نظمت المنظمة العربية لحقوق الإنسان مؤتمر صحفيا، اليوم الإثنين، بالمشاركة مع مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان اليمني عن حالة حقوق الإنسان في اليمن تحت عنوان “حجور والمأساة المستمرة”.
واستعرض المؤتمر شهادات حية من منطقة كشر بمحافظة حجة الواقعة شمال غرب صنعاء، وشارك بالمؤتمر أبناء المنطقة قدموا من اليمن للمشاركة في هذا المؤتمر بالإضافة إلى عدد من منظمات المجتمع المدني اليمنية وممثلين للوزارات والأجهزة المعنية بحقوق الإنسان في اليمن ومصر.
وعرض فيديو تسجيلي عن الانتهاكات من قبل الحوثيين وأحوال حقوق الإنسان في اليمن، ويهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على الأوضاع المتدهورة والانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها المواطنون من قبل الحوثيين باليمن.
وقال مشاركون إن ميليشيات الحوثي شنت حربا شرسة استخدمت فيها كل الأسلحة الثقيلة على بلدة “حجور” بمديرية “كشر” بمحافظة “حجة” الواقعة شمال غرب صنعاء.
وحذر المشاركون من جرائم إبادة جماعية وفضائع مروعة ترتكبها ميليشيا الحوثي الانقلابية بحق المواطنين في قرى مديرية كشر وحجور تحديدا بمحافظة حجة، وقال المشاركون إن العالم سيفيق من غفلته على مأساة إنسانية كارثية هي الأكبر في اليمن تذكرنا بجرائم الإبادة الجماعية.
وأضاف المشاركون أن مليشيا الحوثي كثفت من هجماتها على قرى المديرية وقصفت بالصواريخ الباليستية وبالدبابات والمدفعية ومختلف أنواع الأسلحة بشكل هستيري وعشوائي.
وأشاروا إلى أن هذه الجرائم تأتي في ظل حصار خانق تفرضه المليشيا على المديرية وقطع إمدادات الغذاء والماء والدواء وغياب لكل مقومات الحياة، وموجة نزوح وتهجير داخلي هي الأكبر في تاريخ اليمن لعشرات آلاف من المواطنين الذين تركوا منازلهم ولجأوا للجبال البعيدة عن مناطق القصف.
واستغرب المشاركون صمت المجتمع الدولي إزاء هذه المذابح التي ترتكبها مليشيا الحوثي بحق المدنيين في قرى حجور من قصف عشوائي وقتل للنساء والأطفال بدم بارد.
وأوضحوا أن مليشيا الحوثي تقتل المواطنين العزل بدون رحمة وتتعمد تفخيخ البنية السياسية والاجتماعية وخلق صراعات سيدفع ثمنها اليمنيون لعقود قادمة.
وذكروا أن صمت العالم ومنظمات حقوق الإنسان على هذه المجازر الإرهابية التي ترتكبها المليشيا منذ شهرين في حجور أمر صادم ومروع ووصمة عار في جبين العالم الذي يتغنى بحقوق الإنسان.
وقال المشاركون إنه ومنذ أربع سنوات، تعرضت هذه المنطقة للعزل عن الإعلام على الرغم من ارتكاب انتهاكات جسيمة بحق سكانها، وخلال الشهرين الماضيين شنت ميليشا الحوثي على قبائل حجور في منطقة حجة وخاصة مديرية كشر حربا شرسة استخدمت فيها وأضاف المشاركون أن هناك جرائم بشعة ترتكب بحق المدنيين، منها تفجير المنازل وقتل الأطفال والنساء وكل ذلك بعيدا عن أعين الإعلام والمنظمات الحقوقية، وأن المليشيا تستهدف المناطق المأهولة بالسكان بمختلف القذائف والمدفعية الثقيلة والصواريخ الباليستية، ما تسبب بنزوح آلاف الأسر تحت نار القصف والقنص المباشر.
وأوضح المشاركون أن المليشيا تمنع المنظمات الإنسانية من إغاثة النازحين والجرحى الذين يفرون عبر الجبال، كما تمنع المياه عن المدنيين حيث فتحت جبهات قتالية في الأودية الأربعة التي تشكل مصدرا رئيسيا للحصول على المياه، ما تسبب في عدم قدرة الأهالي على جلب المياه، واستخدام البرك والمستنقعات وتجمعات الأمطار عوضا عنها، فضلا عن ملاحقتها كافة أبناء حجور في صنعاء واختطافهم وإخفائهم.
واستشهد المشاركون بعدد من الأرقام والإحصائيات المتعلقة بهذه الانتهاكات، ومنها وقوع نحو 8880 انتهاكا بين المدنيين خلال نحو 60 يوما من الحرب، بمقتل 213 مدنيا بينهم 24 طفلا و32 امرأة، وإصابة 496 مدنيا بينهم 38 طفلًا و63 امرأة. وخطف وإخفاء 176 مواطنا، وتهجير 2665 أسرة قسريا ونزوح نحو 4856 أسرة جراء القصف بمختلف الأسلحة الثقيلة.
وأوضحوا أن ميليشيا الحوثي فجرت وأحرقت 150 منزلا منها 75 منزلا تم نهب محتوياتها وتدميرها بالكامل، كما تسببت في حرمان ما يزيد على 20 ألف طالب وطالبة من الدراسة في حجور جراء القصف وتعرضت 45 مدرسة للقصف، وحولت المليشيا 8 مدارس أخرى لثكنات عسكرية لعناصرها.
وأضافوا أن القصف العشوائي دمر 5 أسواق، ما سيحرم 2500 أسرة من التجار والعاملين فيها من تجارتهم ومصدر رزقهم ودخلهم الشهري، وإحراق وتفجير نحو 35 بابور يستخدم لنقل المياه، والسيطرة على 186 مزرعة وإتلاف 45 مزرعة أخرى.
وقال هاني الأصبحي ممثل مركز المعلومات، إن مصر الشقيقة الكبرى التي لم تألوا جهداً في تقديم الدعم المستمر عبر تاريخ طويل من التضحيات الداعمة للشعب اليمني المعمدة بالدم المصري على الارض اليمنية في مسانده اخوانهم للتخلص من الأمامة واذنابهم في ستينيات القرن الماضي ، مصر التي لا زالت تدعم الشعب اليمني وحكومته الشرعية في التخلص ايضاً من المليشيات الحوثية الانقلابية التي عاثت فساداً في الأرض وحرمت ابناء الشعب اليمني من ممارسة ابسط حقوقهم في الحياة والعيش الكريم .
واضاف الأصبحي، خلال كلمته بالمؤتمر، أنه قد مثلت منطقة حجور ونضالها ومقاومتها ووقوفها امام المليشيات الحوثية ايقونة صمود حقيقية أمام من يدعون الولاية الالاهية ومحاولة فرض سيادتهم بالقوة على الشعب اليمني ، قبائل حجور رجالاتها ونسائها ضربوا اروع الامثلة في المقاومة والصمود امام المليشيات الانقلابية الساعية عبر القتل والتنكيل بابناء اليمن الى فرض فكرهم الكهنوتي البغيض بقوة السلاح الذي لم يسلم منه الاطفال والشيوخ والنساء قبل الرجال .
واشار ممثل المنظمة، إلي أنه لاتزال المليشيات الحوثية تحاصر قبائل حجور في مديرية كشر محافظة حجة وتفجر منازلهم ومساجدهم وتحتل مدارسهم وتدمر مزارعهم وتقطع عليهم خطوط الامدادات الانسانية حتى اللحظة ونحن من هذا المنبر ندعو المفوضية العليا لحقوق الانسان والامم المتحدة لزيارة حجور والاطلاع على المأساة الانسانية هناك والجرائم المرتكبة من قبل الحوثيين تجاه المواطنين المدنيين.



