سلطت الصحف الخليجية، اليوم الأحد، الضوء على العديد من القضايا في الشأن اليمني على كافة الأصعدة السياسية والعسكرية والإنسانية.
وتحت عنوان “حلم إيران التوسّعي في اليمن يتبدّد”ومؤسسات الدولة تتمكّن” قالت صحيفة “البيان” الإماراتية: إنه مع انقضاء أربع سنوات على بدء العمليات العسكرية لتحالف دعم الشرعية في اليمن، والتي انطلقت في السادس والعشرين من شهر مارس ٢٠١٥ تضاءلت آمال إيران في تصدير مشروعها التخريبي، وبددت أحلامها التوسعية إلى جنوب الجزيرة العربية، مع تضييق الخناق على ميليشيا الحوثي، وإعادة بناء مؤسسات الدولة اليمنية في كافة المناحي، فعندما اجتاحت الميليشيا صنعاء، واستولت بالقوة على الحكم، ووضعت الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والحكومة رهن الإقامة الجبرية، خرج قادة طهران يتفاخرون بأن عاصمة عربية رابعة باتت تحت سيطرة عملائهم، وتوالى تسيير الجسور الجوية بين طهران وصنعاء.
وأضافت الصحيفة :”عاشت مؤسسات الدولة الأساسية حالة من الشلل، وصل في بعضها إلى الانهيار، وبالذات مؤسسات الجيش والأمن والشرطة، وعمت الفوضى، مشيرة إلى أن المليشيا أحكمت سيطرتها على غالبية المنافذ البحرية والبرية والجوية، واحتلت المؤسسات المدنية من خلال مندوبي، ما أسميت باللجنة الثورية، وبدأت بإبعاد المسؤولين والموظفين العموميين، وإحلال عناصرها محلهم.
وتابعت “البيان”: لَم تكتفِ الميليشيا بهذه السيطرة والانهيار، بل شنت حملة اعتقالات طالت الآلاف من الناشطين والمعارضين لها، كما أغلقت المؤسسات الإعلامية والصحف المعارضة والمستقلة، قبل أن تمتد يد بطشها إلى منظمات المجتمع المدني، وتوجت ذلك بالانقلاب على التحالف الذي تشكل مع حزب المؤتمر الشعبي العام، ورئيسه الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، حيث عملت طوال سنتين من التحالف على إدخال ميليشياتها إلى المناطق الحيوية في العاصمة، وعند ساعة الصفر، هاجمت مقرات وقيادات الحزب، وقتلت الرئيس الراحل ومعه عارف الزوكا أمين عام حزب المؤتمر الشعبي العام.
ورأت الصحيفة أن ساعات الحوثي باتت معدودة، والخيار السلمي سيفرض نفسه، مع تقدم القوات المشتركة إلى قلب مدينة الحديدة، ووصول وحدات أخرى من الجيش إلى عمق محافظة صعدة ومنطقة ظهور هذه الميليشيا، مؤكدة أن التحالف فقد ركز جهوده نحو خدمة السلامة والتنمية، ما مكن البنك المركزي في عدن، من إدارة الحركة التجارية، وأقبل كبار التجار على نقل أنشطتهم الأساسية إلى العاصمة عدن متحدين إجراءات الميليشيا، والتي وصلت حد اعتقال بعض رجال الأعمال أو العاملين في البنوك، وتهديهم بالعقاب إذا ما تعاملوا مع البنك المركزي في عدن، لكن عجز البنك الذي تديره في صنعاء عن فتح اعتمادات بنكية، وفرض رسوم جمركية مضاعفة، وابتزاز التجار وأصحاب المحلات برسوم غير قانونية، أفقد الميليشيا أي دور في هذا الجانب، وعزز من موقع الحكومة الشرعية وقدرتها.
وأوضحت إلى أنه بجانب إعادة تأهيل المدارس والمستشفيات والخدمات الأساسية، من كهرباء ومياه، قدم التحالف الدعم للحكومة في نقل مركز التحكم بالاتصالات الدولية وخدمة الإنترنت من يد الانقلابيين، ودعم تحسين الموارد وتحصيلها، وإعادة تصدير النفط، على أن ترتفع قدرات الحكومة في هذا الجانب إلى مستوى أرفع خلال العام الجاري، وبالمثل، ما يخص عمل الموانئ، من خلال تحسين قدرتها برافعات إضافية، ومساعدتها على تسهيل إجراءات التفريغ والنقل وإصلاح طرق عبور الناقلات من الموانئ الخاضعة لسيطرة الشرعية إلى مناطق سيطرة الميليشيا.
ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مسئول عسكري أن كثير من المراقبين يراهن على نجاح قوات الجيش في تحرير محافظة البيضاء من قبضة المليشيات الحوثية باعتبار أن المليشيات تفتقد للحاضنة الشعبية في هذه المحافظة، مشيرا إلى أنه منذ أشهر ما زال هناك سماع عن ثبات المعارك في مناطق فضحة والملاجم، كما لا تزال معارك الكر والفر في جبهة قانية على ما هي عليه منذ أشهر.
وأشار إلى أن جبهة البيضاء فتحت منذ وقت قريب، وأن الجيش يعمل مع التحالف لخطط جديدة للمحافظة وغيرها بما يقلب الموازين، موضحا أن الحوثي ليست لديه حاضنة شعبية، سواءً في محافظة البيضاء أو المحافظات الأخرى بما فيها محافظة صعدة، ولكن توليه على رأس السلطة واستيلاءه على الدولة بما فيها وزارة الدفاع كل ذلك جعله يقاتل بإمكانات الحكومة.
وتحت عنوان “سلسلة غارات للتحالف في صنعاء و الإنقلابيون يجبرون أهالي “زبيد” بالدفع للمجهود الحربي”، قالت صحيفة “الوطن” الإماراتية إن مقاتلات التحالف العربي شنت أمس، عدة غارات جوية على مواقع تسيطر عليها الميليشيات الحوثية في صنعاء.
وقال شهود عيان من المنطقة إن طيران التحالف استهدف قاعدة الديلمي الجوية بثلاث غارات، وغارتين على بيت عذران، وأخرى استهدفت معسكر الاستقبال، وأكد أن التحليق مازال مستمرا.
وبحسب الصحيفة تجددت أمس، المواجهات العنيفة بين قوات الجيش وميليشيات الحوثي المدعومة من إيران في جبهة مريس شمالي الضالع.
وأفادت مصادر يمنية للصحيفة أن مليشيات إيران الانقلابية أجبرت أهالي مدينة زبيد الأثرية في محافظة الحديدة، على التبرع للمجهود الحربي تحت التهديد وبقوة السلاح.
وأكدت المصادر أن الميليشيات أرسلت عناصرها للأهالي والتجار داخل مدينة زبيد وأجبرتهم على دفع أموال طائلة، ملوحة بالخطف لمن يرفض الدفع. كما ذكرت أن الميليشيات عمدت إلى إغلاق المحلات التجارية والمستوصفات الطبية التي لا يدفع أصحابها الأموال دعماً لما يسمى بـ”المجهود الحربي”.
يأتي ذلك في ظل استغلال الميليشيات الانقلابية الهدنة الأممية في الحديدة لتعويض ما خسرته في معارك الساحل الغربي بحشد مقاتليها وجمع التبرعات لهم ونهب مبالغ طائلة من التجار والأهالي تحت مسمى دعم المجهود الحربي.