بحسب الدكتور المخلافي فإن استعدادات تجري حاليا بالتنسيق مع القيادة السياسية والتحالف العربي لمعركة استكمال تحرير المحافظة ..مشيرا الى ان المليشيا الحوثية باتت اليوم تشعر بالانكسار اكثر من اي وقت مضى ،عقب الخسائر الكبيرة التي تكبدتها على ايدي ابطال الجيش الوطني، وانها عمدت الى زراعة الالغام لمنع قوات الجيش من التقدم.. تفاصيل اوفى في الحوار التالي.
– حاليا تجري استعدادات لمعركة استكمال تحرير المحافظة وذلك بالتنسيق مع القيادة السياسية والتحالف العربي.
– بعض تقارير المنظمات الدولية بشأن جرائم الانقلابيين في تعز تبدو وكأنها كتبت بنفس دعائي واخرى لم ترتق الى حجم المأساة
– الاجهزة الامنية حققت انجازات كبيرة رغم انها تعمل في محيط اشبه بمزيج من التحديات ، وانعدام الإمكانات.
-ندعو كافة المكونات في تعز الى لعب دور إيجابي ومساندة جهود الأجهزة الأمنية في بسط الأمن والاستقرار في المحافظة .
– ميزانية تعز الحالية لاتتجاوز 20 % من ميزانية 2014
– ملف الجرحى أولوية قصوى ، وسنقاتل من اجل الانتصار لمعاناتهم ، فالجرحى أوسمة شرف على صدور اليمنيين جميعا .
– لدينا خطة شاملة للنهوض بكافة القطاعات ، واستعادة الحياة في محافظة تعز بشكل تام خلال العام الجاري.
تفاصيل الحوار
– بداية.. حدثنا عن الوضع العسكري بتعز.. وهل ستشهد المحافظة خلال الفترة القريبة القادمة استكمال تحريرها؟
الوضع العسكري في تعز جيد ، وهو احسن من أي وقت مضى ..ربما أن بعض الجبهات في وضع دفاعي ، لكن الاستعدادات لمعركة استكمال التحرير جارية بالتنسبق مع القياده السياسية وقياداة التحالف العربي.
– بأسلحة خفيفة واجه ابناء تعز الانقلابيبن الذين نهبوا سلاح الدولة وساقوا أكثر من 15 لواء الى المحافظة ورغم ذلك دحرت المليشيا الى اطراف المحافظة.. كيف ترون حالة الانقلابيين الان؟
بالفعل ..سطر ابناء تعز ملاحم بطولية سيدونها التاريخ في انصع صفحاته ..حيث واجهوا مليشيا نهبت سلاح الدولة ومقدراتها وجيشوا كل امكانياتها لاحتلال تعز لكنهم فشلوا فشلا ذريعا بعد ان طردوا من المدينة واغلب مديريات المحافظة..واليوم اكثر من اي وقت مضى يشعر الانقلابيون بالانكسار بعد الهزائم التي تلقوها خصوصا في الحديدة وجبهات الساحل ، وهم في المدينة لم يحققوا أي تقدم ويعيشون في وضع ميداني سيء للغاية ، ولذا يعمدون الى زراعة الألغام في خطوط التماس لإعاقة تقدم الجيش الوطني وهو تعبير عن هذه الحالة والضعف الذي تعيشه المليشيات .
وعلى كل ..نأمل أن تكون المرحلة القادمة حاسمة لاستعادة كافة المواقع المتبقية في أيديهم بتعز وتخليص المحافظة من شرورهم الى الابد .
– لماذا لا توجد مصداقية او مهنية في تقارير الامم المتحدة والمنظمات الدولية فيما يخص الانتهاكات التي ترتكبها مليشيا الحوثي بحق تعز..؟ هل هو ناتج عن قصور في الوصول الى المعلومة ام ماذا؟
الملاحظ أن بعض تلك المنظمات للاسف تقع ضحية بعض المصادر التحليلية التي تجعلها تصدر تقارير خاطئة وغير حيادية عن تعز والسلطة والجيش وأمامي تقرير منظمة العفو الدولية الذي كتب بنفس دعائية سوداء ضد تعز مستغلا بعض الأحداث التي تقوم السلطة بمتابعة مرتكبيها .. من جهة اخرى لم ترق – تقارير واداء المنظمات الدولية وتلك المهتمة بالشأن الإنساني – إلى حجم المأساة والكارثة التي يعيشها السكان في تعز نتيجة الحرب والحصار ، فضلا عن الجرائم المروعة والمجازر التي ترتكبها المليشيات بين الحين والآخر .
وحتى نكون منصفين ..هناك منظمات تقوم بجهود كبيرى وبالتالي نحن نثمن دور هذه المنظمات وجهودها في نقل المعاناة الإنسانية ، ويبقى هذا الملف بحاجة إلى جهود اكبر لإطلاع العالم على جرائم الحرب والإبادة والحصار الذي تتعرض له المحافظة
– يشهد الوضع الأمني بالمحافظة تحسنا ملحوظا لكن ما تزال هناك اختلالات.. ما هي خططكم لتعزيز الدور الامني وضبط الخارجين عن القانون؟
مدينة تعز تعيش منذ أربعة أعوام في حالة حرب وحصار غاشم ، وهذا الأمر حدث بالتزامن مع انهيار المنظومة الأمنية بعيد انقلاب المليشيات الحوثية على السلطة ، الامر الذي خلق الكثير من التحديات الأمنية في المدينة .
وهناك جهود كبيرة بذلت وتبذل لاستعادة دور المؤسسة الأمنية بكامل أجهزتها ، وتطبيع الحالة الأمنية بالمدينة ، وهي جهود بدأت تؤتي ثمارها ، فالكثير من الخارجين عن القانون والمطلوبين تم القبض عليهم ، والأجهزة الأمنية حققت نجاحات في ضبط الاختلالات ومنع انتشار الجريمة ، وهي تعمل في ظل محيط هو مزيج من التحديات ، وانعدام الإمكانات .
ونحن هنا ندعو جميع المكونات في تعز الى لعب دور إيجابي ومساندة جهود الأجهزة الأمنية في بسط الأمن والاستقرار بالمحافظة .
– بعيدا عن الوضع العسكري والأمني… حدثنا عن جهود استعادة مؤسسات الدولة لمهامها.. اين وصلتم في هذا الجانب؟
تعز اليوم غير تعز الامس ، نحن نتحدث اليوم عن حدوث تعافي كبير في تعز ، رغم أننا لانزال نعيش تحت وطأة الحرب والحصار ..
من السهل اكتشاف وملاحظة الفوارق الكبيرة والعمل الذي تم في مدينة تعز في إطار جهود استعادة الحياة في المحافظة ، وهي جهود ممتدة منذ العام 2016 . اليوم معظم مؤسسات الدولة ومكاتبها قائمة بمحافظة تعز ، تم تشغيل معظم المرافق رغم التحديات الكبيرة التي لاتزال تواجه تعز فهي لازالت محاصرة وتتعرض للحرب والقصف العشوائي والدمار إلا أن كل ذلك لم يمنع من المضي في برنامج تطبيع الحياة ، وحققنا نجاحات كبيرة وملموسة في هذا الجانب
– هناك مؤسسات مهمة لم تستعد نشاطها مثل مؤسسة الجمهورية للصحافة.. لماذا؟
مؤسسة الجمهورية للصحافة تأثرت بظروف الحرب ، وهي بحاجة لإعادة تجهيز وهذا الأمر يتطلب إمكانات لا نستطيع نحن في السلطة المحلية توفيرها في الوقت الحالي ، ونستغل هذه المناسبة لدعوة الحكومة والأخوة في قيادة وزارة الإعلام للاهتمام بهذا الأمر .
– اين وصلتم في اعمال ترميم وإعادة تأهيل المرافق الحكومية؟
خلال الفترة الماضية تمكنا من ترميم و تاهيل اكثر من 50% من المرافق الحكومية التي تصررت بسبب حرب المليشيا الحوثيى على المحافظة، ومازلنا نعمل بشكل مستمر لاستكمالها
– في ضل النجاحات التي تحققونها.. هل اعتمدت لكم الحكومة الميزانية التشغيلية كباقي المحافظات المحررة..؟
موضوع الميزانية التشغيلية خاضع لاعتماد الموازنة العامة للدولة ، لا يوجد حتى الآن ميزانية تشغيلية لتعز سوى عشرون في المئة للمكاتب التنفيذية من موازنة ????م ، وهناك مبلغ مالي لتسيير الأعمال ، وهو مبلغ ضئيل لا يفي باحتياجات السلطة المحلية ، كما أنه يصرف بصورة غير منتظمة .
– يعاني الوضع الصحي بالمحافظة من مشاكل كثيرة ابرزها عدم توفر الميزانيات التشغيلية ونقص المستلزمات الطبية خصوصا مراكز الغسيل الكلوي. ما الاسباب.. وهل تتدخل وزارة الصحة في حل هذه المشاكل ام العكس من ذلك؟
القطاع الصحي بمحافظة تعز كغيره من القطاعات تأثر كثيرا بظروف الحرب والحصار ، فالمليشيا لم تتورع عن استهداف هذا القطاع فالمسشفيات تعرضت للقصف ، والطواقم الطبية واجهت مرحلة من الترويع بسبب القصف والحصار والاستهداف ، دفعتها لترك العمل أو النزوح، وهذا الأمر أدى إلى إغلاق معظم المستشفيات في المدينة.
هناك جهود كبيرة بذلت وتبذل من أجل استعادة الدور الحيوي لهذا القطاع ، ونحن ننتهز الفرصة لنوجه شكرنا لكافة المستشفيات والطواقم الطبية التي صمدت خلال فترة الحرب ، وقدمت خدماتها للسكان والجرحى والمرضى رغم التحديات الأمنية وشحة الإمكانات ، نشعر بالفخر إزاء هذه النماذج التي قدمت صورة مكثفة عن تعز الصامدة وتحديها لإرادة الموت والقتل ، والاستهداف .
كما نحيي جهود كافة الجهات والمنظمات لمساعدة المستشفيات وتوفير المستلزمات والأدوية والمساعدة في تقديم الخدمات الطبية .
– مشاكل علاج الجرحى هل ما تزال قائمة خصوصا من يحتاجون الى علاج بالخارج ..؟
ملف الجرحى كان ولايزال يمثل أولوية قصوى لدينا ، من يضحي لأجل وطنه ويفديه بدمه او بجسده يستحق أن نضعه على رؤوسنا ، وان نقاتل للانتصار لمعاناته ، فالجرحى أوسمة شرف في صدور اليمنيين جميعا .
ونحن نبذل كل ما يسعنا لحلحلة هذا الملف ، وإيجاد الحلول الجذرية لمعاناة جرحانا الابطال ، وخلال المرحلة الماضية تحققت نجاحات في هذا الملف ،وتمكنا من تسفير الكثير من الجرحى الذين يحتاجون إلى السفر خارج الوطن لتلقي العلاج .
-ما الدور الذي يقوم به مركز الملك سلمان في التخفيف من معاناتهم؟
لمركز الملك سلمان دور مهم في معالجة ملف الجرحى من خلال تمويل التعاقدات مع عدد من المستشفيات المحلية ، لاستقبال الجرحى ومعالجتهم .
لكن يبقى هذا الملف شائك ومعقد وسيظل مفتوحا لان المعركة قائمة والجرحى في ازدياد لكننا عازمون على إنهاء معاناة الجرحى بكل ما لدينا من إمكانات .
– تمكنتم من استعادة نشاط العملية التعلمية في أغلب المدارس .. لماذا كثفت المليشيا الإنقلابية استهداف هذا القطاع؟
قطاع التعليم مثل غيره من القطاعات تأثر بفعل الحرب ، وربما كان هذا القطاع الاشد تضررا ، فالمليشيات عمدت الى استهداف التعليم في تعز ..هذه النقطة تحديدا تمثل للمليشيات مأزق وتثير نزعة عدوانية لديها تجاه تعز ، لأنها تعتقد أن التعليم والوعي ينهيان أحلامها في استعادة امجاد الإمامة المندثرة التي حكمت اليمن ومارست عملية تجهيل ممنهج للشعب ، وحرمانه من التعليم ، ليبقى سهلا وطيعا لها .
ولذا فقد عمدت المليشيات الى استهداف المؤسسات التعليمية في تعز ودمرت مئات المدارس وهجرت الطلبة والتربويين والأكاديميين في محاولة منها لإطفاء وهج التعليم .
الأ اننا في تعز تغلبنا على كل هذه المحاولات ، من خلال فتح الجامعات والمدارس واستئناف العملية التعليمية ، واليوم معظم مدارس تعز وجامعاتها ومعاهدها تعمل ، والملتحقين بالعملية التعليمية في تزايد مستمر بفعل هذا الإصرار ، والارادة لاستئناف التعليم .
-ماذا عن المدارس التي تضررت بسبب العدوان الحوثي او تلك التي كانت ثكنات عسكرية او مقرات لمسلحين؟
ما يتعلق بالمدارس التي تعرضت للاضرار قمنا بترميم الكثير منها ، وقد عاودت العمل ، وايضا تلك التي تحولت إلى ثكنات عسكرية للجيش تم تسليم معظمها ، وبقيت بعض المدارس في حوزة بعض الالوية وسيتم اخلائها قريبا .
– ما ابرز ملامح خطتكم للعام 2019. ونا اهم الملفات التي تعملون عليها حاليا؟
لدينا خطة شاملة للنهوض بجميع القطاعات ، واستعادة الحياة بشكل تام في محافظة تعز ، ينصب الكثير من التركيز في المضي ببناء الأجهزة الأمنية وهياكل المؤسسات ، لاستعادة دورها الحيوي في تعز ، كما نعمل لتطوير وتعزيز أداء المؤسسات المهمة كالضرائب والمالية ، وتنشيط قطاعات التعليم والصحة
– كيف ترون مشروع الدولة الاتحادية.. وهل انصفت مخرجات الحوار محافظة تعز؟
مشروع الدولة الاتحادية جاء لمعالجة إشكالية السلطة وهي الإشكالية التي تسببت بكل الصراعات والأزمات التي عاشها اليمن ، وهذا المشروع سيعمل على إنهاء تركيز السلطات في منطقة دون أخرى ، وتوزيع الثروة بشكل عادل لكل الأقاليم ، وهنا تكمن أهميته فهو سيعمل على المدى المتوسط والطويل لتحقيق الاستقرار الذي سيأتي من الشعور بالرضا ..الدولة الاتحادية مشروع ملح وضروري ، ونأمل أن يرى النور في القريب العاجل .
– من خلال قراءتك لمستقبل الدولة الاتحادية .. كيف سيكون اقليم الجند بشكل عام وتعز على وجه الخصوص؟
نحن في تعز سنستفيد كثيرا في إطار إقليم الجند ، لدينا الكثير من مقومات النهوض ، وتعز مدينة مفتوحة على البحر ، ولديها ميناء وموارد ، بالإضافة إلى الإنسان الذي يعد الثروة الأكبر لتعز ورأس مالها الحقيقي.