لملس قد قال في وقت سابق خلال الاجتماع الذي عقده مع ارينا ضياء من منظمة اليونيسيف ورئيس وحدة الشراكة العالمية الدكتور عبدالرحمن الشرجبي وجواد الأوبلي من مكتب اليونيسف في عدن إن الوزارة ستعمل على تحويل المبالغ لمشروع الحوافز للمعلمين من ضمن المنحة السعودية الإماراتية البالغة 70 مليون دولار اولاً إلى البنك المركزي في عدن والتوزيع المباشر على المعلمين والنازحين المستفيدين على أساس كشوفات عام 2014 بالتنسيق التام بين اليونيسيف ووزارة التربية بالعاصمة المؤقتة عدن.