ضم ما يسمى المجلس السياسي الأعلى للانقلابيين، محمد علي الحوثي إلى المجلس السياسي الذي شُكل في 2016 بين الحوثيين وبين الرئيس السابق علي عبدالله صالح رئيس حزب المؤتمر الشعبي قبل أن يغدر به الحوثيون ويقوموا باغتياله في ديسمبر 2017.
وكشف المصدر المقرب من المجلس السياسيوفق جريدة «الوطن» السعوديه، حقيقة المعلومات التي نشرتها الصحيفة قبل نحو 34 يوما وصحتها وهو ما تحقق مؤخرا، مبينا أن تعيين محمد الحوثي عضوا بالمجلس السياسي يأتي تمهيدا للإطاحة برئيس المجلس السياسي الحالي مهدي المشاط، والذي باتت أيامه معدودة لاستبعاده، خاصة بعد أداء محمد الحوثي للقسم أول من أمس.
خطة مبكرة
قال المصدر، إن «مهدي المشاط عين في الفترة السابقة شكليا لتجاوز مرحلة معينة، أما الآن فأصبح المجلس في قبضة محمد الحوثي بعد تعيينه عضوا فيه، في خطوة أولى لاستبعاد المشاط وتعيين محمد علي الحوثي رئيسا للمجلس بشكل قاطع»، مشيرا إلى أن هذا الأمر هو المخطط له منذ وقت مبكر.
وبين المصدر أن هناك خلافا حول هذا الأمر حيث يرى البعض ضرورة إقالة المشاط عاجلا وتعيين محمد علي الحوثي رئيسا للمجلس دون تأخير، فيما يطالب البعض الآخر ببقائه رئيسا خلال المدة المحددة في الرئاسة وهو الأرجح حتى لا يفهم طرده بعدم وجود ديمقراطية لدى الحوثيين الذين يحاولون إيهام الناس بديمقراطيتهم.
دمية بيد الانقلابيين
قال المصدر إنه في كلتا الحالتين فإن المشاط يشعر حاليا بأنه غير مرغوب فيه خاصة وقد تضاعفت الشكاوى ضده وعدم الرغبة الفعلية بوجوده، إلا أن القرار السابق بتعيينه رئيسا للمجلس كان خيارا لابد منه، رغم أنه كان ولايزال عبارة عن دمية يحركها الحوثيون كيفما يشاؤون، وكان تعيينه لسد الفراغ شكليا باعتباره عضوا في المجلس السياسي فقط.
وأضاف المصدر أنه سبق وتم تهديد المشاط بالقتل من قبل محمد علي الحوثي وبعض القيادات الحوثية في الفترات السابقة، ولاتزال المخاوف لديه من أي محاولة اغتيال قبل انتهاء فترة رئاسته، مبينا أن الحوثيين والخبراء الايرانيين ليس لديهم مخاوف من ردة أي فعل للمشاط الذي لا ينتمي للسلالة الهاشمية، ولا مكان له خلال الفترة القربية القادمة في منصب سياسي، وأن عليه أن يعود لمنزله، خاصة أن من كان يسير الأمور فعليا خلال الفترات السابقة بعد مقتل الصماد هو المدعو أحمد الحامد بالتنسيق مع محمد علي الحوثي.
محاولة أولية
كشف المصدر أن اختيار محمد علي الحوثي حاليا عضوا في المجلس السياسي خطوة لتعيينه رئيسا للمجلس، حيث لم تكن الظروف مواتية في المرحلة السابقة لتعيينه رئيسا للمجلس السياسي مباشرة بعد مقتل الصماد بضربة جوية لتحالف دعم الشرعية في اليمن والتي كانت مفاجئة ومبعثرة لكافة أوراق القيادات الحوثية والخبراء الإيرانيين.
وأوضح المصدر أنه منذ مقتل الصماد والخبراء الإيرانيون يعقدون الاجتماعات من أجل اختيار الرجل المناسب لهم رئيسا للمجلس، ولكن الخلافات التي تعصف بالمجلس السياسي والحكومة الانقلابية حتى اللحظة كانت السبب في التأجيل، وأن محاولات الإيرانيين وحزب الله فرض تعيين محمد علي الحوثي عضوا بالمجلس السياسي وليس رئيسا هو مجرد محاولة أولية
لجس النبض، خاصة أن هناك أصواتا رافضة تماما سواء من داخل المجلس أو خارجه لتعيين محمد الحوثي رئيسا للمجلس.
عدم الرضا
أكد المصدر أن محمد علي الحوثي تواجهه عدة عقبات كبيرة ومنها الخلافات بين الكثير من أعضاء المجلس والحكومة التي فشل الإيرانيون في حلحلتها أو تهدئتها، إضافة إلى التنافس الكبير بينه وبين عبدالخالق الحوثي وعبدالكريم أمير الدين الحوثي من جهة وأبو علي الحاكم ويحيى بدر الدين من جهة أخرى، فضلا عن عدم القبول والرضا بتعيينه في المجلس السياسي، مشيرا إلى عقد اجتماعات حوثية حاليا ولقاءات بين خبراء إيرانيين لتهدئة الموقف وضرورة القبول بالقرار إما بالرضا وإما بالقوة.
التحرك بسرية
قال المصدر إن محمد علي الحوثي يعيش حاليا حالة قلق من أي عملية أو محاولة للنيل منه، ولايزال يتخفى بطرق مختلفة وتحركاته بسرية تامة وعدم ثقة في كل من حوله.
ولفت المصدر إلى أن محمد الحوثي عمل خلال الفترات السابقة على جرائم كبيرة في اليمن عندما كان رئيسا للجنة الثورية فهو من كان يوجه بتفجير المنازل وزراعة الألغام ويهدد القبائل والمشايخ بالانضمام لهم وإرسال الأطفال للجبهات، ولديه علاقات كبيرة بالمهربين للأسلحة والمخدرات، إضافة لرضوخه وتنفيذه لكافة التوجيهات الإيرانية وعلاقته القوية بكافة عناصرها المتواجدة باليمن أو طهران.